مدرسة المسرح الصيفية
تباشر عملها في المسرح الوطني الفلسطيني
*للعام الثاني على التوالي... رغم ضيق الموارد المالية التي يعاني منها المسرح*
أسامة مصري
*القدس- تفانين- المتابع للحركة الثقافية عموما والمسرحية على وجه الخصوص يعرف أهمية مشروع مدرسة المسرح الصيفيةTAM 1 الذي أنجزه المسرح الوطني الفلسطيني العام الماضي وما له من اثر ايجابي على الحركة المسرحية الفلسطينية وعلى فئة الشباب المقدسيين بشكل خاص، حيث ساهم في بلورة شخصيتهم ورفد الحركة الفنية بعناصر شبابية فاعلة وواعية لدورها.
وقد تم تمويل هذا المشروع من مؤسسة التعاون الايطالي، ونظرا للنجاح الباهر للمشروع على كافة المستويات و إدراكا منه لأهميته تابع القنصل الايطالي العام بشكل شخصي المشروع، حيث حضر شخصيا لتسليم الشهادات للخريجين كما قام بزيارتهم أثناء تواجدهم في البندقية العام المنصرم وشاهد عرض مسرحية على خطى هاملت التي كانت تتويجا لمشروع المدرسة، كما وعد ببذل كافة الجهود لضمان استمرار دعم المشروع وتم وضعه على أولويات المشاريع الثقافية المتبادلة بين فلسطين وايطاليا ليتم تمويله للأعوام القادمة.
وبناءا على ما سبق، ولاحقا للنجاح الكبير الذي حظي به المشروع، وإدراكا منا لأهمية المشروع كونه أول تدريب مسرحي محترف في مدينة القدس وعلى صعيد الوطن، وبناءا على التطمينات والوعود التي حصلنا عليها أعلن المسرح الوطني عن مشروع تدريب المدرسة الصيفية TAM2 لهذا العام 2009. ولكن الزلزال المؤلم الذي تعرضت له ايطاليا أخر الموافقة على تمويل المشروع، مما وضع المسرح في مأزق لا يحسد عليه، وقد تم إعلامنا بأنه من المفترض أن تجتمع اللجنة الخاصة في وزارة الخارجية ألايطاليه لإقرار المشاريع في نهاية شهر تموز، وإذا ما انتظرنا ذلك الموعد فان هذا يعني خسارة العطلة الصيفية التي نعتمد عليها لتنفيذ هذا المشروع.
فقررنا المجازفة ضمن مواردنا المحدودة وبالاعتماد على تطوع المدربين المحليين (على أساس أن يتم الدفع لهم في حالة إقرار التمويل للمدرسة) وبعض الضيوف الأجانب من فنانين وأعلنا عن التسجيل للالتحاق بالمدرسة وأجرينا المقابلات لاختيار الطلاب. حيث تقدم للمشاركة في المدرسة الصيفية لهذا العام ما يزيد عن ستين شاب وفتاة تتراوح أعمارهم بين 15 و 25 سنه. وابتدأت التدريبات في بداية تموز مع 17 طالب وطالبة نجحوا في اختبار القبول.
علما بان المدرسة سوف تستمر حتى بداية كانون أول بحيث تنتهي الدورة بعمل مسرحي يشارك فيه طلاب من السنة الثانية مع طلاب من خريجي السنة الأولى إلى جانب فنانين محترفين
وقد شارك التدريب كل من:
الفنانة ريم تلحمي: صوت وإلقاء وتكوينات حركية مرتبطة بالصوت
الفنانة رائدة غزالة: تمثيل
الفنان حسام ابو عيشه: تمثيل
الفنان عبد السلام عبده: تصنيع أقنعة
الفنان رمزي الشيخ قاسم: التعامل مع الإضاءة على المنصة
المخرج السينمائي أكرم الصفدي: لغة الصورة
الفنان كامل الباشا: إخراج وتاريخ مسرح
كما إن المسرح الوطني يخطط لتحويل مشروع التدريب الصيفي إلى مدرسة دولية للتدريب المسرحي في العام القادم بمشاركة طلاب ومدربين من دول مختلفة ويعمل للتنسيق مع الفنانين والمسارح والهيئات المسرحية الدولية في هذا الاتجاه.
