مدرسة بابا طاهر (5)

سعيد مقدم أبو شروق - الأهواز

عباس السيدي، يبلغ من العمر 12 عاما، لدى عباس أربع أخوات أصغر منه سنا؛

إحداهن مريضة تحملها أمها إلى الدكتور بين الآونة والأخرى، وعندها يبقى

عباس يرعى أخواته الثلاث، ولهذا يغيب عن المدرسة مرة أو مرتين في

الأسبوع.

يحفظ عباس العشرات من الأهازيج والأبوذيات الشعبية، ويلقيها لي بحماس،

لكنه لا يحفظ بيتا واحدا من الشعر الفارسي، علما بأن حفظ الأشعار

الفارسية هي من واجباتهم المدرسية. والجدير بالذكر أن عباسا يحب

الرياضيات ويستوعبه جيدا.

علي دريس، في الصف السابع أيضا وزميل لعباس، لكنه أكبر منه جثة، يذهب علي

مرة في الأسبوع إلى الأهواز يشتري زهورا فيبيعها في عبادان.

يقول ببساطته: أشتري 150زهرة ب750 ألف ريال، ثم أذهب عصرا إلى شارع

الأميري أعرض الزهور في أنواعها الجميلة وبأسعار مختلفة للزبائن، زهرة

مريم بأربعين ألفا، الروز بثلاثين ألفا، النرجس بعشرة آلاف، الزنبق

بثلاثين ألفا؛ وأرجع بعد منتصف الليل.

أما عقيل الموسوي، ظننته مدللا ومتكبرا، إن رأى سلوكا غير لائق من زملائه

في الصف، يفر يده مبتسما؛ ثم يخاطبهم ناصحا:

قليلا من الثقل.

ذات يوم وجد المساعد عنده سكينا حُك على شفرتها اسمه!

وأبى أن يسلمها إلى المساعد أو المدير! يقول إنها ذكرى من والده المرحوم.

أمره المدير أن يحضر ولي أمره؛ حضرت والدته، فأخبروها إن ابنها يحمل معه سكينا.

قالت بهدوء: وما الضير؟!

ثم تابعت: عندما كنا في القرية كان أبوه يعلمه الرماية بالمسدس

والبندقية؛ ليس هذا فحسب بل كان يدرب بناته -وكنّ ما زلن في الابتدائية-

على الرماية أيضا.

لكل طالب من طلابي في الصف السابع حكاية، حكايات قد تختلف قليلا، لكنها

تضاهي بعضها البعض، وتلتقي عند البراءة والفقر والحرمان.

وسوم: العدد 787