مهرجان "س" الدولي لفن الفيديو والأداء

بمشاركة فنانين عالميين وأعمال مميزة

مهرجان "س" الدولي لفن الفيديو والأداء..

مساحات لعروض مختلفة في فلسطين

يوسف الشايب

تنطلق في السابعة من مساء اليوم، ومن مقر مؤسسة عبد المحسن القطان في رام الله، فعاليات مهرجان "س" الدولي لفن الفيديو والأداء في فلسطين، بعرضين تركيبيين للفنان خليل رباح (جسدي وكعب قدمي) والفنان تيسير البطنيجي (يوميات غزة) تركيب، في حين يعرض في ذات المساء، وفي مركز خليل السكاكيني الثقافي برام الله عمل تركيبي للفنانة جمانة عبود (العودة)، وآخر للفنان محمد حرب (غرفة تحكم)، وثالث للفنان الفرنسي ريتشارد سكريزاك (فيديو فانيتاس).

وتقدم الفنانة رائدة سعادة في جاليري المحطة برام الله، عملها التركيبي (كنس)، إضافة إلى عملين تركيبيين للفنانة البلغارية ماريانا فاسيليفا (تورو)، والفنان الأميركي بيل فيولا (بركة المياه العاكسة)، في حين يعرض في أكاديمية الفنون المعاصرة ــ فلسطين في البيرة، فسيشهد عملاً تركيبياً خارجياً للفنان الفرنسي كاشا لوغراند (تابلو فيفانت)، وعروض فيديو لعدد من طلاب الأكاديمية، أما قاعة المركز الثقافي الفرنسي الألماني برام الله فستكون مسرحاً للعرض الأدائي (غناء التوابل) للفنان الفرنسي العالمي جوليان بلين، وفيديو (رحلة مستحيلة) لتيسير البطنيجي.

وفي الوقت نفسه تنطلق الفعاليات في القدس وغزة، ففي مقر مؤسسة المعمل للفن المعاصر بالقدس يُعرض عملا فيديو بطريقة الرسوم المتحركة (أنيميشن) للفنان الجزائري الفرنسي "حكيم ب"، الأول بعنوان "كان يا ما كان"، والثاني بعنوان "يوم عادي"، في وقت سيكون فيه جمهور غزة على موعد مع الفيديو المميز للفنان شريف واكد (شيك بوينت)، وفيديو (حكاية مستمرة) للفنان شادي حبيب الله، في قاعة المركز الثقافي الفرنسي.

أما فعاليات المهرجان في بيرزيت، وبالتحديد في جامعتها، فتتواصل منذ العاشرة من صباح اليوم، وحتى الرابعة مساء، بعرضي الرسوم المتحركي لـ "حكيم ب".

مساحة للفنانين والجمهور

وحول أسباب اختيار تنظيم مهرجان دولي لفن الفيديو والأداء، الذي يندرج في إطار الفنون البصرية ويمارسها الفنانون التشكيليون المعاصرون، يقول محمود أبو هشهش، المدير الفني المشارك لمهرجان "س": تم التفكير بهذا الفن ويدمج نوعين من الفنون البصرية المختلفين والمتقاطعين في آن، وهما فن الفيديو (الفيديو آرت) وفن الأداء (آرت بيرفورمانس) لأكثر من سبب، حيث تكاد تكون هاتان الممارستان الفنيتان الأقل انتشاراً في أوساط التشكيليين الفلسطينيين، قياساً بالممارسات الفنية الأخرى كالرسم، والتصوير، والنحت، التي لها حضورها الطاغي في الحركة الفنية الفلسطينية وفي أوساط الفنانين الفلسطينيين، ومنذ عقود عدة، حتى بات هناك تاريخ فلسطيني له حضوره على المستوى المحلي والعربي والعالمي في هذه الاتجاهات.. ويضيف: هناك عدد محدود من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين يمارس هذا النوع من الأشكال الفنية الحديثة نسبياً ليس فقط في فلسطين، بل وربما في العالم، ففن الفيديو على وجه الخصوص مرتبط باختراع الفيديو في ستينيات القرن الماضي .. هؤلاء الفنانون، وبعضهم حقق شهرة عالمية واسعة، وحضوراً مؤثراً على المستوى العالمي، اكتسبوا "شرعيتهم" في وقت متأخر نسبياً مقارنة بنظرائهم في أوروبا وأميركا، وبالتالي يأتي هذا المهرجان لتسليط الضوء على هذه التجارب، وتعزيز حضورها، ومنح فرصة للفنان الفلسطيني، وخاصة الشباب منهم، من جهة، للاطلاع على التجارب العالمية الحديثة فيما يتعلق بفني الفيديو والأداء، ومن جهة أخرى يوفر فرصة هي الأولى من نوعها، وبهذه الضخامة، للجمهور الفلسطيني، للاطلاع على هذه التجارب الفنية، الفلسطينية منها والعالمية.. ويؤكد أبو هشهش: إذا كنا نتحدث عن قلة في عدد الفنانين الفلسطينيين الذين يقدمون أعمالاً فنية بطريقة فن الفيديو، فهناك ندرة في الأعمال الأدائية التي تندرج في إطار فن الأداء، الذي يتقاطع بشكل كبير مع فن الفيديو التي تتكئ في الكثير منها على أعمال أدائية، فما إن يتم تصوير العروض الأدائية حتى تتحول إلى عروض فيديو.

