عودة الفنانة التائبة سهير البابلي إلى التمثيل
تعود إلى التمثيل بوصية من الشيخ الشعرواي
عودة الفنانة التائبة سهير البابلي إلى التمثيل
وعودة الوعي
نجدت لاطـة
نعم لقد عادت الفنانة سهير البابلي إلى التمثيل بعد غياب دام سنوات ، وكانت عودتها عبر بطولتها لمسلسل ( قلب حبيبة ) التي تجسد فيه دور الأم التي يُضرب بها المثل في الصبر بعدما مات زوجها وتفرغت لتربية ابنيها . وسيكون تمثيلها بالحجاب ومن خلال مَشاهد يحفظ لها تديّنها فلا تقع في محظورات شرعية .
وطبعاً عودتها إلى التمثيل هو عودة الوعي بأهمية وجود الفنان الملتزم في الأعمال الفنية ، لأن حضور الفنان الملتزم يساهم في تنقية الكثير من هذه الأعمال ، وكلما كان الفنان له قدر كبير في الوسط الفني كلما كان دوره في تنقية الأعمال الفنية كبيراً . وهذا ما حدث مع الفنانة سهير البابلي ، فقد عدّلت الكثير من المَشاهد ، بحيث تكون هذه المَشاهد أكثر ملائمة لشخصيتها المحجبة ، وتكون أيضاً أكثر فائدة للمشاهدين .
وكان الشيخ محمد متولي الشعراوي قد نصحها قبل وفاته رحمه الله بالعودة إلى التمثيل وتقديم الفن الملتزم . وكان الشيخ يوسف القرضاوي قد نصح أيضاً جميع الفنانين والفنانات الذي تابوا بالعودة إلى التمثيل وتقديم الفن الملتزم بالقدر الذي يستطيعوه ، لأن الله تعبّدنا بالاستطاعة . وكذلك قام الداعية الكبير عمرو خالد في برنامجه ( صناع الحياة ) بشرح أهمية التمثيل وضرورة وجود الفن الملتزم الذي يساهم في صياغة حياة ، وكذلك دعاهم إلى العودة إلى التمثيل لتقديم الفن الملتزم .
وأتساءل : أليس التمثيل موهبة كبقية المواهب كالشعر والقصة والرسم والصوت الحسن والتلحين .. ؟ بل أليس موهبة التمثيل تفوق تلك المواهب في عصرنا الحالي أهميةً وتأثيراً في الشعوب ؟ فمن ينكر أهمية الأفلام والمسلسلات والمسرحيات في توجيه الشعوب ؟
فهل يُعقل أن يدفن الفنانون الملتزمون موهبة التمثيل في نفوسهم ويتركوا الملايين من الناس للفنانين غير الملتزمين يوجهوهم كيفما شاؤوا ، ويعبثوا بعواطفهم ومشاعرعم كيفما أرادوا ؟؟ أليست تلك قسمة ضيزى ؟
فإذا كان الله سيسأل المسلم عن ماله ـ ولو كان قرشاً ـ فيما أنفقه ، فهل يُعقل أن لا يسأله عن هـذه الموهبة العظيمة ( موهبة التمثيل ) التي لا تقارن قيمتها بأي مال ، فيما فعل بهذه الموهبة ؟
ألا ينبغي على الفنانين التائبين الذين اعتزلوا التمثيل نهائياً أن يراجعوا أنفسهم فيعوا أهمية التمثيل في حياتنا المعاصرة ؟
كثيرة هي التساؤلات التي أنثرها في مقالاتي ، ولكن دائماً لا أجد استجابة لها من قبل الإسلاميين .. لا أجد إجابة لها لا فـي الواقع النظري ولا في الواقع التطبيقي ، ولا أكون مبالغاً إن قلت إن جمود الإسلاميين تجاه الفن السينمائي ( بكل أشكاله ) هو السبب الأوحد في اعتزال هؤلاء الفنانين التائبين ، في حين أن الواقع يقول بأن شعوبنا في أمس الحاجة إلى الفن الملتزم الذي من الممكن جداً أن يقدمه هؤلاء الفنانون التائبون .
على أية حال .. أقول : ألف مبروك لعودة الفنانة الملتزمة العملاقة سهير البابلي إلى التمثيل ، وعقبال البقية الباقية .