الشاعرة والفنانة النمساوية بربارا كاتز في رحلة بين عوالم الشعر والرسم والتصوير الفوتوغرافي

بربارا كاتز:  كوردستان بلاد الالوان والارث الانساني الثقافي وحضارات الدنيا

clip_image002_5b2b2.jpg

clip_image004_f9456.jpg

clip_image006_baf05.jpg

بربارا كاتز..شاعرة ورسامة ورحالة وعاشقة للتصوير الفوتوغرافي واستاذة اللغة الالمانية والانكليزية تحاول دائماً بأن تجعل اللغة والشكل واللون والتسامح والطبيعة والشرق والاديان في دائرة الضوء عبر مشوار حياتها برفقة الفلسفة التي درستها ضمن اختصاصها الجامعي.

بربارا كاتز..مواليد مدينة كلاكين فورت النمساوية عاصمة اقليم(كيرنتن)عام 1955،درست اللغة الالمانية والانكليزية في جامعة غراتس وعملت لسنوات طويلة في سلك التدريس ونشرت قصائدها باللغتين العربية والكوردية في انتلوجيات حول شعراء النمسا واصدرت عدة دواوين شعر ونثر. قال عنها الناقد (عصمت شاهين الدوسكي) بان بربارا كاتز جاوزت حدود المكان والزمان والشكل ليكون الوطن اشمل ويسع الجميع بحرية مع اثبات الكرامة الانسانية في قراءة لقصيدتها وطن..!! وفي السنوات الاخيرة وخلال حضوري لاحدى المعارض التشكيلية في مدينة (هالبن راين) وفيه عرضت اعمال 32 مشاركا من جميع اوربا في مدرسة (هوكي) وبحضور البروفيسور (هوكي) الذي ودع الحياة مؤخراً،تمكنت الرسامة والشاعرة بربارا كاتز من مزج الحروف الشرقية مع خطوط اللوحة التشكيلية وهي بدورها تعشق الشرق ولهذا كان عملها في المعرض له نكهة خاصة وقال وقتها الفنان المشهور( ايرهارد شوتزي) بان الفنانة كاتز خلقت شيئاً جديداً في المعرض باضافتها الشرق الساحر وحروفه الى الخطوط في اللوحة..!!

في لقاء معها وفي مدينة(غراتس) التي عشت فيها ربع قرن كانت اضواء الحديث سلطت حول الشرق والادب والهجرة والرسم وكان هذا اللقاء:

ــــ انت شاعرة تعشقين الشرق فما هو سحر الشرق عليك وعلى اعمالك..؟

ـــ انها تجارب الطفولة والحنين الى الماضي وسحرتنا حكايات الشرق والعالم الملون وفنون العمارة والحلي والمجوهرات والشرق بدوره يعني الثراء والدفء والعطور وعوالم الذهب ولكني كانسانة بالغة تعرفت على الجوانب الاخرى للشرق ومنها الحقائق السياسية والتوترات الاجتماعية والظلم والفقر والبؤس والفساد ونشكر الله على التنمية التي بدأت في اوربا منذ قرون..!!

ـــ ما دمنا في حديث حول الشرق ،كيف ترين تدفق امواج المهاجرين على النمسا..؟؟

ــ انه تحدي انساني كبير وكارثة بحد ذاتها وهذه الهجرة نتيجة بان الانسان الشرقي في ضائقة انسانية وهي ليست بالهجرة الاولى في التاريخ والشعب النمساوي كان ومازال تلك اليد الرحيمة لكل من يطلب العون ونحن نريد مساعدتهم.

ـــ أنت تقرئين بكثافة فأي الكتب لها التأثير عليك ولماذا.؟

ـــ على الرغم من انني شاعرة ورسامة واستاذة اللغات الالمانية والانكليزية والادب ولكن المعرفة العلمية للفلسفة وعلم النفس والاعصاب والوعي والابحاث لهم التأثير على قراءاتي فمثلاً قراءاتي للكاتب الامريكي(كين فيلبير ـ 1949) وما كتبه في مجال علم النفس والفلسفة والكاتب الالماني (كيرالد هوتيرــ 1951)  العامل في مجال الاعصاب وكذلك( كارل كوستاف يونغ) المعالج النفسي في مجال الاحلام وقد كان تلميذا ل (فرويد).لقد وضح هؤلاء طريقة الوصول الى سحر الكلمات من اجل تشكيل صور داخلية. بالاضافة الى الباحثة الراحلة(اليزابيث كوبلرــ روس) وقد تحدثت عن درجات الوعي ومستويات تحولاته.