أبو هشهش، والذي عبر أن يتواصل المهرجان بواقع دورة كل عامين، كي يأخذ حقه في التحضير، والبحث عن أعمال جديدة، يؤكد على أهمية الأعمال المشاركة في "س"، خاصة أن المهرجان الأول هو بمثابة مهرجان تقديمي يهدف إلى تعريف المشاهد الفلسطيني بهذين النوعين من الفنون، لا سيما مع مشاركة نخبة من ألمع نجوم هذين النوعين من الممارسات الفنية، وعلى رأسهم الأميركي بيل فيولا، الذي يعتبر رائداً في فن "الفيديو آرت"، وواحداً من أهم الفنانين في العالم، ومشاركته في المهرجان إنجاز كبير، وهذا لا يعني أن المشاركات الأخرى للفنانين الأوروبيين والعرب والفلسطينيين أقل أهمية، مشيراً إلى مشاركة عشرات الفنانين، وأكثر من مائة عمل في المهرجان.

وحول اختيار اسم "س" للمهرجان، أجاب أبو هشهش: حاولنا قدر الإمكان الابتعاد عن المباشرة والاستسهال في التسمية، وكذلك الابتعاد عن الصورة النمطية القائمة على فكرة ضرورة أن يحمل اسم أي مهرجان فني أو ثقافي في فلسطين مدلولات سياسية، ولذلك أردنا أن يكرس المهرجان، حتى من خلال الاسم، نفسه بجدارته الفنية وليس بالاعتماد على السياسي أو المعنوي .. مضيفاً: "س" هو رمز للمجهول يستخدم عادة في الرياضيات، وهو اختصار للسؤال أو الاستفهام، و"س" بالإنكليزية لفظاً تعني "مشهد"، أو "شوهد"، وهذا شديد الارتباط بفن الفيديو والأداء، واعتمدنا في كتابة الاسم "س" على المستوى اللفظي.

وأكد أبو هشهش: هذا المهرجان قام على مبدأ الشراكة الكاملة بين المؤسسات المنظمة والمؤسسات المتعاونة، والتي وجدت ضرورة على عدم اقتصاره على رام الله كحاضنة أساسية للثقافة الفلسطينية، فكان كذلك في القدس، وغزة، وبيرزيت، ونأمل أن يتسع جغرافياً في الدورة المقبلة ليقدم عروضه في مدن أخرى في الضفة، وداخل الخط الأخضر، مضيفاً: لسنا متخوفين على الإطلاق من أية عراقيل في أي مكان تعرض فيه أعمال المهرجان، خاصة أنها أعمال جادة، وتساهم في إبراز مكانة الثقافة والفن الفلسطيني، وتتيح لجزء كبير من الجمهور الفلسطيني من التعرف على هذين النوعين من الفنون البصرية، اللذين يتسعان لتعقيدات الحياة، ويعبران عنها بتقنيات تتسع لمعالجتها كفن الفيديو، والتركيب، وفن الأداء.

وشدد أبو هشهش على أن ثمة العديد من المحاضرات واللقاءات والنقاشات بين الفنانين والجمهور، وهناك ورشة عمل تستهدف الفنانين بشكل أساسي، وبالتالي هناك أبعاد تفاعلية وتعليمية في المهرجان، الذي بات أقرب إلى "البينالي" المصغر أكثر منه إلى المهرجان.

