شمس الأصيل
الشرق هو الشمس وموضع شروقها، بدءا من حملات الصليبين وصولا الى الاستعمار الحديث تتعدد الاسباب لكن يبقى حب الشرق لشمسه ولمتعة التسكع تحت اشعتها من بين الاسباب غير المعلنة دائما
شمس الاصيل هي الشمس قبل أوان غروبها ، مناخيا هو الوقت الاكثر ملاءمة للخروج الى الطبيعة والاستسلام لسحرها.
في هذه الاغنية وعلى خلاف الاخريات يصبح الشريط السينمائي المصاحب لها لا غنى عنه لاكتمال متعة السامع والطرب لام كلثوم. بصوتها المترنم الضاج بالفرح نتنقل في سلسلة من التناظرات بين جمال الطبيعة وجمال الاحاسيس المنتشية بالحب والهوى فشعاع الشمس الذهبي المرخي على اشجار النخيل، ملقى على وجه الحبيب، مظهرا لجماله. صوت الناي والفلاحات اللواتي يمشين الهوينا ونسمات الهوا العليل تكمل الاحساس بالمشهد السعيد للحبيبين اللذين يتساوقان بالحب والعطاء "أنا و اللي بحبه " لا شكوى من وجع او جفاء، تُماثل سعادتهما صفاء نهر النيل وانسيابه، ولاتضاهي حلاوة وصالهما حلاوة اخرى،هما في فرح مقياسه الغياب عن الوجدان والانفلات من الزمن، ومن وطأة مرور ساعات الليل والنهار " يطلع علينا القمر ويغيب كأنه ما كان ".
نحن امام "تحفة متصورة" فردوس بكل المقاييس، الطبيعة والبشر تثبتا في اجمل لحظاتهما وأعذبها.
انتجت هذه الاغنية عام 1955 لذا يمكن القول اليوم انها اغنية الفردوس الذي ضاع او لقية من جنات عدن التي حلم بها كل من اتى الى الشرق يوما من هناك.
مالذي عطلنا منذ ذاك عن تأثيث جنتنا وأعمارها ؟ أيكون الكسل ؟ الكسل كما في فلسفة الكسل عند البير قصيري الكاتب المصري الذي يكتب بالفرنسية، و الذي يقول "حين نملك بالشرق ما يكفي لنعيش منه لا نعود نعمل بخلاف أوربا عندما نملك الملايين نستمر في العمل لنكسب أكثر"، أم ان كسلنا هنا هو تهيئ لحياة الكسل الذي تعدنا به جنة السماء ؟
سنة سعيدة وصحة دائمة
شمس الاصيل دهبّت
خوص النخيل يا نيل
تحفة ومتصورة
فى صفحتك يا جميل
والناي على الشط غنى
والقدود بتميل
على هبوب الهوا
لما يمر عليل
يا نيل أنا واللي احبه
نشبهك بصفاك
لانت ورقت قلوبنا
لما رق هواك
وصفونا فى المحبة
هو هو صفاك
ما لناش لا احنا ولا انت
فى الحلاوة مثيل
انا وحبيبي يا نيل
نلنا أمانينا
مطرح ما يرسى الهوى
ترسى مراسينا
والليل إذا طال وزاد
تقصر ليالينا
واللي ضناه الهوى
باكي وليله طويل
اناحبيبي يا نيل
غيبين عن الوجدان
يطلع علينا القمر
ويغيب كأنه ما كان
بايتين حوالينا نسمع
ضحكة الكروان
على سواقي بتنعي
ع اللى حظه قليل
يا نيل
وسوم: العدد 704