ــ الادب وخاصة الشعر له معنى كبير عندك،فماذا تعني لك قوة الشعر؟

ــ الشعر بالنسبة لي شكل وصورة من صور التأملات،عودة صوب الدرب الخاص للروح. الشعر يعني ان تهجر لغة الحياة اليومية والطريق صوب عالم آخر حيث هناك العقل والمشاعر يتدفقان ويجدوننا في طبقات عميقة،فمثلاً (كارل كوستاف يونغ) يتحدث عن امثلة تواجهنا نحن والى الرموز التي تكون حاضرة في كل الثقافات والدرجات الثلاثة للانوثة وهي: العذراء والام والشيخوخة، او المحارب والحكيم والبطل الشاب وفقط ومن خلال المعرفة علينا ان نشترك بوعينا ونواجه وعياً جديداً من انفسنا..!! وهذه الاتصالات يمكن ان تكون تجارباً بحيث يمكننا ان نبصر لحظات من وحدة عميقة. الشعر ..ليست قراءة من الرأس بل هو احساس وتجربة ومعايشة وشعور والشعر يطالب القارئ بعملية نشيطة والا فانها ستكون لغة سطحية..!!

ـــ وبهذا تعنين بأن للشعراء لغة اخرى مختلفة..؟

ــ اجل،فالشعر الجيد هو معقد حسب التفسيرات والنهج وعلى الصور الشعرية ان تلعب دوراً بامتياز من اجل ان يكون للدماغ اتصالات واضحة مع النصوص..!!

ـــ هل للرواية وضعاً مختلفاً عن الشعر..؟

ـــ اجل بالطبع، فكلاهما مختلفان فالرواية تشارك الحكايات والوقائع والمواضيع والتنظيم والاقتراحات والمعلومات وهذا بدوره يتوافق مع عمل الدماغ الايسر والذي يحكم في تصرفاتنا العقلانية وكذلك سوق المبيعات يكون اكبر وتقرأ اكثر من دواوين الشعر واما القصائد فتكون تقريبا مكثفة وغامضة وذو معان كثيرة وموجهة صوب المشاعر والاحاسيس وتعمل مع قدرة النصف الايمن وهي تقريبا تشبه اللوحة.

ـــ هل لعلم النفس التأثير على كتاباتك..؟

ـــ اكيد..! علم النفس كمثل التاريخ والدين الاساس لأي مناقشة مع الانسان والانشغالات الثقافية.

ـــ ماهي المواضيع التي تطرحينها في اعمالك.؟

ــ مواضيعي على الاغلب في طريقها الى البحث عن الحقيقة والوطن وعن المنبع ودور المرأة والاصدقاء والوجع والتجارب الانسانية وفي كثير من الاحايين حول الرسومات والخطوط الكتابية والرموز تسحرني بالاضافة الى خطوط الكتابة الاجنبية.

ــ هل تهتمين بالغربة في اعمالك..؟

ـــ الغربة تعني حين لا يقدر الانسان على الاندماج مع نفسه،جزءٌ من الانسان وعليه ان نقول بانه يجب ان يعرف نفسه كاملاً والسماح لوجهات النظر والافاق الجديدة والتعرف على العالم الخاص ،وهذا يحتاج بعض الوقت والحذر من الضرورة والسماح للاقتراب من الايقاع الذاتي

ـــ لماذا ترسمين وتكتبين..؟

الرسم والكتابة تعبير عن الحرية الشخصية للانسان اولا وبعدها تأتي دراسة انماط التمثيل الابداعي في الانسان والذي يبدأ من الرأس والانسجام الدائم ما بين الحب والحرية للوصول والحصول على المعرفة والتطور والتفكير العقلاني والوصول الى الاستقلال والمسؤولية الذاتية.

ــــ انت كثيرة السفر فهلا زرت كوردستان.؟

ــ مع الاسف ..لم تسنح لي الفرصة لزيارتها ولكن الارث الانساني الخالد والحضارات التي عاشت على ارضها وطبيعتها الجميلة تستحق الزيارة وكذلك مع الاسف فالاعلام لا يركز بصورة جميلة على الطبيعة والمعابد والاديرة والتاريخ بقدر تركيزه على الابراج والابنية والظلم والمهاجرين والمصالح...شكرا على صوركم وحكاياتكم حول كوردستان بهذه الصورة المشوقة ..امنيتي ان ازور كوردستان..!!

وسوم: العدد 676