خليل والحذاء

وفي جولة سريعة بين أعمال الافتتاح، يمكننا التأكيد على تنوعها وحداثتها وعمقها في آن، فخليل رباح في "جسدي وكعب قدمي"، المنتج في العام 1999، وهو من أوائل الأعمال الفلسطينية في مجال فن الفيديو، يظهر على الدوام في محاولات تبدو مستحيلة لدس قدمه في حذاء أصغر من مقاسها، ما يتسبب في جروح في أصابع القدم، في رسالة مجازية إخفاقات الفرد في ملاءمة نفسه مع أدوار وأماكن غير مناسبة، كما يحاول رباح قضم كعب الحذاء في محاولة أخرى فيجرح شفتيه، وكأنه يقدم رؤية ساخرة وعبثية وعميقة في آن حول اليأس الوجودي.

يوميات

أما "يوميات غزة" لتيسير البطنيجي فتتكون من مجموعة من المشاهد الحية، التي قام بتسجيلها في غزة ما بين العامين 2000 و 2006، وهي اقرب إلى دفتر يوميات، يعرض صوراً من الحياة اليومية في غزة، وأخرى لحيزه الشخصي والعائلي: لحظات فرح ولقاء، وكذلك ساعات من الفراغ والملل، التي لا يقطع سكونها سوى الضجيج القادم من الشارع، وهدير طائرات الـ"إف 16" الإسرائيلية، وهي تجوب سماء القطاع دون انقطاع.

العودة من الغابة

أما "عودة" جمانة عبود، فيعبر عن شوق الفلسطينيين المهجرين للوطن، إضافة إلى استكشاف رغبة الأفراد في العودة إلى "الجوهر"، إلى شبابهم، وهويتهم الحقيقية، وإلى "حقيقة" أنفسهم، بعد أن أدى التحريف الكبير للحقيقة إلى تركهم في حالة المنفيين، أو المتروكين، وذلك عبر مشاهد فتاة تمشي في طريق في غابة، وتضع قطعاً من خبز "البيتا" على طول الممر الضيق خلفها، وهو طريق لا نهاية له، تبدأه وتعيده مرة تلو أخرى، وتعود إليه مراراً وتكراراً.. إلا أنها وفي نهاية المطاف، وبقدر كبير من الجهد، تجد طريقها إلى ديارها مرة أخرى.

التلفزيون وصورة الفيديو

وفي عمله "غرفة تحكم" يتناول محمد حرب، موضوع التلفزيون وعلاقتها بنا وتأثير هذه الشاشة على حياتنا وخاصة شاشة الأخبار، التي يقول عنها: أسعى دوما إلى إيقافها والكف عن بث كل ما هو مؤلم في العالم والتي تعكس واقع العالم المرير، فعندما أقف أمام تلك الشاشة المضيئة ترعبني فكرة أن الإضاءة والنور يستطيعان أن يجسدا الرعب، والدفع الدائم باتجاه الهروب.

أما الفنان الفرنسي ريتشارد سكريزاك، وفي عمله "فيديو فانيتاس"، يقدم عرضَي فيديو متقابلين، في غرفة مظلمة، وعلى ستارة .. واستوحي سكريزاك كلا التركيبين بشكل مباشر من "فانيتاس" الكلاسيكية، وهي من الموضوعات الرئيسية في الفن الغربي (الأوكسيدنتالي)، وهما يشكلان محاولة لتقديم الجوانب غير المادية، وغير الملموسة، والعائمة، والمتألقة، وسريعة الزوال لصورة الفيديو.

كمن يحرث في الماء

رائدة سعادة وفي عملها التركيبي (كنس)، تراها تكنس الصحراء، وهو ما يدلل على حالة من اليأس إزاء شيء ما، قد يؤولها البعض سياسياً، خاصة مع مراوحة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مكانها، وحالة الانقسام الداخلي التي يعاني منها الفلسطينيون منذ أكثر من عامين .. عن عملها المثير للدهشة، والمنتج في العام 2007، تقول سعادة: بتكليف من بينالي الشارقة الثامن، أشاهد في أرض صحراوية، وأنا أكنس رمل الصحارى. إنها عملية لا تنتهي، فيما أتحرك عبر الرمال في حركة كنس مستمرة، وكأنما هو عرض بصري للتأمل في السؤال عن مدى ما تعطيه الحياة نظراً لمدى ما تأخذه.

