من بلادي موسى مصطفى موسيقى الرسالة الجادة ولحن الشعور النبيل.

من بلادي موسى مصطفى

موسيقى الرسالة الجادة ولحن الشعور النبيل.

موسى مصطفى

علاء الدين ال رشي

(الفنان الصادق في فنه رومانسيا كان أو واقعيا هو الذي يزاوج بين الذاتية والموضوعية مزاوجة الائتلاف)

محمود تيمور

منذ أيام قلائل كنت في زيارة لبلدتي دمشق الفيحاء شام العروبة والإسلام وقد التقيت بالشيخ توفيق البوطي نجل الدكتور محمد سعيد رمضان وفقهما الله و تجاذبنا أطراف الحديث وكان مما أخبرني به  سؤال وجهه إليه أمريكي  ماذا ستقدمون للعالم ؟

 لقد تأثرت جدا لهذا الاستفسار التشكيكي التوبيخي إن أوضاعنا لم تدرس جيدا وان أخطاءنا لاا نزال نكررها وعيوننا غافية على مآسي الحاضر محدقة   بأمجاد الماضي وعقولنا لاهية عن انكساراتنا الراهنة

 وحتى ثقافتنا فهي تنحو منحى النضال والدفاع وما فكرنا قط في مراجعة رصيدنا المعرفي السر الأول في تخاذلنا فنحن اليوم نتيجة أفكارنا نتقلب في أتون التخلف ومستنقعات التراجع الحضاري وكل امرئ بما كسب رهبن ونتحدث عن الحضارة حديث الذكريات ولم ندرس البواعث وعوامل التأسيس والنهوض

وحتى فنون الترفيه لاتعبر عنا فبين عصى فيفي عبده وتمايلها وبين إثارة هيفاء ونانسي وبين عصام كاريكا تضيع هوية فننا .....

ان فنانينا اليوم لا سلطة عليهم ولا محظور فكل شئ متاح لهم الفضاء والأرض وأبواب المنازل   وكل شئ تحت تصرفهم ولو مارست بعض البلاد العربية ما تمارسه على الفكر والثقافة من رصد ورقابة على الفن المرئي والسمعي المقدم للشعوب لتقلصت المسموح الجاد من الفن إلى 5% وغير مظاهر الإخلال والعري هناك ظاهرة التقليد والمحاكاة وهناك التماهي مع الفن الهابط القادم إلينا من وراء البحار مع أنه هناك فن راق يمكن أن يميزنا

والمشكلة أننا لم نقدر القيمة الإعلامية للفن وأغلب الفنانين العرب هم من أصحاب (الطبلة والهيصة ) أو من خريجي النوادي الليلية ولايملكون قدرا من الثقافة والذوق الرفيع الفني وهم لم يسمعوا في الغالب بما قاله عمر راسم (الفنون الجميلة هي عنوان تمدن الأمم والدليل على ما بلغته من درجة السمو الروحاني لأن الداعي إلى حب الفن والميل إليه والولوع به هو حب الجمال والباعث لنشاطه لطافة الذوق ورقة الإحساس وقوة الشعور الحي الذي نتعرف من خلالة على ارتقاء الأمم وقد وصل خجل بعض الفنانات ومنهم أصالة نصري الى درجة أنها شككت في أن يكون لبعض المغنيات أهل أومسؤول لخلوهم من الأدب والذوق العام بل ان مما يدهش حقا أنه حتى العجائز من الفنانات بتن يجددن ذكريات المراهقة ومنهم لوسي التي تتخيل وأنت تراها وكأنك في عصور الإماء حيث المرأة جسد وهي تخلو من كل خصائص الأنوثة السوية

