الفن القديم، منافسة في الأبداع " الوحشية - والتكعيبية "
ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻣﻌﻴﻨﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻟﺸﺮﺣﻬﺎ هو "الفن" , ﻓﺎﻟﻔﻦ بعمومه ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ، ﺷﻌﻮﺭ ﻭﻣﻼﺣﻈﺎﺕ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺎﻡ ﻭﻣﺮﺿﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓﺤﺴﺐ . ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﺘﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﺟﺠﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﺓ ﻓﻲ ﻗﻄﻌﺔ ﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗُﺸﺒﻊ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﺗﺮﺿﻴﻪ ﺧﻼﻝ ﺇﻳﺼﺎﻟﻬﺎ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﺃﻭﻻً، ﻭﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻓﻴﻪ ﺛﺎﻧﻴﺎً , ﻭﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ \ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ \ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ .
ولكن ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻤﻤﺘﻊ ﻭﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ﺑﺎﻟﻔﻦ ﻭﻣﺎﻫﻴﺘﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺇﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻓﻤﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ ﻓﻨﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻜﻬﻮﻑ، ﻧﺮﺍﻩ ﻧﺤﻦ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺑﺪﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﺍﺻﻞ . ﻭﺫﻟﻚ ﻳﻈﻬﺮ ﺟﻠﻴﺎً ﻭﺑﺸﺪة ﻟﺪﻯ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻔﻨﻴﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ، ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻜﻌﻴﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺮﻳﺎﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﺴﻴﺔ ﻣﺜﻼً , ﻧﻈﺮﺍً ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺮﺗﻜﺰﺍً ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﻨﺴﻴﻪ ﻭﻣﻮﺍﺿﻴﻌﻬﺎ ﻭﺗﻄﺒﻖ ﺧﻮﺍﺻﻬﺎ.
جميعنا ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ "ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻗﺪ ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺃﻟﻒ ﻛﻠﻤﺔ" , لهذا يمكن إيضاح وإيجاز وظيفة ﺍﻟﻔﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ على ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ .
لكن ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﺛﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻭﺣﺎﺟﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺳﻮﻯ ﻟﺬﺍﺗﻪ , ﻓﺎﻟﻔﻦ ﻟﻠﻔﻦ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ ، ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﺎﻣﻞ ﺁﺧﺮ ﻳﺤﻴﺪ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﺗﻮﻋﻮﻱ ﺃﻭ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ .
وكل ذلك ادى الى تعدد وتنوع ﻭ تكاثر ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻭ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﻭ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﻓﻲ الأزمنة القروسطية ﻓﺴﻄﻊ ﻭ ﻇﻬﺮ ﻓﻦ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺫﻟﻚ ﺇﻋﺘﺰﺍﺯ ﻭ ﺗﻔﺎﺧﺮ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺑﻔﺮﺩﻳﺘﻪ ﻭ ﻣﻮﻫﺒﺘﻪ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ أن يذوب ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻛﺒﻴﺮ ، ﺇﻻ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ في العام 1600 ﻣﻴﻼدي انتجت ولعبت دوراً اساسيا في ﻇﻬﻮﺭ فنون لخدمة طبقات معينة في المجتمع كان اهمها ﻓﻦ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﻙ ﺍﻟﺬﻱ رسخ نشاطه لخدمة ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺒﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ . ﻭﻃﺮﺍﺯ ﺍﻟﺮﻭﻛﻮﻛﻮ ﺍﻟﺬﻱ ارتبط وثيقاً ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻭ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ، لكنه لم يدم كثيراً فقد ﺍﺧﺘﻔﻲ ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1789 م .
فيما بعد ﻇﻬﺮ في فرنسا ﻃﺮﺍﺯ ﻓﻨﻲ ﺍﺳﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﺑﺈﺳﻢ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺓ . ثم ﻭﺗﻮﺍﻟﺖ ﻭ ﺗﺘﺎﺑﻌﺖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﻨﺬ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻓﻈﻬﺮﺕ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧسية ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ .
