أصبحنا بين فنان جاهل أو جهول

أشرف شتيوى - ناقد صحفي مصري

[email protected]

الأديب والسيناريست والمخرج والمنتج والممثل حين يتأثر بالمجتمع، إنما يعكس فهمه هو على هذا المجتمع، والأدب والابداع  تصوير لهذا الفهم ونقل له، أما أن ينقل الكاتب او المخرج او الفنان حياة المجتمع، أو يكون المرآة العاكسة لحياة هذا المجتمع، ليتلقاها أو يراها المجتمع ذاته، فعبث ليس من الفن الجاد  في شيء ) .

فالمبدع صاحب الضمير والخلفيه الثقافيه والاخلاقيه يتخذ لنفسه دائماً موقفاً فكرياً من مجتمعه، ومن هنا فقط تأتي الفرصة لأن نقول: إن الفنان والمبدع في مجتمعه، إنه يعيش في مجتمعه، ولكنه لا ينتج أبداعه إلا في الحالة التي تستقل فيها ذاته عن هذا المجتمع، متخذة موقفاً فكرياً خاصاً به.

(الحد الفاصل بين الفن العظيم والفن التجاري غاية في الدقة، فالكاتب والمخرج والممثل العظيم يستطيع أن يؤثر في مجتمعه، وأن يكسب رضاه دون أن يخضع لإرادة هذا المجتمع، بل ربما استطاع تحقيق ذلك وهو يقف معارضاً للمجتمع، والفنان التجاري وحده هو الذي يتملق الجماهير، ويخضع لها، ويترك إرادته تذوب في إرادتها وهذا مايحدث بالضبط للسينما المصريه منذ اوائل السبعنيات، الأول هو الذي يؤدي دور المبدع الحق في مجتمعه، حين يتأثر بهذا المجتع ثم يحاول التأثير فيه، وهو تأثير له خطورته، لأن له خطته وهدفه، أما الثاني فلا يمكن أن يكون عامل دفع في مجتمعه، لأنه سيترك المجتمع يدور في نطاق ذاته.. )

والمضمون الاجتماعي للعمل السينمائى بهذا المعنى لا يستمد في الحقيقة من واقع الحياة في المجتمع، بل من (موقف ) الكاتب والمخرج والفنان الفكري من الحياة في هذا المجتمع، والمضمون في ذاته قيمة، وهو قيمة تتولد عن موقف الفنان الفكري من القيم الأخرى السائدة في المجتمع).

(والسينمائى هكذا يطلق عليه اهل الصناعه السينمائيه له فرديته ولا شك، ولكنها الفردية المتحققة بوجود المجموع فيها، وهو كذلك له عبقريته المبدعة، ولكن ما يبدعه لا تكون له قيمة إلا بما يحدث من أثر المجموعة ).

إن علاقة الكاتب وهو الاب الشرعى للعمل السينمائى والدرامى بالمجتمع علاقة وطيدة، وهي تستمد خيوطها من التصور الاخلاقى العام، ولا ينظر الفن إلى المجتمع (نظرة دونية ) مهما تعاورت ذلك المجتمع نوب الفساد والانحلال والضلال، فالمسؤولية المقدسة في عنق الأديب والكاتب والمخرج والمنتج والممثل تجعله يهدف أول ما يهدف إلى تحقيق السعادة والتوزان النفسي لدى الأفراد، واعتدال الموازين بين فئات المجتمع، والانطلاق من موقف إيماني صحيح والنظر إلى سوءات الحياة الاجتماعية نظرة الطيب لمريضه، حيث تقتضي هذه العلاقة الحب والفهم والولوج إلى القلوب لتحقيق الثقة والإيمان والأمل والقناعة الخاصة، ومن ثم يتولد (الموقف ) الإيجابي .. الموقف الذي يتحول إلى ممارسة وتغيير للأفضل ولكن هل هذا هو الواقع فى السينما المصريه الان؟؟ لايوجد مايمكن ان اصنفه فيلم سينمائى ينتمى الى اى مدرسه سينمائيه لااقدم على تحليله مؤكدا ان الفن رساله وقيمه وان ما سردته فى مقالى امتداد وتعبير عن الصناعه السينمائيه الثقافيه التى نعيشها ولكن الواقع مؤلم ومخزى فلا هناك صناعه ولاثقافه وبالتالى لايوجد نقد حقيقى بل هناك افلام تصنع لصالح اعداءنا ندمر بها اجيالنا وندغدغ بها كل الثوابت الدينيه والاخلاقيه لاننا اصبحنا بين فنان جاهل او جهول