شيرين برور

الفنّاناتُ الكرديات شموعٌ احترقتْ لتنيرَ دروب الفنّ الكردي

الشّمعة الرّابعة

شيرين برور1959..

نارين عمر

[email protected]

تؤكّد الفنّانة شيرين في أحد لقاءاتها أنّها ليست أخت الفنّان شفان برور في إجابتها على سؤالٍ يوجّه إليها, لأنّ البعض يظنّ أنّ /برور /هي اسم كنيةٍ مشتركةٍ بينهما, بينما تعني الكلمة في الكردية( المخلص أوالمحبوب).

ولدتْ الفنّانة شيرين ملا في القامشلي عام 1959م. لم تكن قد أكملت عامها الثّالث حين هاجرتْ الأسرة إلى لبنان عام 1962 وسكنتْ بيروت, وهناك بدأت شيرين مراحل تعليمها الابتدائية والمتوسطة وبالّلغتين العربية والفرنسيّة, وفي عام 1978م هاجرتْ صوب أوروبا وسكنت ألمانيا وهناك أكملتْ دراستها الجامعية /قسم ثقافةِ الشّعوب/, وفي عام 1984 هاجرت إلى أمريكا وسكنتْ فيها.

تزوّجت في عام 1983 وهي أمّ لثلاثةِ أولاد هم (Gulanzêrîn, Lorîngermîn, Têrîjfirat)

تتقنُ عدّة لغاتٍ بالإضافة إلى لغتها الكردية كالعربية والانكليزية والفرنسية والألمانية .

شيرين بالإضافة إلى ولعها بالموسيقا والغناء, فهي فنّانة تشكيلية أيضاً ترسمُ الّلوحات الزّيتية والمائية ولوحاتٍ مرسومة بالباستيل, وتحاول في لوحاتها تجسيد قضايا المرأة والطّبيعة وفي ذلك تقول شيرين:

( على الرّغم من أنّي مطربة وأتجه للأغاني الوطنيةِ  ولكنّ الفنّ التّشكيليّ هو جانبٌ من حياتي يكملُ شخصيتي الفنّية, فالأغاني التي لا أستطيعُ أن أغنيها, أرسمها بفرشاتي ...) وتقول في مناسبةٍ أخرى :

( أنا كشيرين برور لا أستطيعُ أن أفارقَ بين صوت الدّنيا التي أعيشها وصورتها.....).

تؤكدُ شيرين على أنّها من عائلةٍ وطنيةٍ صلبة, كانت تسكنُ جزيرة بوطان ولكنّها فرّت من بطشِ التّرك وسكنت القامشلي فيما بعد ,ولأنّ والدها كان من مناصري الحزبِ الدّيمقراطي الكردستاني/ العراق/ تقول شيرين:

(... ولذلك وجدتُ نفسي وأنا طفلة في الثانية عشرة من عمري في الفرق والجمعيات الفنّية والثقافيةِ والسّياسية....).

تؤكّد شيرين على أنّها فنّياً تأثرت بأمّها التي كانت تتمتّعُ بصوتٍ رقيقٍ عذبٍ, ولكنّها لم تمارس الغناء علناً لأنّها كانت من أسرةٍ متديّنةٍ محافظة, كما وتؤكّد على الدّور الأساسي لراديو كردستان / القسم الكرديّ/  في فنّها وانتشارها الواسع بين الأوساطِ الكردية, وتأثّرها الكبير بالمطربين الشّعبيين أمثال( هنغو , ومرادي كني, وخدر عمر...) وغيرهم من فنّاني تلك المرحلة المعروفين في الوسط الغنائي الكرديّ.

الشّيء المميّز في شيرين أنّها وعلى الرّغم من  سكنها مع أهلها في بيروت لم تهمل لغتها الكردية , بل تعلّمتها من عائلتها ومن أساتذتها الدّكتور كاميران عالي بدرخان والسّيناتور  زيا شرف خان, وترجعُ شيرين ذلك إلى الرّوح الوطنية والقومية التي كانت تسكنُ عائلتها وإخلاصها لقضيتها العادلة.*

عن ظهورها الفنّي الأوّل تقول شيرين إنّه كان  في عام 1972م عندما أقامتْ عائلتها وبعض العائلاتِ الوطنيةِ الكردية احتفالية كبيرة بعيد نوروز, وتصفُ الّلحظاتِ الأولى من ظهورها أمام الجمهور بالحرجة والصّعبة لأنّها أحسّتْ بنبض قلبها يتسارع والهيجانات تحاصرها , ولكنّ تشجيع الجمهور وحماسهم لها دفعاها للاستمرار وإلى تلاشي الخوف والرّهبةِ الّلذين سيطرا عليها في الّلحظاتِ الأولى من ظهورها وتؤكّد أنّها ما زالت حتى اليوم تغنّي بالحماس نفسه.

