حكاية من الشارع (4)
الإغراء بالإرث
تقول الفتاة وقد بان الشيب في خصلات شعرها:
كان يعيش هو وأبواه العجوزان في بيت بالقرب منا. ونحن نسكن حارة تشبه القرية
إلى حد كبير من حيث العلاقات الاجتماعية والفقر.
تقول إن أم الولد خطبتها وهي لم تكمل السابعة عشرة بعد، ورحبوا بها أهلها وأي
ترحيب رغم أن الشاب بطال ويدخن ولديه أصدقاء سوء.
فرفضت الفتاة؛ لكن أمها أغرتها بامتلاك البيت العامر بالأثاث القديمة والسجاد
والفراش بعد وفاة العجوزين!
وبين إلحاح الأهل والإغراء بامتلاك البيت والإرث، تزوجته ...
ولم يمت العجوزان إلا بعد ثلاثين عاما من الزواج، ولم يساعدا ابنهما الذي لا
يجيد عملا سوى التدخين والتجوال مع أصدقائه!
وخلال هذه الفترة كانت الفتاة قد أنجبت خمسة أطفال، تصرف عليهم من الخبز الذي
تخبزه في البيت، وتبيعه على دكان الحارة.
ولمثل هذه الحالات وما أكثرها في مناطقنا الأهوازية، على الفتيات أن يكملن
دراستهن ويتوظفن، ليستطعن أن يقفن على أرجلهن إذا ما ابتلين برجل لا يستطيع أن
يفر عجلة الحياة؛ أو إذا ما فقدن أزواجهن وبقين أرامل.
ورُبّ قارئ يظن إني حصرت أهمية الدراسة للفتيات السابق ذكرهن، فأقول إن
الدراسات العليا ضرورية لكل فتاة.
وما أجمل أن تعمل المرأة بعد التخرج من الجامعة بجانب الرجل فتعينه في حياتهما
المشتركة. وما أحرى أن تصبح المرأة مستقلة اقتصاديا.
وسوم: العدد 796