كلهم يهود
كنت معتقلًا في الفرع العسكري بحلب، وكان يقدم إلينا الطعام، والخبز، والشاي، شاب لهجته ليست سورية.. سألته:
- هل أنت سوري؟
- لا.. أنا فلسطيني، اعتقلني الألمان وسلّموني لإسرائيل، وحاكمني الصهاينة، وحكموني بالسجن خمس سنين، وبعد خروجي من السجن، ذهبت إلى لبنان، فاعتقلتني المخابرات السورية التي كانت تحكم لبنان، ونقلوني إلى سجن فرع فلسطين بدمشق، وأذاقوني ألوان العذاب.. انظر "وفتح فمه".. كسّروا أسناني.. ثم كشف عن صدره، وكان منظره مخيفًا، وقال: انظر.. كان لي شعر مثل شعر الغوريلا، أحرقوه بقداحاتهم، ونتفوا شعر رأسي حتى صرت أقرع، و...
قاطعته: لماذا كل هذا؟
أجاب: لا أدري، فأنا من الشباب الفدائيين الذين هاجمنا فريق كرة القدم الإسرائيلي في ميونخ. واعتقلنا الألمان في ميونخ، وسلمونا إلى إسرائيل، وحاكمنا اليهود، وحكموني خمس سنين، كما قلت لك، ثم أفرجوا عني، واستطعت الوصول إلى بيروت، واعتقلوني هناك، ونقلوني إلى سجن.. يعني كما حدّثتك..
طيب.. لماذا فعلوا بك كل هذا؟
- والله لا أدري، فأنا لم أفعل شيئًا يسيء إلى سورية التي كنا محسوبين على نظام الأسد فيها.. الجبهة التي كنت أنتمي أنا وزملائي إليها، كانت من المحسوبين على نظام الأسد.
سألته: وبعد الذي حصل، كيف تقوّم الوضع؟
أجاب: كلهم يهود.. كلهم عرصات..
وسوم: العدد 790