برامج القنوات الفضائية الملتزمة في رمضان

هل تجذب المشاهدين ؟

نجدت لاطة

[email protected]

في الشهر الأخير قبل رمضان ـ وكما هي العادة ـ تتنافس القنوات الفضائية غير الملتزمة في جذب المشاهدين إليها ، فتجد كل قناة تذكر المسلسلات الجديدة التي ستعرضها في رمضان ، وتذكر معها أبطال هذه المسلسلات ، وتذكر أيضاً البرامج الفنية وكيف أنها ستستضيف فيها أكبر الفنانين والفنانات والمطربين والمطربات .. فينجذب الجمهور بشدة إلى هذه القنوات ، فتجد معظم الجمهور يشاهد هذه المسلسلات وتلك البرامج الفنية ..

 وفي المقابل .. نجد القنوات الملتزمة كقناتي ( الرسالة واقرأ ) مثلاً ، ولا داعي لذكر قناة المجد ، ولا لذكر قناة الناس ، لأنهما تعيشان خارج عصرنا وخارج التاريخ ، لذا هما تفشلان فشلاً ذريعاً في استقطاب الجمهور ، وأظن أن الله سيحاسبهما على هذا الفشل الدعوي الكبير ، لأن المسلم ينبغي أن يكون كيّساً فطناً ، وليس كيس قطن ..

 فنجد أن القناتين ( الرسالة واقرأ ) لا تذكران شيئاً من المسلسلات ، وإنما تهتمان اهتماماً كبيراً بذكر الشخصيات الإسلامية التي ستقدم دروساً ومواعظ في رمضان ، فنجد الشيخ الفلاني والعلامة الفلاني والداعية الفلاني والأستاذ الفلاني والشيخة الفلانية .. وقد يصل عدد هؤلاء المشايخ والعلماء والدعاة والداعيات إلى عشرة .. وتذكر القناتين بعض برامج الترفيه التي لا تستضيف فيها فنانين تائبين ولا فنانات تائبات ، ولا منشدين ولا منشدات ..

 فأتساءل : هل ستنجح القنوات الفضائية الملتزمة في جذب الجمهور من خلال هذه الشخصيات الإسلامية ؟ هل المشايخ والعلماء والدعاة والداعيات هم عنصر جذب في فن الإعلام والدعاية في عصرنا ؟ أليس القائمون على هاتين القناتين يحطبون في ليل كما يقول المثل ؟ وأليس هم يحرثون في الماء كما يقول المثل الآخر ؟ أليس هم سيفشلون أيضاً في استقطاب الجماهير العريضة ؟ أنا لا أدري كيف غابت هذه الحقائق الإعلامية عن هؤلاء القائمين ؟ حقاً إن الغيور على هذا الدين يشعر بالأسى القاتل ، الأسى الذي يرى من خلاله شباب الأمة وفتياتها وهم يُمسخون بالفنون الهابطة ، في حين يقف الإعلاميون الإسلاميون مكتوفي الأيدي ولا يقدمون إلا ما لا ينجذب الجمهور إليه .. فحتى الفنون الإسلامية الملتزمة لا يقدمونها في رمضان ، وحتى المنشدين لا يقدمونهم في رمضان ..

 وأحياناً أتساءل في نفسي : أيهما ينجذب الجمهور إليه أكثر : الممثل عادل إمام أم الداعية الفلاني ؟ أيهما ينجذب الجمهور إليه أشد : المطربة هيفاء وهبي أم الشيخ الفلاني ؟ فأجدني أضحك في نفسي الممزقة على إعلامنا الإسلامي المهترئ .

 قد يقول قائل : وهل نستبدل دروس المشايخ والعلماء والدعاة بالمسلسلات وبرامج الفن والترفيه ؟ فأقول : الأمر ليس كذلك ، وإنما نجمع بين الاثنتين ، فنقدم المسلسلات الملتزمة ونستضيف الفنانين التائبين والفنانات والتائبات في البرامج المختلفة ، ونقدم برامج فنية خاصة بالمنشدين ، بالإضافة إلى دروس ومواعظ المشايخ والعلماء والدعاة والداعيات .. فيشعر المشاهد أنه أمام قناة فيها الجد وفيها المتعة ، فيها ساعة لقلبك وساعة لدينك ، فيها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : روّحوا عن هذه القلوب فإنها تمل ، ولكن ساعة فساعة ..

 أليس هذا هو ما يأمرنا به ديننا ؟ إذاً فلماذا تغيب هذه الحقائق الإسلامية عن القائمين على الإعلام الإسلامي ؟؟؟ لماذا يريدون أن يكرهون الناس بالدين ؟ لماذا يريدون أن يخرج الناس من دين الله أفواجاً ؟ أفتّان أنت يا معاذ ؟ وإن منكم لَمنفّرون .. أفتّانون أنتم يا أيها القائمون على إعلامنا الإسلامي ؟

 وكلما فتحت قناتي ( الرسالة واقرأ ) في رمضان أجد شيخاً أو عالماً أو داعية يخطب أو يحاضر أو يفتي .. فأقول في نفسي : لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حول ولا قوة إلا بالله على دعاة آخر زمن ، لا حول ولا قوة إلا بالله على إعلاميي آخر زمن .. حقاً إن العمل الإسلامي بحاجة إلى ثورة تجتث فيه العقليات القديمة والبالية ، ولكن متى ؟ عسى أن يكون قريباً ...