طويت من عمري صفحة ماضي...

 جميع العمالقة من الفنانين تغنوا بأغنياتي إلا الفنان عثمان حسين، وأنا اعترف أن السبب في ذلك يعود إليَّ، أذكر أنني في أمسية عذبة المناهل قمت بإهدائه أغنية (دوري دوري) فأكد لي حينها أنه سيتغنى بها، مر الشهر الأول ثم أعقبه الشهر الثاني وأنا أنتظر من الفنان الكبير أن يتغنى بأغنيتي، إلا أنه ولسبب لا أعلمه تأخر في تلحينها، فقمت بإهدائها للفنان الراحل محمد وردي الذي أسمعني الأغنية في أقل من أسبوع، وأعتقد أن هذا التصرف من جانبي لم يعجب الفنان عثمان حسين فآثر الإبتعاد.

٭ يحكى عن قبيلة من قبائل شرق السودان أن النساء فيها يكتمن حبهن ولو أدى ذلك الي الموت اشتياقا ، توقفت كثيراً عند هذه المعلومة لإيماني الأكيد أن من يكتم حبا قتل نفسه أنيناً، وأن من يتعامل معه بأنه شيء حرام يكون كمن مد يده إلى بندقية صيد ليرمي بها حمامة، إن الحب كما قال الشاعر الكبير نزار قباني، الحب في الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لإخترعناه، دعونا نحب فإن للحب قدرة تتحول معها ضربة السيف إلى زهرة على ضفائر طفلة.

٭ قال لي صديق عزيز من أبناء كسلا إن القاش لم يكن حنوناً عليها هذا العام، وأن ما فعله بها من تشريد لعدد كبير من أبنائها الذين نشأوا بين يديه صغاراً وكبروا بين أحضانه رجالاً، وقال إن ذلك كلفه الكثير من التأوهات، وأضاف أنه تقدم بشكوى للمثلث الذهبي المكون للمدينة، جبال التاكا، السواقي الجنوبية وطيور الخداري إلا أن شكواه لم ينظر في أمرها استنادا على أن القاش له حق الأبوة في المدينة، وبذلك يصبح من حقه أن يغضب قليلا عليها ولو مرة في كل عام.

٭ لاحظ المناضل عبد القادر ود حبوبة أنه أثناء توجهه إلى مقصلة الإعدام في منطقة الحلاوين أن شقيقاته كنَّ يذرفن الدموع على نهاية شقيق بطل أعلن ثورة على المستعمر البغيض إهتز لها العرش البريطاني، فقام الشهيد البطل بمخاطبة شقيقاته أن يتركن البكاء عليه، وأن يطلقن الزغاريد، ثم نظر إلى الضابط المكلف بإعدامه وخاطبه قائلاً: أنا الآن جاهز للسفر إلى أخوة شهداء .

٭ هدية البستان

نامت أحزان عمري غنى زماني

وإتلاشت صعاب

أنا قبلك الأيام قضيتها سراب

يسلمني لي سراب

وبيك طويت من عمري صفحة ماضي

مكتوب بالعذاب

اخر لحظة

وسوم: العدد 683