ومما نلاحظه هنا ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ولأول مرة ﻧﺮﻯ ﻭ ﻧﺠﺪ ﺇﻥ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ ﻟﻠﻔﻦ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺣﻴﺚ ذهب ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ في تفكيرهم وأبحاثهم ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺑﺎﻷﻟﻮﺍﻥ مخترعين بذلك ألة التصوير الضوئي . وكل هذه الاحداث التي مرت خلال عملية تطور الفنون ادت الى انتاج ثورة كبيرة في الفن نتج عنها بروز مذاهب عديدة كانت الأساس في ترسيخ دعائم الفن القديم والحديث وكان أبرز المذاهب هو (ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﻱ ) . اذ ﻣﺎ ﺇﻥ ﻧﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻧﻘﺎﺑﻞ ﻭ ﻧﺠﺪ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﻭ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ (ﺍﻟﺘﻜﻌﻴﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ).
ﺃﺛﺮﺕ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ السياسية في عموم ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ واقع ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وترسخ ذلك باندلاع ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ , و خلال هذه الفترة انعكست تلك الاهوال والمآسي التي أورثتها الحرب على الحالة الفنية بكافة اشكالها . فقد رمى الفنانين جميع الاسس والقيم الجمالية التي ﻭﺭﺛﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﺟﺪﺍﺩﻫﻢ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﻭأنتجو أعمالا ﺷﺎﺫﺓ ﻭ ﻏﺮﻳﺒﺔ تعادي و ﺗﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﻔﻦ أطلق عليها و ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺈﺳﻢ - ( ﺍﻟﺪﺍﺩﺍ) - ﺍﺧﺘﺘﻤﺖ كل هذه الحركات المتعددة بحركتي (ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪﻳﺔ ) .
مما لا شك فيه عندما نذكر كلمة فن فأننا نذهب بأفكارنا الي عالم اخر يملئه الهدوء بعيدآ عن الضجيج وعن الواقع الذي نحن فيه لما يحمله هذا المعنى من تراجيديا خاص به تجعلنا ننطلق بأحساسنا من الهدوء الى العفوية والى القوة ومنها الضجيج لنعيش كافة طقوس الحياة ضمن لوحات من قماش اسدلت عليها ألوان متعددة تجسد الراحة مع التعب والفرح مع الحزن واليأس مع الأمل . كل هذا بل أكثر يدعى الفن وأن كان قديما او حديثا فقد تمخض عنه عدة مدارس راحت كل مدرسة تجسد الألوان على لوحات القماش بالطريقة التي تراها تعبر عن واقعها , ولقد كان أهمها :
(المدرسة الكلاسيكية والمدرسة الواقعية والمدرسة التكعيبية والمدرسة التجريدية والمدرسة الوحشية والمدرسة الرومنسية
والمدرسة السريالية والمدرسة المستقبلية).
وكل هذه المدارس كانت تعتمد لونها الخاص والفريد في طرق الرسم منها من اعتمد على التصوير المباشر للطبيعة ومنها من أتخذ من الخطوط والزوايا والاشكال الهندسية اساسا له ليعبر بها عن الشيء المراد إيصاله لنفسه ولما يحيط به فتنوعت الرؤى بين المدارس حتى وصلت لحد الاختلاف فيما بينها .
