بقايا وجع لم ينتهي ....
الصدمات العاطفية التي تلقاها معظمنا او التي اصاب بها البعض اخرين سيظل اثرها باقي داخل الشخص الذي يكون قد احب بصدق وهو يثق في محبوبه ثقة عمياء, ودائما ما تجده (يتململ) عند خوضه اي تجربة عاطفية اخري لان في ذهنه بقايا وجع لم ينتهي بعد.
عندما رفضت رانية تلك الفتاة الجميلة خوض اي تجربة عاطفية , مرة اخري كان في خاطرها القصة الجميلة التي جمعتها مع جارها مصطفي وسمع بها كل من في الحي وظلوا يترقبون تتويجها بالزواج حتي أتعبهم من الانتظار ليصدمهم مصطفي بقطع حبل العلاقة التي جمعته مع محبوبته رانية دون ذكر اية اسباب,اندهش من اندهش وانتفض غضبا المقربون منها مطالبين بـ(القصاص) علي السنوات التي ضاعت هباء منثورا من عمرها والتي جعلتها تفقد الكثير من العروض التي (دقت الباب) طالبة يدها للزواج.
كانت وفية ومخلصة حد (العوارة) وجميلة تصعب عين الشخص العادي وصفها, اما اخلاقها فيشهد اهل الحي باعتدالها..ولكن يبقي السؤال ماهو السبب الحقيقي وراء تراجع مصطفي عن فكرة الزواج منها؟.
هذا ما حدث قبل اربعة اعوام عندما التقتني رانية وافصحت لي ما بداخلها من حزن شوه ملامحها الجميلة,حتي تلك اللحظة لم يخطر ببالي ان تدور السنوات والتقي بحبيبها مصطفي (الدنيا ضيقة)..ليجيب علي التساؤلات التي تركها لسنوات دون اجابة شافية..قال لي مصطفي: (احببت رانية لدرجة الجنون لم اتخيل يوما ما ان اكون في حضن زوجة غير حضنها وان امنح اخري حبا اكنه لها وحدها,ولكن هناك ما صعب امره ولم استطع ان اخبره بها وهو رفض اهلي لها دون سبب واختيار ابنة عمي بديلا لها ,حاولت جاهدا ان اقنعهم فباءت كل المحاولات بالفشل ولم يكن هناك خيار اخر غير ان اتزوج دون رضاهم واتمرد عن العادات والتقاليد, فكانت المفاجأة ان والداي قيدوني بعدم العفو عني في الحال الزواج دون رضاهم,حاولت مرارا وتكرارا حتي احبطت تماما و مرضت وغادرت حياة رانية واتممت مراسم زواجي من انثي لا تعرف عني شيئا اعيش معها داخل سقف واحد الا ان خيال رانية لم يفارقني حتي وانا علي فراش الزوجية ,اخبرت زوجتي بالحقيقة فجاء ردها باردا (انا بت عمك اولي من الغريبة)!! هنا اغلقت كل المنافذ في وجهي هانذا الان احمل ثمرة زواجي (طفلا) من ابنة عمي وقلبي معلق بحبيبتي رانية.
هذه قصة واقعية سردتها من بين الالاف القصص التي تعيش بيننا ويعيشها اغلبنا ,بسبب تسلط بعض الاسر في امر الزواج والتحكم فيه بمزاجهم والتهديد بعدم العفو حالما خالفت تلك الاوامر وكانها منزلة في كتاب الله.
هناك كثير من قصص الحب التي تم بترها فاصبحت مشوهة بفعل فاعل ,كم من الاسر عارضت زواج ابنائهم منها بسبب (غطي قدحك) ومنها بسبب القبلية ومنها بسبب المركز الاجتماعي, ولكن تتعدد الاسباب والتسلط واحد.
ديننا الاسلامي لم يمنع زواج الغريبة بمنطق يخلو من العقلانية و بتلك الطريقة العقيمة التي لا تفضي الا للدمار والتشرد عاطفيا والبحث عن طرق اخري (تكسر العين) من اجل تحقيق حلم الزواج ممن نحب.
عليه.. يجب اعطاء الفرصة في الاختيار دون تدخل الا في حدود الممكن (المشورة والنصيحة) وعدم التغول والتطفل في خصوصيات الغير اكثر من الضروري ,لان من اختار او اختارت شريكها ادري بما يترتب عليه ذلك الاختيار ,لذلك دعوهم ان يحققوا أحلامهم علي ارض الواقع وافرحوا لفرحهم وانتم ترسمون علامة رضاء في وجوهكم وقلوبكم عامر بالمحبة والتقدير.
بدون قيد:
عزيزي..ستظل حبيبي الذي اخترته رغم الظروف ..وسأظل حبيبتك التي سكنت دواخلك بارادتك.. رغم الرفض سنحقق المستحيل لتكون رجلي واكون انثاك.
وسوم: العدد 681