قراءة في فن النحت 16 (فن تشكيلي)
الفن الرابع بين الجماليات والعاجيات
وسمي بالرابع حديثاً بالرغم من أنه عاصر أول الفنون وأقدمها وهو فن العمارة
وكان ترتيبه بالتسلسل :1 – العمارة 2 – الموسيقا 3 – الرسم 4 – النحت
وقد ارتأينا أن نقرأه قراءة حديثة ومبسطة مع ماتوفر لدينا من بعض نماذج له
كأعمال نحتية شاملة أغلب عناصره الثقافية المدرسية مثل (الكلاسيكية والتجريدية
والواقعية والسريالية ...إلخ ) والتي أصبح التعرف على النحت من خلالها ، نظراً
لما تعرض له من إخضاع لها ، مثل ما تعرضت له سائر( الفنون السبعة ) المصنقة
على الأقل إلى الآن .
نحت خلائط كلاسيكي نحت خلائط كلاسيكي (انطباع)
نحت حديث خلائط
هجرة فن النحت :
لقد أصبح فن النحت فناً غريباً مجهول الهوية ، وهذا يعني أنه قد فقد غايته الإنسانية
وذلك لما تعرض له من تغييرات شديدة ومتناقضة ، أتت على الوسائل والخامات
التي تهيؤه وتقدمه عملاً نحتياً ، فأوصلته حديثاً لأن يوضع مجبراً في مفترق طرق !!
وهذا التصور وما يبطن من تخوف شديد ، فإن في حقيقة الأمر لانحد د لفن النحت
خاصة معياراً معيناً لايفهم إلاّ من خلاله ، بل نقول إن فن النحت هو وليد ابداعاته
في زمنه وعصره ، و بقدر ما يحمل من رؤيا ثقافية إنسانية متجددة مليئة بالحيوية
فإنه يحقق مفهوم ذاته .وكمثال على ذلك ، قدم الفنان بيكاسو عمل (رأس الثور)
وهوعبارة عن مقعد ومقود دراجة قديمة شكلت ايحاءاً مجسداً رأس ثور بقرنيه ،
وقدم كذلك عملاً آخراً ( العنزة )(1950) ظهرها من سعف النخل وضلوعها من
خيزران سلة ، لكن المهارة الحرفية غابت عنهما ، مما يجدر القول به أن الجانب
الفني الجمالي غاب عن العملين ، واستبدل عنهما بالإيحاء الفكري وبالكلام الفلسفي
والتعبير المنطقي .
نحت احادي المادة كلاسيكي
أحادية فن النحت والفضاء الزمني :
وكما ذكرنا فإن فن النحت ، ونقصد به عملية الأداء المصني لإخراج قطعة منحوتة
أو تمثالاً أو أي من المجسمات التعبيرية ، والتي كانت تنحت من الكتلة الحجرية
الصماء( أحادية المادة الخام ) مهما كان حجمها ، استبدلت ومع بدايات الثورة
الصناعية الأوربية ، بمواد صناعية وخلائط و بنفايات ، وكذلك تعرض النحت
نفسة لأراء المدارس الفنية الحديثة ، وأدخل عليه البعد الثالث وزمنه ،حيث أصبح
العمل يرى من جميع جوانبه ، وربما وفي النهاية لا نجد من جمالية فنية تقرب
منه البتة ، بقدر مانجد نظريات كلامية فلسفية ، لاتعطي معرفة للعين المتلقية
أبداً ، وإنما نقتل الزمن هدراً في وقت لانحسبه إلاّ وقد مر من هنا ، ولا ندري
كم أعطانا وما أخذ منا ، ومتى سيعود ...!!
وسوم: العدد 745