و سنلقي الآن الضوء على مقارنة بسيطة بين مدرستين من مدارس الفن القديم و هما، المدرسة الوحشية والمدرسة التكعيبية:
- ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ اﻟﻮﺣﺸﻴﺔ تعود ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻡ 1906 ﻡ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﺒﺴﻴﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻦ، ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﺔ ﻓﻲ ﺭﺳﻢ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻗﺎﻣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﻌﺮﺽ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﻴﻦ، ﻓﻠﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ(ﻟﻮﻳﺲﻓﻮﻛﺴﻴﻞ) ﻭﺷﺎﻫﺪ ﺗﻤﺜﺎﻻ ﻟﻠﻨﺤﺎﺕ (ﺩﻭﻧﺎﺗﻠﻠﻮ) ﺑﻴﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﺎﺯﺕ ﺑﺄﻟﻮﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﺭﺧﺔ، ﻗﺎﻝ ﻓﻮﻛﺴﻴﻞ ﺩﻭﻧﺎﺗﻠﻠﻮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ، تعتبر الوحشية من المدارس التي قامت ببناء الفن الخاص بها على التقاليد التي سبقته بأهتمامهم الكبير بالضوء الى اﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻓﻨﻲ ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺘﻪ، ﻭﺍﻫﺘﻢ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﻮﻥ ﺑﺎﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﻤﺘﺠﺎﻧﺲ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻄﺢ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺳﻄﻮﺡ ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﻢ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻈﻞ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ أﻱ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻠﻮﻧﻴﺔ , ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﻤﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﺍﻟﻠﻮﻧﻴﺔ ﺑﻄﺒﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻮﻥ، ﺛﻢ أتخذت هذه المدرسة اسلوب التبسيط الذي اصبح الأسلوب المتبع في رسوماتهم حتى بات عندما يشاهد اشبه بالرسم البدائي الى حد استخدامهم التبسيط والتجريد اصبحت رسوماتهم اقرب الى الفن الأسلامي، بل واستخدمو الزخارف الاسلامية في رسوماتهم وكان من رواد هذه المدرسة واهمهم الفنان ( هنري ماتيس) ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺯﺧﺮﻓﻴﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺔ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .
وكان من اهم الاسباب لتسمية هذه المدرسة بهاذا الاسم هو طغيانها ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺮﻭﺿﺎ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﺘﺞ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺗﻘﻠﻴﺪﻱ ﻗﺪﻳﻢ.
-اما بالنسبة للمدرسة التكعيبية هي اتجاه فني مغاير تماماً شكلاً لا مضمونا عن باقي المدارس الفنية بما اتخذته من طرق مختلفة لتجسيد الفن الذي اتبعته من ﺃتخاذها ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﻨﻲ هذه المدرسة كانت تعتمد على الاعتقاد بنظرية التبلور التعددية التي تعتبر ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﺃﺻﻮﻻ للأﺟﺴﺎﻡ .
ولقد كان اعتماد التكعيبية في الرسم هوا الخط الهندسي أساسا لهذه المدرسة ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﺘﻜﻌﻴﺒﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺩﺕ ﺑﺨﻄﻮﻁ ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ ﺻﺎﺭﻣﺔ، ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺍﻟﺘﻜﻌﻴﺒﻴﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺋﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺷﻜﻼ ﻓﻨﻴﺎ. لذلك استخدم فنانوها واعتمدو على الخط المستقيم والمنحني ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻷﺷﻜﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻣﺎ ﺃﺳﻄﻮﺍﻧﻴﻪ ﺃﻭ ﻛﺮﻭﻳﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻤﺮﺑﻊ ﻭﺍﻷﺷﻜﺎﻝ اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻄﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ، وكان اهم من تميز والمهد الاول للاتجاه التكعيبي هوا الفنان (سيزان) وكان الدعامة الرئيسية هوا الفنان (بابلو بيكاسو) ولم تقف المدرسة التكعيبية عند هذا الحد فقد كانت هناك اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﻫﺎ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺳﻴﺰﺍﻥ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻣﻲ 1907/1909 ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻌﻴﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻜﻌﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ، ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻋﺎﻡ 1910 /1912 وايضا ﻭﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ، ﻭﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 1913 / 1914 ﻡ ﻭﺭﻛﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻢ ﻭﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﺘﺮﺍﺑﻂ ﻭﻭﺍﺿﺢ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ .
وسوم: العدد 657