ما هكذا تعريف النشيد الإسلامي

ما هكذا تعريف النشيد الإسلامي

نجدت لاطـة

ذكر الأستاذ سليم زنجير في كتاب ( نشيدنا) خلاصة تجربة فرقة " أبو الجود" مع الأناشيد التي أنشدوها في الأشرطة الستة الأولى، فقال: لقد حاولنا باختصار أن نجمع في نشيدنا التوازن بين شتى نواحي الإسلام, إضافة إلى العمق.. العمق في المشاعر والتصورات والرؤيا. إضافة إلى مشاركة عناصر الطبيعة الجميلة وكلها مخلوقات الله تسبح بحمده وتقدس له... ولعل نشيدة ( نشيدنا) أفضل ما نعرف به هذا النشيد.

فهل تعريف النشيد الإسلامي هو ما جاء في نشيدة ( نشيدنا)؟ لا بأس بأن نطّلع أولاً على كلمات نشيدة " نشيدنا ".

   تقول النشيدة :

    نشـيدنا مشـاعل   الحياة          نشــيدنا    مطامح   الدعاة

    نور رجاء بسـمة   ضياء           نشـيدنا   نار علـى  الطغاة

    نشـيدنا نسـائم     للجيل           تهب من روض الهدى الجميل

    لا نبتغي أجراً سوى القبول           من ربنا والخلد فـي  الجنات

    نشـيدنا   يطير    بالعباد            فـي عالم المحراب  والجهاد

    يحطم  الأغلال فـي عناد            يسمو على الإرهاب  واللذات

    نشـيدنا  وثيقة   احتجاج             على شـعوب تعشق الدياجي

    تلوح كالحيران في الفجاج            وفـي  يديها  أعظم   الآيات

    نشـيدنا  بشـائر   بالنور           والنصـر  والإيمان والتحرير

    وهـذه  الأجيال  كالطيور           تطير نحـو  الله  مسـرعات

الملاحظ في كلمات هذه النشيدة ـ وكذلك في أناشيد أبي الجود ـ أن موضوعات النشيد تدور حول ثلاثة محاور:

        الأول ـ الأناشيد الروحية والابتهالات.

        الثاني: الأناشيد الدعوية.

        الثالث: الأناشيد الخاصة بالجهاد والحث عليه.

فهل النشيد الإسلامي مختص بهذه المحاور الثلاث؟ ألا يشعر القارئ معي أن تعريفنا للنشيد الإسلامي ناقص ومبتسر.

والملاحظ أيضاً أن أناشيد" أبو مازن وأبو دجانة" لم تخرج عن هذه المحاور الثلاث. في حين أن الأستاذ سليم زنجير ذكر أنهم حاولوا  أن يجمعوا في أناشيدهم التوازن بين شتى نواحي الإسلام. فهل هذه المحاور الثلاث هي كل نواحي الإسلام ؟

وأتساءل: ألا يحق للمسلم أن يترنم بأنشودة غزلية ؟ ألا يحق لنا أن نطرب آذاننا بأناشيد ذات صبغة إنسانية بعيدة عن المحاور الثلاث ؟

وكيف ستكون أناشيد العرس الإسلامي ؟ هل سندق فيها طبول الحرب والجهاد كما يفعل منشدونا في الأعراس ؟

المشكلة أن معظم منشدينا الذين جاؤوا بعد المنشدين الرواد (أبومازن وأبو الجود وأبو دجانة) ساروا على المنهج نفسه، وأنشدوا في المحاور نفسها، بل إن الأمر تعدى إلى الألحان أيضاً، فقلما نجد منشداً أتى بشيء جديد، الكل يكرر ويقلد. لذا وجدنا هبوطاً فنياً في معظم الأشرطة التي تصدر بين الحين والآخر. لذلك تجدني ـ عزيزي القارىء ـ قلما أستمع إلى أناشيد المنشدين الجدد، وقد تعجب من ذلك، ولكن لا تختلف معي في أن الهدف من النشيد الإسلامي هو الطرب وفق حدود الشرع، والطرب بمعانٍ لا تخرج عن مفاهيم الإسلام. ولكن ـ وللأسف ـ النشيد عندنا هو منبر للوعظ والإرشاد لا يختلف عن منبر المسجد في شيء. أما الطرب فهو آخر شيء يفكر فيه المنشدون الجدد.

هذه النظرة الناقصة عند منشدينا للنشيد الإسلامي جعلت غير الملتزمين يشعر بأن حياة التديّن حياة قاسية، لا ينبغي للمتديّن فيها أن يطرب بأنشودة عاطفية.      

وزاد الطين بلة أن علماءنا ومفكرينا لم يأبهوا للنشيد، فلم ينتبهوا إلى هذا النقص في موضوعات النشيد. فترك النشيد للمنشدين يشكلونه بحسب أمزجتهم الخاصة وهي في الغالب أمزجة ينقصها الكثير من الثقافة والخبرة الفنية.

أرجو أن تكون لنا وقفة مراجعة مع نشيدنا الحالي فنبعد عنه السلبيات المتراكمة، ونحاول أن نجدد فيه ونطور، حتى يكون النشيد الإسلامي نشيدنا حقاً