عملتْ شيرين في فرقة صلاح الدّين الأيوبي في العاصمة الأردنية عمّان خلال عامي/1976-1977/

من إصداراتها الغنائيةِ :

أصدرتْ شيرين برور حتى الآن ستة كاسيتات غنائية, الكاسيت الأوّل صدر في عام 1972 في بيروت, تابعتْ إصداراتها الأخرى في أوروبا وأمريكا

شكّلتْ مع الفنّان سعيد يوسف ثنائياً غنائياً ناجحاً وخاصة أغنيتهما :

 ( Ax ji derdê bav û bira)التي كانت تطرحُ مشكلة المهر الذي يُعتبر العائق الأكبر في سبيل زواج العديد من الشّبان والشّابات.

وأصدرتْ شريطاً غنائياً مع الفنّان شفان برور, تضمّن العديد من الأغاني الوطنيّةِ والشّعبيةِ التّراثية.

تصرّ شيرين على أنّها مطربة الأغاني الوطنية, وتؤكّد أنّ بعدها عن الوطن وعن ديار الأهل والأحبّة, وعن أماكن طفولتها كانت الدّافع الأهمّ في توجّهها للفنّ, بالإضافة إلى الرّوح القومية والوطنية التي كانت ترفرف في خلايا وثنايا كلّ أفراد عائلتها بدءاً من جدّها ومروراً بوالديها وباقي أفرادِ أسرتها, وهي تعلن باستمرار أنّ بعدها وغربتها لم ينسياها عشقَ وطنها وشعبها وناسها لأنّها تحملُ هذا العشقَ معها أينما ذهبتْ وفي أيّ مكان حلّتْ, وأنّها لم تنسَ ولو لثانيةٍ واحدةٍ قضايا شعبها المصيرية.

إحساسها المرهف, وعشقها للحياةِ والنّاسِ والأرض, منحا أناملها السّحر والرّونق, حتى باتتْ الرّيشة تتراقصُ بين تلك الأنامل نشوة وابتهاجاً لتكون تلك الصّور التي تخلقها من رحم مشاعرها وأحاسيسها التّوءمَ الحقيقيّ لصوتها المولودِ من عطاءِ وعشقِ جزيرةِ بوطان, ولا ننسى الطّبيعة التي وجدتْ فيها شيرين غايتها القصوى ونشوتها اللامتناهية فلم تبخس عليها الطّبيعة بالعطاء بل بادلتها الحبّ بالحبّ والجودَ بالجودِ.

شيرين كغيرها من الفنّاناتِ الكردياتِ الّلواتي ظهرن في القرن العشرين, وتحدين مجتمعهنّ بكلّ تقاليده وعاداته, وتحدّين إرادة الأهل والواقع لا تلقى الآن الاهتمامَ الكافي بها حتى أنّ شريحة واسعة من جيلنا الحالي ربّما لم يسمع بها ولا يستمع إلى أغانيها.

بعد جولةٍ متنوّعةٍ وطويلةٍ بين أرجاء المعمورة لجأت شيرين برور إلى ربوع اقليم كردستان وارتمتْ في أحضان طبيعتها الخلاّبة, وما زالتْ تقيمُ في العاصمة هولير.

*- على الرّغم أنّ الفنّان سعيد يوسف يؤكّد أنّه هو مَنْ تبنّى شيرين وعلّمها الّلغة الكردية وكانت من أعضاءِ فرقته الفنّيةِ الموسيقيّة التي كان شكّلها في بيروت في سبعينياتِ القرن العشرين, وأنّه مَنْ جعلها تخطو طريقَ الفنّ والغناء, وهو مِنْ دفعها نحو الشّهرةِ والنّجوميةِ.

المصادر:

1-جريدة الاتحاد

-2موقع Pena kurd

3-موقع يوكيبيديا

4-موقع آفيستا كرد

5 موقع كميا كردا

6-موقع ولاتي مه

7- موقع عفرين نت