الفنان التشكيلي الشاب محمد حرب
الفنان التشكيلي الشاب محمد حرب:
الإقامة الحالية أعيش داخل لوحة، إقامة جبرية
والظروف الاقتصادية والسياسية تقمع الفنان الشاب
ومعظم المؤسسات الثقافية نشاطها لا يتعدى الشكليات
الفنان التشكيلي محمد حرب
امتياز المغربي- رام الله
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
سفيرة بيت الادب المغربي في فلسطين
كما هو حال الجيل الشاب الفلسطيني، من محاولة الى محاولة اخرى، ومن نقطة صغرى الى المحيط الخارجي في المجتمعات المحلية او الخارجية، لكي يصل الى قمة معينة يرى من خلالها مواجع اوضاع الوطن، وصرخة طفل يبكي يريد حليبا، وصوت شابة انطلق لكي تأخذ جزءا من حقوقها، ولكن لم يسمعها في هذه المرة المعتصم، وبقيت تصرخ حتى الان، لاجلهم كلهم، ولد جيل شاب اعتنق الفن لكي يحمل رسالة الى جميع الامم بلغة مختصرة، وريشة ترسم بصدق مكنون الفنان، كان هذا حال الفنان محمد كمال حرب من مواليد عام 1979، ولد في قطاع غزة، خريج كلية الفنون الجميلة، في جامعة النجاح الوطنية ، في محافظة نابلس، في عام 2001.
تحدث الفنان التشكيلي محمد حرب عن بداياته، فقال:كانت بدايتي كبداية أي فنان يبحث عن معالم مجهولة في حياته، وتفاصيل مخزونة في عقلة الباطن، ومجرد خربشات عفوية تلاحق يدي سواء على الورق اوالجدران، وكان النظر بالنسبة لي هو النافذة الذي انظر منها على العالم، حيث كان بداياتي عبارة عن تجارب عفوية بألوان وخطوط ساذجة، وقد شعرت باهتمام وتشجيع الآهل في تلك الفترة ولكن كان التشجيع الذاتي والهاجس الذي كان ينتابني لتطوير ذاتي اكبر من ذلك.
الفن يؤثر ويتأثر بالمجتمع
وحول سبب اختياره الفن التشكيلي قال: أنا لم اختر الفن التشكيلي بل هو الذي اختارني لأترجم واعبر عن ذاتي وذات الآخرين والفن يؤثر ويتأثر بالمجتمع، وأيضا أريد أن أقول لا يستطيع الفنان أن يختار الفن الذي يريده ولكن هناك ميول ورغباته توجه الفنان والمبدع لهذا النوع من الفنون.
وعن اول اعماله الفنية قال: كانت عبارة عن رسومات من واقع الغزي الذي نعيشه، فقد تفتحت عيناي على مشاهد الانتفاضة، وجبروت الاحتلال، فاردت أن اعبر عن ذاتي باللوحات التي تعبر عن المشاهد اليومية للاحتلال الاسرائيلي.
في الفن التشكيلي فنون فرعية،عن تخصصه فيها قال: منذ العام 1995 وانا اعمل بحقل الفنون التشكيلية وحتي عام 2005 ومنها انطلقت للتصوير الفوتوغرافي، وفن الفيديو ارت، وهذا ليس بعيدا عن الفن التشكيلي، ولكنني اضفت اداه جديده للتعبيرعن الذات، وربطت الفن بالتكنولوجيا الحديثة والكومبيوتر.
الرسم بالتجريد الرمزي
وعن المواضيع التي تناولها في لوحاته تابع يقول: حسب المواضيع التي تؤثر بي بشكل مباشر، فكل مرحلة من حياه الفنان تحمل موضوع، والفنان لا يتوقف عند موضوع معين أو مرحله معينة، ومن أكثر المواضيع التي اشتغلت عليها هو موضوع المرأة هذا المخلوق الغريب الذي عملت على البحث والتجريب فيه من خلال اللوحات، لمدة أكثر من 5 عوام من خلال الرسم بالتجريد الرمزي، وبالتأكيد البيئية هي الملهم الطبيعي للفنان والفنان هو انعكاس للمجتمع الذي يعيش فيه من خلال أساقط فنه.
المشاركات
وعن عدد اعماله الفنية اضاف يقول:ليس هناك عدد معين للوحات فكل يوم يكون عندي مولود جديد من الأعمال، وإذا توقفت عن إنتاج اللوحات اذا توقفت عن الحياة.
وتحدث عن مشاركاته فقال: رشحت من قبل مركز خليل السكاكيني، في رام الله، في دارة الفنون بعمان مؤسسة خالد شومان، مع البرفسور الفنان السوري مروان قصاب باشا، في الأردن، وشاركت في جدارية يوم الأسير الفلسطيني مع مجموعة من الفنانين، بالتعاون مع وزارة الثقافة والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة.
