هكذا الرجال
04تشرين12018
د. عبد الله الطنطاوي
قال لي، وكفّهُ على عينه اليمنى:
- قدّم لي النادل غداء فاخرًا لم أطلبه، نظرت إليه بعينٍ واحدة، لأن الثانية تحتاج إلى عملية ، وليس معي شيء مما تتطلبه العملية.
قال لي صاحب المطعم، الواقف إلى جانب النادل، وهو يلوّح بديوان رباعيّات الخيام من ترجمتي:
- كُلْ هنيئًا مريئًا أيها الشاعر العظيم، فمن وراء ديوانك هذا صرتُ غنّيًا.
وصاح في الزبائن:
- قوموا حيّوا الشاعر العظيم: الصافي النجفي.
نظرت إلى الديوان، وإذا هو ملوّث بأنواع الخمور.. طلبت الهاتف، وفتحت لدار العلم للملايين، وقلت لهم:
- أرجوكم لا تطبعوا الرباعيّات، لأنني عدلت عن طباعته.. وبقيت عيني بلا عملية، حتى لا أفسد القراء بقراءة هذا الديوان.
وسوم: العدد 792