حوار بين الثبات والحركة

وتصنع البلغارية ماريانا فاسيليفا في عملها "تورو"، ما يشبه الحوار بين الحياة الثابتة والحركة من خلال التمثيل البصري للتآلف النشط .. تبدو غير مهتمة بالفعل المادي للحركة، وإنما بالعملية الذهنية التي تقف وراءها، فبطريقة بسيطة، تقوم الفنانة بتحويل الأشياء والمواقف والتصرفات، وتقدمها في سياق آخر على مستوى غنائي، ومن خلال تحرك عاطفي نحو عالم ممثل بشكل غريب.

العالم الطبيعي

وفي "بركة المياه العاكسة" للأميركي بيل فيولا، يخرج رجل من الغابة، ويقف أمام بركة مياه.. يقفز ويتوقف الزمن فجأة.. وخلاف ذلك، تقتصر كل حركة وتغيير في المشهد الثابت، على الانعكاسات والتموجات الظاهرة على سطح البركة.. يبدو عالقاً في الوقت .. يحوم الرجل في قفزة متجمدة في الهواء فوق المياه، وتجتمع أساليب الإطارات الثابتة المتقنة، وتعددية القفلات مع الطبقات الزمنية المتباينة في صورة واحدة متماسكة.

ويقول فيولا في نص كتبه عن عمله "يتناول العمل موضوع خروج الفرد إلى العالم الطبيعي، وكأنه عملية تعميد عبر التغطيس في عالم من الصور الافتراضية والتصورات غير المباشرة".

شجر وتوابل

ويعتمد الفرنسي كاشا لوغراند، في عمله "تابلو فيفانت"، على شاشتي عرض متقابلتين، لأشجار في النهار، وأخرى في الليل، وكأنه يعمل على "تقديم استحضار ما، من خلال سير شاعري لسلسلة من لوحات حية، واستعارات للزمن والتحول"، عبر شجرة ترسي دورتها في البحر أولاً، ثم في السماء، والأرض والهواء والكون.

ويقول لوغراند: يسمح لي ما أسميه لوحات حية، أن أعبر عن التكرار والليونة والبطء، من خلال عناصر مختلفة، حيث تفتح البساطة، ووضعية تسلسل الصور، حقلاً يسمح بالتأمل المتعمد.

أما العرض الأدائي "غناء التوابل" للفرنسي العالمي جوليان بلين، فيعتمد على قصيدة من "بيموت" لوصف جميع التعديلات التي أجريت على جميع التوابل في علم العلاقة بين الطعام والثقافة.

طن من الرمل

ويعود البطنيجي في "رحلة مستحيلة"، ويأتي ضمن مجموعة من الأعمال ذات الطابع الأدائي، التي أنجزها في السنوات الأخيرة، والتي تثير مفاهيم حول الذاكرة والمحو، حول اللاحالة، والهدم والبناء أو التفكيك وإعادة التركيب، وتتميز بالتكرار والتجرد من كل فعالية أو هدف، فهي اقرب إلى بذل الجهد غير المُنِتِج وتبديد الوقت، وعنه يقول: في هذا العمل الأدائي أقوم بتحريك كومة من الرمل (حوالي طن)، من جهة إلى أخرى لخط وهمي والعكس، إلى أن أصل إلى درجة من التعب يصعب معها الاستمرار.

أسئلة وجودية

وتتميز أعمال الجزائري الفرنسي "حكيم ب" بأنها تنتصر للرسوم المتحركة، ففي "كان يا ما كان"، يتساءل: ما الذي تركض البشرية وراءه؟ .. وما الذي يركض كل واحد منا وراءه؟ .. ويتكرر هذا السؤال حتى يباغتنا الموت.

وحول هذا العمل يقول حكيم: كلما استيقظنا، نتبع طريقنا التي نسير عليها، فيما يخالجنا شعور بأن هذا الطريق هو الطريق الصحيح هذه المرة ... شعور وجداني غير سوي وفارغ، تجاه العقل.. طموح شاذ من شأنه أن يؤدي إلى العبقرية أو إلى الجنون البسيط والبحت.. لمَ لا نصنع من هذا التوازن غير المستقر مجازاً يعبّر عن موقف البشرية غير المريح، وهي تواجه مصيرها؟ وتبدأ القصة: "كان يا ما كان".