وعن الورشات الفنية التي شارك بها قال: ورشة عمل للفنانين بمناسبة مرور عامين على الانتفاضة في قرية الفنون والحرف، وشاركت في الجدارية التي رسمت بذكرى النكبة ، وشاركت في ورشة الفيديو آرت، صورة مع صورة، ، وشاركت في ورشة التصوير الفوتوجرافيك، غزة انا غزة، ، وفي المعرض المزاد العلني، ألوان الأمل، وشاركت في اكادمية الفنون الدولية.
المعارض
واكمل حديثه عن معارضه الشخصية، فقال: هي كثيرة ومنها، معرض بعنوان ابداعات تشكيلية في مدينة نابلس ،في قاعة جامعة النجاح الوطنية، ومعرض بعنوان ملامح لم تكتمل، في قرية زهرة المدائن، في غزة، ومعرض بعنوان حوار في الذاكرة، مركز السلام بيت لحم، ومعرض بعنوان عيبـال، في مؤسسة عبد المحسن القطان رام الله ،ومعرض متنقل بين رام الله، ونابلس، وغزة، وفي جاليري الميناء، بالتعاون مع وزارة الثقافة.
واضاف يتحدث عن المعارض الجماعية التي شارك بها، فقال: منها، معرض خريجي دورة الجرافيك والتصوير الزيتي، ومعرض جامعة الازهر ، ومعرض المركز الفرنسي ، ومعرض مفوضية العمل الجماهيري، ومعرض ذكرى الانتفاضة، ومعرض آفاق العاشر، ومعرض للفنانين رآي أخر، والكثير من المعارض الاخرى.
تطوير ملامح الحركة التشكيلية الفلسطينية
وحول وضع الفنان الفلسطيني حاليا، وتحديدا الجيل الشاب، قال: الاقامة الحالية، أعيش، داخل لوحة !!! " اقامة جبرية، وبالتأكيد الظروف السياسية والاوضاع بغزة تؤثر على الفنان، فوضع الفنانين كلهم او الأغلب يعاني من الضغط والحصار، ولم ينتشر الاهتمام من قبل المؤسسات الأهلية والغير أهلية، لتبني أفكارهم وطموحاتهم إلا القليل القليل مع العلم أن الفنانين التشكيلين في غزة لهم فضل كبير في تطوير ملامح الحركة التشكيلية الفلسطينية لان اعمالهم تضاهي أعمال الفنانين في أوروبا واليوم الانترنت والتكنولوجيا أوصلتنا بالعالم الخارجي رغم الحصار المفروض علينا.
واضاف يتحدث عن المشاكل التي يمر بها الفنان الفلسطيني فقال: ليس هناك مشاكل محدده، ولكن هناك ظروف اقتصادية وسياسية تقمع الفنان، وفنه وأحيانا، وتجعله يتمرد، ويقحم حالته بتلك الظروف والملامح، فيبدع الفنان بشكل مبا شر وغير مباشر.
وتابع يتحدث عن كيفية تطوير خبراته الفنية، فقال: تطوير الذات يأتي تلقائيا من الفنان، وذلك من خلال المشاركة بالمعارض المحلية والدولية والمهرجانات والاطلاع على أعمال الفنانين الآخرين، وإتباع التكنولوجيا والانترنت ووسائل الاعلام الحديثة.
وحول دورات الفن التي اشترك بها قال: حصلت على دوريتين واحدة باسس ومبادئ التصميم الفني والاخرى بالتصوير الزيتي ولكن اتممت ذلك بالدارسة الآكادمية بكلية الفنون الجميلة، وقد حصلت على العديد من الدورات في مجال التصميم والمونتاج والجراقيك.
نفتقر لهذه المؤسسات
وحول مدى اهتمام المؤسسات الثقافية والفنية بالفنان الفلسطيني، قال: بخصوص المؤسسات الثقافية نحن، بالفعل نفتقر لهذه المؤسسات، وأريد ان انوه، أن فقط وجود مؤسستين او ثلاثة لدعم الثقافة والفن وعدد من الفنانين والمهتمين بالثقافية، لاتغطي هذه المؤسسات شيئا نظرا لكبر عديد الفنانين وغيرهم وإذا كان هناك مؤسسات في غزة فهي مؤسسات صورية، ولها نشاط لا يتعدي الشكليات.
وحدثنا عن طموحاته، فقال: هناك طموح عام وطموح خاص، والطموح العام هو أن يتوقف الاقتتال الداخلي خاصة في غزة وفوضي الفلاتان الأمني، وطموحي الثاني أن اصل بفني للعالمية، وأن اتنقل بين الدول، واشارك بالمعارض والنشاطات الدولية، وادعوا كل المهتمين بالثقافة الدولية، الاهتمام بالفنانين الشباب من فلسطين.
واضاف يتحدث عن عمله الحالي والمشاريع المستقبلية، فقال: اعمل الآن كمخرج للبرامج الثقافية الخاصة بالفن التشكيلي في الفضائية الفلسطينية، واعمل على اعداد فيلم عن غزة وهو فيديو أرت مدته 15 دقيقة، لانني انظر لغزة كأنها عمل فيديو ارت متكامل، وأحاول تجسيد هذا المشهد من خلال عدسة الكاميرة، وأحاول المزج بين الاخراج والفن والفيديوارت.