أم البنطال الأحمر
23تشرين22018
د. عبد الله الطنطاوي
جلس بجانبي في الزنزانة الضيقة رجلٌ ستيني , و همس في أذني :
- بسيطة ... يومان و أكون برا .
سألته :
- هل أنت من الإخوان ؟
- لا يا شيخ ... لا توديني بداهية.
- إذن ؟!
قال في ابتسام :
- مسكوا معي 300 بارودة روسية .
- فقط ؟!
نفث حزمة دخانٍ من سيكارته اللف و قال :
- لا تسخر مني ...قلت لك : فقط 300 بارودة .
قلت له في استغراب :
- و بعد يومين ثلاثة تخرج من السجن ؟!
أخرج الرجل الستيني من جيبه محفظة مليئة , و أخرج منها صورة لفتاة عشرينيةٍ جميلة , و قد زادها بنطالها الأحمر روعةً و جمالاً , و قال و هو يهز الصورة بيمينه :
- اذن ... لماذا تزوجتها ؟
في صباح اليوم التالي جاءت ذات البنطال الأحمر بصحبة ضابطٍ برتبة عقيد كالبغل ، و أخرجته من الزنزانة ؛ وانطلق الثلاثة وهم يتضاحكون .
وسوم: العدد 799