أما "يوم عادي"، فهو شريط فيديو للرسوم المتحركة، مبني على جملة لمالكولم إكس: "وفيما يتعلق بنبذ العنف، فإن من الإجرام أن نعلم المرء عدم الدفاع عن نفسه حين يكون ضحية للهجمات الوحشية المستمرة".

يظهر الشريط "حكيم ب" وهو يرسم رسماً متحركاً لنسخة عنه، تمشي، وتقع ضحية لضربات غير مرئية، وضرب للعنق، وللقنص.. وعلى الرغم من تلك الاعتداءات الوحشية، فإن "حكيم ب" يقف من جديد ويمشي وكأنه يمارس مقاومة يجب على الإنسانية أن تنفذها بشكل يومي، مقاومة للعنف الجاري، الذي يخوضه البعض، فيما يقف البعض الآخر متفرجاً.

ويقوم عمل شادي حبيب الله (حكاية مستمرة)، وهو عمل تركيبي يشتمل على رسوم متحركة، على "أحداث مأخوذة من الصور النمطية لشخصيات ما قبل تاريخية، والقصة مبنية على موضوعة الخوف"، كما يقول.

أزياء الإذلال والحرية

ويبقى من بين الأعمال الافتتاحية لمهرجان "س" الدولي لفن الأداء والفيديو في فلسطين، العمل المبهر والشهير "شيك بوينت" للفنان الفلسطيني شريف واكد، ويستعرض خلاله ملابس صممت استباقاً للتصرفات اليومية السائدة لدى جنود الاحتلال الإسرائيلي عند الحواجز العسكرية، حيث يأمرون الفلسطينيين برفع ملابسهم، والكشف عن اللحم، وعن القنابل المخبأة، بحيث يصبح الجسد الفلسطيني، الذي يشكل سلاحاً خطيراً بالمفهوم السائد لدى جيش الاحتلال، بمثابة ذريعة لحاجز تتم مراقبته عبره.

ويطعم واكد عمله "شيك بوينت" بعدد من اللقطات الوثائقية المأخوذة على الحواجز، ويضع المشاهد في موقع يجعله قادراً على رؤية المشهد من خلال نظرة الجندي.. ويرتفع خط أناقة الموضة، إذ ينتقل التركيز من الجسد إلى الملابس، وإلى ما يتلو ذلك من إمكانيات مسلية تتأصل في العلاقة ما بين الملابس وأولئك الذين يرتدونها ويرفعونها.. وتمثل منصة عرض الأزياء محيطاً لتجريد السياسة المحملة في نظرة الجندي، والواقع الصارخ المتمثل في فرض الإغلاقات، بحيث يجمع واكد بين عالمين متناقضين في تأمل قوي في علم الجمال، والجسد، والإذلال، والمراقبة، والحصار، والحرية.

من الجدير بالذكر أن مهرجان "س" الدولي لفن الفيديو والأداء، تنظمه مؤسسة عبد المحسن القطان، وانستانت فيديو (مرسيليا)، والمركز الثقافي الألماني الفرنسي، وجاليري المحطة، ومركز خليل السكاكيني الثقافي، في الفترة ما بين 19 و24 أيار الجاري، وبالتعاون مع مؤسسة المعمل للفن المعاصر، وحوش الفن الفلسطيني، والأكاديمية الدولية للفنون، والجاليري الافتراضي في جامعة بيرزيت، وغيرها.

ويشتمل المهرجان على جملة كبيرة وواسعة من أعمال فنية مهمة لفنانين بارزين من أنحاء مختلفة من العالم، إلى جانب مشاركة مجموعة مهمة ومفصلية من الأعمال الفنية التي أنتجها فنانون فلسطينيون خلال العقد الأخير، إضافة إلى تنظيم العديد من اللقاءات مع الفنانين الضيوف، وعروض الفيديو التي تتناول محاور محددة، وورشة عمل تدريبية، وبرنامج خاص لأعمال فيديو أنتجها طلاب من الأكاديمية الدولية للفنون في رام الله.