كما شارك طلاب المدرسة من السنة الأولي والثانية خلال نفس الفترة في ورشات متخصصة في التمثيل والإخراج مع كل من:
· الفنان الفلسطيني سامر الصابر الذي يحضر لرسالة الدكتوراه في الإخراج المسرحي بجامعة واشنطن، وتناولت أسلوب تدريب الممثل حسب نظرية ( View Points ) وشارك فيها 15شاب وفتاة من طلابنا إلى جانب بعض الضيوف من الفنانين المحلين
· لمدة خمسة أيام بمعدل أربعة ساعات في الأسبوع حيث تم تقديم عرض في نهاية الورشة يمزج بين نصوص محمود درويش وأسلوب تدريب الممثل المعروف عالميا باسم view points وذلك يوم في لخميس 23/7 الساعة السابعة بحضور الجمهور
· تم العمل مع المخرج الفلسطيني كامل الباشا على انجاز أمسية خاصة بمناسبة مرور عام على رحيل شاعرنا محمود درويش بعنوان "أرض قصيدتي" وهي عبارة عن مراجعة إبداعية لمجموعة من قصائده شارك فيها مجموعة كبيره من الفنانين الشباب في رغبة منهم لتأكيد أثره العميق في حياتنا ووجداننا الوطني ووعينا الإنساني وعمق تأثيره في الأجيال الشابة المرتبطة بأرضها وقضيتها والمدركة لأثر الثقافة العميق في تشكيل وجداننا في عرض فني مميز ربط الجيل المؤسس بجيل جديد يبشر بوطن حر ومواطن يدرك أهمية دوره في تشكيل الوعي بما يخدم تطلعاتنا وأهدافنا الوطنية، وتم المزج فيها بين قصائد درويش وتقنيات فنية حداثية مؤثرة في الثقافة الإنسانية. وقدم العرض في يوم الأحد الموافق 9/8/2009 الساعة السابعة مساءاً بحضور الجمهور. علما بان هذه المرة الثانية والتي يقوم فيها طلاب المدرسة بتقديم عرض مسرحي مخصص لشاعرنا الكبير حيث تم في العام المنصرم تقديم أمسية تأبينية له، ومن الجدير بالذكر أن المسرح أنتج لشاعرنا الراحل مسرحية ألجداريه والتي قدمت عدة عروض في فلسطين وفي دول مختلفة منها الدنمارك، سويسرا، بريطانيا، فرنسا سوريا، وتونس والتي حضر فيها محمود درويش العرض وألقى القصيدة قبل العرض في نفس المهرجان.
· ورشة في الإخراج المسرحي مع المخرج الألماني - كاي شومان: تم فيها العمل على بداية المشهد الأخير من مسرحية عطيل للكاتب وليام شكسبير في عدة صياغات من إخراج طلبة مدرسة المسرح الصيفية، حيث تم اختيار أربعة مجموعات في كل مجموعة مخرج وممثلين يقدمون نفس المشهد كل برؤيته الخاصة وعلى طريقته، ويأتي ذلك استخلاصا لورشة عمل مدتها أربعة أيام بالتعاون بين المسرح الوطني الفلسطيني ومعهد غوته وتم عرض الصياغات المختلفة مساء يوم الخميس 13/8/2009 الساعة السابعة ثم جرى حوار مفتوح بين المشاركين في الورشة وجمهور الحضور أوضح فيه الطلبة المشاركون رؤيتهم للمشهد وطريقة عملهم على أخراجه
· بانتهاء المرحلة الأولى من مشروع تدريب طلاب مدرسة المسرح الصيفية سيتم تقديم عرض خاص لمتدربي هذا العام بعنوان "صور من القدس" وذلك يوم الخميس الموافق 20/8/2009 في تمام الساعة السابعة مساءا يقدمون فيها القدس من وجهة نظرهم.
· تقوم مجموعة من خريجي العام الماضي بالاشتراك مع فنانتين ايطاليتين بإجراء ورشة عمل بمبادرة خاصة من المجموعة وفي إطار المسرح الوطني لاستكمال تدريبات بدأت في ايطاليا بهدف بلورة عمل مسرحي يتناول الفروق بين الثقافتين الفلسطينية والايطالية وتنتهي الورشة في نهاية شهر أب الحالي.