ورق العنب
في العام الثمانين من القرن الماضي كنت في الجزائر ....دخلنا بيارة فيها عنب ، ورغبنا في وجبة ( محشي ورق العنب ) فوقفنا أمام عريش للعنب ..ظنَّ صاحب الأرض اننا نريد بعض العنب بغير إذنه فدنا منا ، ولما رآنا نقطف الورق قال: أعندكم حيوان في البيت؟ نعم. فبدأ يقطف معنا قلت له: نريد الورق الصغير قال: لعل الحيوان في بيتكم ( مدلل) قلت : نعم فبدأ يقطف الأوراق الصغيرة.... شكرنا لطفه، ومساعدته .. بعد شهر ذهبنا للمكان نفسه ومعنا ( محشي ورق العنب ) ونسميه في حلب ( محشي يبرق) واليبرق كلمة تركية .. رأيناه ، فجاء يسلم علينا ، فقدمنا له المحشي ، فأكل منه وأظهر إعجابه بهذا الطعام، وسألنا ما هذا ؟ قلنا : إنه أرز مطبوخ بورق العنب الذي جمعناه قبل شهر لحيوان بيتنا!! ابتسم وظهر الخجل في اعتذاره ، وقال: أنتم - معشر السوريين- تصنعون من الحَجَر طعاماً لذيذاً.
وسوم: العدد 843