وردي الذى هوى ...
تابعت كغيري من المتابعين للمهرجان السنوي لذكري رحيل الفنان الوطن محمد وردي واحزنني ماحدث علي مقربة من القلعتين العظيمتين التي شهدت نجومية وردي (الاذاعة والتلفزيون ) وعلي خشبة المسرح الذي احتضن ابداعه علي مدي ستون عاماً،وللاسف ماتم هو تشويه ومسخ صريح ومتقن لاغنيات الرائع وردي وبالتالي هو تدمير لتاريخ غنائي وطني كبير اجتهد وردي في ان يوصله الي حدود خارج بلد المليون ميل وبذل في سبيل ذلك الوقت والمال والتعب الجسدي والذهني.
نعم اجتهد الجميع بمن فيهم اللجنة القومية للمهرجان والمسؤولين بالدولة عن امر الثقافة والفنون في إخراج مسخ غنائي لمسيرة الراحل وردي عبر تقديم نمازج من اغنياته بأصوات هزيلة لاترقي للاستماع لغناء وردي ناهيك عن ترديد تلك الاغنيات إضافة الي توزيع موسيقي "باهت" اكد ان غير "وردي " لا أحد يستطيع ان يروض عازفيه علي تطويع الاتهم لإخراج موسيقي تتوافق واحساسه وماينتظره الجمهور منه ويظهر ذلك جليا في "الجوطة الموسيقية" التي صاحبت اغنية المهرجان الاولي "الطير المهاجر" والتي لو قدر لوردي ان يستمع لها بتلك الطريقة وذات الكيفية التي تغنت بها " وذات التوزيع الموسيقي لكان اعتذر للجمهور ووضع "المايك" علي الطاولة واعلن اعتزاله الغناء.
الجيش الجرار من المطربين الصاعدين والواعدين الذين اجتهدو في تقديم اغنيات وردي لم ينجح فيهم احد واعتقد ان مؤهلاتهم ومواهبهم تفتح لهم الباب علي مصراعيه لدخول معهد الموسيقي لصقل تلك المؤهلات وإكسابها رونق الطرب بتخصصية في "مدرسة الفرعون" واولهم نجل الراحل عبدالوهاب "الذي نصحه وردي بعدم الغناء لكنه لم يستمع لتلك النصيحة" وبعد ان يتلقي هولاء المطربون عصارة ماغني وردي ويفقهو كنه مدرسته وتاريخ غنائه ومدلولات اغانيه يمكن ان يعودوا في مهرجان وردي الوطن القادم بقوة للجلوس مع الجمهور للإستماع الي اغنيات وردي من خلال "سي دي" .
الشئ الجميل في المهرجان كان السلاسة من قبل العازفين للوفاء للراحل من خلال تقديم بعض الاغنيات كمقطوعات موسيقية دون ان تشوه بدخول اي صوت نشاز وهو ما يستحق الاشادة هنا وبرائي ان الموسيقار عثمان محي الدين هو الاوحد من ضمن الذين صعدوا المسرح الذي قدم ابداع وردي بتميز من خلال الة الكمان .
ختماماً ايها الواعدون الصغار رفقاً بنا وبهم فالرواد لا يستحقون ان تقدم اعمالهم بهذا التشويه وما بذلوه من جهد في خارطة الغناء السوداني لا يحق ان يضاع هدراً كما فعل بوردي ،ما اتمناه ان تهب الجهات الرسمية في الدولة لوضع اسس لاحياء زكري المبدعين وتحديدا الفنانين واصدار قرارات ملزمة بعدم ترديد غنائهم في زكري رحيلهم والاكتفاء بالإستماع لهم من خلال "سي دي" مدمج يحوي اروع الاعمال.
ومضة اخيرة :
نحن مع فتح المجال والفرص لجيل الشباب من الفنانين لترديد اغاني الرواد ولكن علي كل مطرب واعد ان يعرف اين مؤطي قدميه قبل ان يطأ .
وسوم: العدد 679