فيوليتا ، أميرة الأساطير الرومانية

لم تكن تعلم نجمة المسرح الروماني والسينما

منير مزيد / رومانيا

[email protected]

من منا لم تسحره قصة " سنو وايت و الأقزام السبعة " تلك القصة الخرافية التي تتحدث عن أميرة جميلة حاولت زوجة أبيها قتلها و التخلص منها بدافع الغيرة و الحسد إلا أن قصة سنو وايت الرومانية و اقعية ..

 تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، هذا ما حدث مع الممثلة " فيوليتا أندريه " ، نجمة المسرح الروماني و السينما والدراما التلفزيونية حين انتهى مشوارها الفني بالزواج، وهي في أوج عطائها وتوهجها الفني، وهذا ما حدث أيضا مع سيدة رومانيا الأولى زوجة تشاوشيسكو حين صادرت حق فيوليتا في ممارسة عملها الإبداعي.

ولدت الفنانة " فيوليتا اندريه " ، أميرة الأساطير الرومانية ، في 29 مارس عام 1941 في مدينة براشوف الرومانية. لعبت العديد من الأدوار والشخصيات في العديد من المسلسلات التلفزيونية

و المسرحيات و الأفلام السينمائية. 

بدأت القصة حين وقع وزير الخارجية الروماني في عهد تشاوشيسكو السيد " أندريه شتيفان " في غرام ممثلة المسرح " فيوليتا " وانتهت قصة الحب بالزواج . قد يعتقد القراء أن مثل هذه الحالات تحدث كثيراً وفي كل المجتمعات ، هذا صحيح في حالة موافقة الزوجين ، أو رغبة الزوج بسبب وضعه السياسي و الاجتماعي. لكن ما حدث هنا لا ينطبق على تلك الحالات أو ما يشابهها.

كانت الفنانة "فيوليتا " تتمتع بجمال ساحر وذكاء فطري وموهبة عظيمة وثقافة رفيعة وهيبة مؤثرة . هذه الخصال أشعلت نار الغيرة و الحسد في قلب سيدة رومانيا الأولى زوجة تشاوشيسكو ألينا التي شعرت بخصم قوي أمامها ؛ لهذا سارعت بمنع " فيوليتا " من الظهور في المسرح والسينما ، ومن مرافقة زوجها في أي حفل، أو السفر معه خارج رومانيا، بل وصل بها الأمر إلى الحكم عليها بالسجن في منزل لا تغادره إلا  بموافقة السيدة الأولى ألينا تشاوشيسكو.

 كانت ألينا  تشاوشيسكو تعتقد أنها أجمل و أذكى امرأة في رومانيا  لهذا كانت تحرص دوما على وضع طبقات كثيفة من المساحيق التجميلية على وجهها و ترتدي أفخر الملابس وتقتني أغلى المجوهرات ، وحتى تضمن تألقها و نجوميتها ، طالبت ألينا  تشاوشيسكو الفنانات و المذيعات الالتزام بعدم إظهار مفاتنهن  وعدم ارتداء "الكعب العالي" والملابس "الشفافة" وعدم التبرج و وضع مساحيق التجميل وطلاء الاظافر والالتزام  بـ "الحشمة و الوقار "  تحت ذريعة عدم تقليد الغرب الإمبريالي الفاسد .

عاشت " فيوليتا " في عزلة تامة عن العالم، وحرمت من ممارسة عملها الإبداعي الذي عشقته و عاشت لأجله  نتيجة ذنب لم تقترفه صب في خانة جمالها وذكائها وإبداعها الذي فاض غيرة وحسدا وانتقاما من السيدة الأولى ذات السلطة والقوة ؛ فخسرت رومانيا وحركتها المسرحية والسينمائية والإنسانية  فنانة عظيمة بسبب ظلم سيدة السلطة المهوسة بالنفوذ وأهوائها ، وشاءت عدالة السماء أن تقول كلمتها فدفعت سيدة رومانيا الأولى الثمن باهضا حين وجدت الشعب يثور ضدها وضد زوجها ، ولم تجد من يقف إلى جانبها، حتى جوقة المنافقين والدجالين وجيشها من الفاسدين الذين صوروا ألينا على أنها كانت هدية الرب لشعب رومانيا تخلوا عنها وكأنها شاة جرباء ، وتعدم بأيدي أصغر جنودها .   

نعم ، لقد انتصرت فيوليتا ، أميرة الأساطير الرومانية  ومعها عدالة السماء ، لتبقى فيوليتا في قلب الشعب الروماني وذاكرته و لتبقى أعمالها الإبداعية خالدة ، فيما ذهبت ألينا تشاوتيسكو ، سيدة رومانيا الأولى إلى مزبلة التاريخ  التي حملت كل الألقاب ومنها : أم الشعب الروماني

و ملهمة الشعراء  و سيدة الثقافة و حاضنة العلم و العلماء  و عشرات الألقاب التي لا حصر لها  .