منشدون وإنشاد ونقد بلا مجاملات

منشدون وإنشاد

ونقد بلا مجاملات

نجدت لاطـة  

منذ سنين وأنا أبحث عن السلبيات ـ فقط ـ في النشيد الإسلامي، من خلال ما يصدر من أشرطة ومن خلال مناقشات طويلة ومستمرة مع منشدين وأدباء وشعراء هنا وهناك، وكم من سهرات منفردة سهرتها مع المنشد "أبو دجانة" أتجاذب فيها معه عن الإيجابيات والسلبيات في النشيد والمنشدين. ثم تناقشت كثيراً مع المنشد "أبو راتب" في زياراته من أمريكا إلى هنا. ثم هناك مناقشات مطولة ودائمة مع المنشد المتألق موسى مصطفى. ثم أجريت مقابلة صحفية مع المنشد المخضرم "محمد أمين الترمذي" نُشرت في مجلة المجتمع الكويتية. وغيرها من المداولات مع منشدين وفرق إنشاد وإسلاميين وعلماء ومفكرين، وكم من لقاءات مطولة مع الأديب والمفكر الإسلامي الدكتور عماد الدين خليل والأديب الإسلامي عبد الله الطنطاوي والشاعرين عبد الله عيسى السلامة ومحمد الحسناوي، وغيرهم وغيرهم . وكنا نتناقش كثيراً في موضوعات النشيد كاستخدام الآلات الموسيقية وضرورة وجود الغزل في النشيد وأهمية وجود منشدات في الأعراس والمهرجانات النسائية. والحمد لله أن الأمور تجري في مصلحة تطور النشيد. فها هو الغزل بدأ يدخل إلى النشيد كما في أنشودتي موسى مصطفى وأيمن حلاق (ها قد رحلتِ، ومتؤوليش) وغيرهما، بالإضافة استخدام بعض المنشدين للآلات الموسيقية...

        فالنشيد الإسلامي لن يتطور إلا من خلال البحث عن السلبيات البعيدة عن المجاملات والتي الهدف منها هو إثراء النشيد ولو كان ذلك فيه إزعاج لبعض المنشدين فالحق أحق أن يُقال. وصحيح أن بعض المنشدين يتضايق من بعض ما يُكتب عن واقع النشيد ولكن لا ينبغي أن نجامل أحداً .

       وأرجو ممن يكتب في نقد النشيد الإسلامي أن يضع في ذهنه أن قضية الجرح والتعديل ليست خاصة بعلم الحديث فقط، وإنما هي لكل العلوم الدينية والدنيوية. ولكن المهم أن يخرج النقد بأسلوب مؤدب يحفظ للمنشدين كرامتهم وبدون الإساءة إليهم، لأن المواهب الفنية درجات وهي كالأرزاق. 

       وفيما يخص حياتي فأنا أعيش في صميم الوسط الفني والفكري والأدبي، لأن البعض ظن أني بعيد عن الوسط الفني الذي يعيشه المنشدون، أو أني أتحدث عن غير خبرة ومعايشة للمنشدين والإنشاد وللحركة الأدبية والفنية. وقبل فترة ألقيت محاضرة في رابطة الأدب الإسلامي بعنوان (المسرح الإسلامي وضرورة إشراك المرأة فيه) والحمد لله أن المحاضرة لاقت استحساناً من الجمهور ولم يعترض أحد على فكرة إشراك المرأة في المسرح الإسلامي، ثم نشرت المحاضرة كمقال في مجلة الوعي الإسلامي الكويتية ولم تجد هذه المجلة غضاضة في نشر المقال . وهذا تطور كبير في الطرح الإسلامي، نسأل الله تعالى أن يؤتي ثماره في القريب العاجل، فالزمن يسبقنا إليه الآخرون.