خطوبة
حسين راتب أبو نبعة
تمحورت الحكاية حول امرأة مكتنزة واسعة العينين، عريضة المنكبين، حادة اللسان. طرقت ذات ظهيرة جرس الباب و ما أن أذن لها بالدخول حتى داهمت المكان و بدأت بتفحص محتويات المنزل بعينيها التائهتين بدءأ بالمقاعد ثم عرجت على المطبخ. كانت بلا جدال زائرة فضولية بلا حدود.
انتقلت للتحدث باسهاب عن مواهب زوجها و انجازاته في مجال العمارة ثم عرجت للحديث عن مهارتها في طبخ و إعداد الوجبات الشعبية.سألناها عن مبتغاها و عن سر الزيارة فلم تتردد .
"ابحث عن فتاة ذات حسب و نسب، طويلة القامة، واسعة الثقافة.."و تابعت" لقد دلني عليكم أناس أفاضل،"
و لما سألنا عن العريس المنتظر أكدت بأنه أطيب أولادها سريرة و أكثرهم حنوا و هو متزن ليس فيه شئ من طيش الشباب أو تهورهم.طلبنا مهلة أسبوع للبحث و السؤال عن العريس و لكي نستطلع رأي فتاتنا المصون.
كانت المعلومات التي حصلنا عليها لا تبشر بخير قادم، فهو لا مهنة ثابتة له و مهذار كأمه السمينة و يدخن بشراهة إضافة إلى بعض الصفات التي لا نستسيغها ..فقد بدأ يتكون لديه كرش متكور و بدأت معالم الهرم ترتسم خطوطا في وجنتيه.
وصلت الجاهة الصغيرة في الموعد المقرر ، قرأوا الجواب في ملامحنا ،كان العريس ملتصقا بأمه ينتظر منها المبادرة في الحديث و إنقاذه من هذا المأزق.
تلعثمت المرأة السمينة ثم نهضت بلحمها و شحمها.