انك تستذكر وأنت تستمع أو ترى بعض أغانينا الفنية الربية   قول الشاعر البائس

يا رجال الفن والشعر الرصين               لعنة الله عليكم أجمعين

 ومن بين حجب الكتمان والإعلام الأحمر يظهر بريق موسى مصطفى الفنان الشاب المجدد الذي بات يكرس فنا جديدا بكل معنى الكلمة موسى الذي تربى في بيت يعشق الفن ونهل من معين شقيقه الأكبر الكثير وأضاف الى تربيته الفنية ذوقا عاليا كبيرا يسبح معاكسا التيار بدأت تجربته ا لفنية مع شقيقه أبي راتب الذي قدمه في مهرجانات فنية وما لبث موسى أن أخذ يتألق من خلال مشاركاته المتميزة وأصدر ألبوما خاصا يحمل عنوان (ليل وقمر ) وهو مزيج من الأناشيد التي تشكل في مجموعها حسا حماسيا يبدو أن موسى بدأ يتجاوزه في عمله الذي طرحه بعد عام من صدور عمله الأول وكان الثاني بعنوان (ها قدر حلت ) وقد غنى موسى باللهجة الفلسطينية ولفلسطين وغنى بالعراقية ووظف ألحانه الرائعة في تقديم معان أكثر إنسانية وجمالا وقد أنشد من كلمات الأستاذ سليم عبد القادر أخي هل رأيت الهلال المنيرا

ثم كانت نقلة جديدة لموسى في إطار عمله الفني الجديد والذي أطلق عليه اسم لأجلك أغني والواضح من هذا العمل أنه جاء تلبية حقيقية لملء الفراغ الذي أحدثه خلو الساحة من منشدين متميزين وكان موسى على قدر المسؤولية فجادت قريحته الفنية بما يفي فأنشد عن الصلاة والحياة والحب والعلاقات الاجتماعية وحب الوطن وعن فلسطين

فن مختلف ولكنه مميز يؤصل لمدرسة جديدة يقودها هذا الفنان الشاب معالمها الكلمة اللطيفة واللحن الرشيق والحس المرهف وغايتها تنمية الجمال الوجداني وترقية الأحاسيس البشرية وهو يشق طريقه الصعب ولكنه يمضي بثبات ومسؤولية فهو يدرك أن الفن الأبقى هو الذي يتصل بمعاني السماء ويأخذ بقلب ووجدان الإنسان وقد نجح موسى في جذب الأنظار الى فنه وأعتقد أن القنوات الفضائية اقرأ والشارقة والمستقلة وmbc   بحاجة إلى مثل فن موسى فحضوره مستمد من استقلاليته التي فرضها والتي كونها وقد تعاون موسى مع قناة المجد الفضائية على استصدار بعض الأناشيد كما قدم عملا فنيا للأطفال حاول من خلاله ترسخ القيم الحضارية المعاصرة كالعلم والصناعة والتجارة

أسهم موسى في تلحين بعض قصائد المنشدين العرب ك( يحيى حوا) وقد تألقت الأناشيد التي لحنها.... بل حتى قصائد أبورا تب الجديدة تظهر لمسة موسى الفنية الفتية فيها

يعزف موسى ألحانه بحنو ويحسن لفت أسماع فئات كثيرة وقد نجح في عقد مهرجانات في أوربة وفي الخليج العربي

   يشعرك هذا الشاب أنه يثق بنفسه وبفنه على الرغم من وجود معارضة بين صفوف بعض الإسلاميين وهي محنة من بكسر المألوف المعتاد عليه   ووجود تغييب إعلامي لفنه الراقي أعرف أن هناك من يضع اشارت على بعض أعمال فنانا الشاب الموهوب لم لا فالنقد ظاهرة صحية لا أعتقد أن أستاذنا موسى يمانعها ولكن أن تتحول رؤانا الشخصية الناقدة إلى تشهير وثني فهذا ما لا يقبله أحد

\ ان مايستطيع أن يقدمه كل واحد في مجاله يمكن أن يسهم في تشكيل جزء من مشروعنا الاسلامي وبالتالي يمكن أن تتبلور صورة مشروعنا الاسلامي وأن نحقق صحة تلك المقولة التي بات الذين باتوا  يشككون بصحتها (الإسلام هو الحل ) فتحية لموسى الشاب الذي يريد مزاحمة عمرو دياب وكاظم الساهر ولكن في كلمة مختلفة ولحن عذب يبدأ باسم الله ويحب الحياة ويحب الصلاة ويرفه شبابنا ويسهم في صناعة مشروعنا الحضاري القادم