آه منهم
حيدر قفه
عانينا منهم كثيراً، عانينا من تَغَطْرُسِهم، من قوة أجسادهم، وتلاشي قوتِنا أمامَهم، وإن كانت برضانا في أغلب الحالاتِ، لكن هذا دَفَعَهُم إلى الغرور، فعانينا أيضاً من غرورهم وتَنَفُّجِهم، وليس من غرورهم وتنفجهم وحسب، بل من ظُلمهم وقِلَّة حَيَائِهم أيضاً... فنحنُ نعلمُ أَنَّ الحُرَّ الأبيَّ يستحي من الظلم، إلا هؤلاء، فإنهم لا يستحيون... لا أقولُ: كلُّهم، بل أكثرُهم!!
منذ وَدَّعْتُ الطفولةَ غيرَ الواعيةِ، وفَتحتْ الدُّنيا عينيّ على طفولةٍ وَاعية، وأنا أُلـَقَّنُ من أمي قبل أبي أن مكاني دائماً في المرتبة الثانيةِ... المرتبةُ الأولى دائماً لأحد إخوتي، حتى لو كان أصغرَ مني، فله المكانةُ المتقدمةُ عليَّ، وأضحتْ هذه في نفوسنا عينَ العقلِ، والتربيةَ السليمةَ، والدليلَ على حُسْنِ الخُلُقِ، وعراقةِ النسبِ، وتماسكِ الأُسرةِ...
سبحان الله!! كيف يقيسون الأمورَ؟! متى كانت المنزلةُ تُكْتَسَبُ بعيداً عن العقل وَبَذْلِ الجَهْدِ... لمجرد أَنْ تكونَ ذكراً فقط... تكتسبُ مكانةً دون أدنى عملٍ منك، حتى لو كنتَ مُعاقاً أو ذا عاهةٍ... أمرٌ غريبٌ... بمجرد أن يُولد واحدهم حتى تجودَ الدنيا عليه بالورود، والقيادةُ تنتظره، وكُلُّ الأبوابِ تُفتحُ له... أما نحن – حتى مجرد الفرحةِ أو الابتسامةِ عندما نُولَدْ – ليستْ أكثرَ منْ مظهرٍ للرضى بالقدرِ على كُرْهٍ خفي، وانتظارٍ تمخض عن غير الرغبة المُسْتكنةِ في الأعماق – حتى أمهاتُنا اللواتي من جنسنا أصلاً، يَفْرَحْنَ لِمَقْدَمِ الذكرِ أكثرَ من فَرحَتِهِنَّ بنا إذا وُلدنا، حتى أسماءنا تُختار – أحياناً – بدافعٍ خفي يشي بعدم الرغبةِ فينا: ختام... نهاية... كفى... منتهى... تمام... وقيسوا على ذلك أسماءَ لا حصرَ لها في كل بيئةٍ... لكنها تَشْتَرِكُ... بل تكشفُ بجلاءٍ الرغبةَ الخفيةَ بعدمِ الترحيبِ بنا، وفي الاكتفاءِ منا بِمَنْ رأى النورَ... وختامِ مسلسلِ الأحزانِ عندَهم... كأَنَّ قدومَنا إلى الحياة مسلسلُ أحزانٍ، فهم يسمونها (ختام) لتفضحَ هذهِ الرغبةَ – أو لعلها الرجاءُ والاستبشارُ – بأن هذه المولودة آخرُ البناتِ، ولنْ يأتي بعدَها إلا الذكورُ... المرغوبُ فيهم... على أي وضعِ كانوا...
وتمضي الحياة، ونحن نَمْضُغُ أَحْزَانَنَا... فهم لهم الأولوية في كل شيء... هكذا... بلا سببٍ وجيهٍ إلا الذكورة، ثم تَنْحَازُ الحياةُ بكل ثِقَلِها إليهم... حتى الشيخَ حيدرَ يُصرُّ إِلَّا أَنْ يجلس في الصفِ الأولِ في المحاضراتِ، ويُكَاوِحُ إلا أنْ نكونَ في الخلفِ دائماً، زَاعماً أَنَّ لهذا الأمر سنداً في القرآن والسُّنَّة وعند عمر بن الخطاب وابن مسعود... آمين... سكتنا... صبرنا... وليتَ الأمرَ وقف عند هذا الحد، حتى اللغةَ بمفرداتِها، بترتيبِها، أصبحتْ ذكوريةً أيضاً... هكذا... بتواطؤٍ من الأجداد – سامحهم الله – فإذا خاطبوا جماعةً استخدموا لفْظاً مذكراً، ثم قالوا: يلحق بهم الإناث تبعاً!!... انظروا "تبعاً" هذه... تبعاً وليس أصالة... وكم صفعتنا المعاجمُ عندما نفتحُها، فإذا مرتْ كلمةٌ عامةٌ مشتركةٌ؛ ألحقوها – بين قوسين أو هلالين – بعبارةٍ (تُذكر وتؤنث) فقدموا التذكير على التأنيث.
في الزمن الماضي، كان الرجلُ يستحي أَنْ يسيرَ مع أيٍ من حَرِيمِهِ... هئنذا وقعتُ في خطأ... أنا معذورةٌ في الاستخدام المُشَوَّهِ هذا... فأنا بنتُ مجتمعي... انظروا الكلمةَ الأخيرةَ (حريمه) إنها بلا (رتوش) تُـجَمِّلُهَا، ولا إضافاتٍ تُزَيِّنُها... نحن (حريمه) أي الحرمُ الذي يجب أَنْ يُحْمَى من قِبَلِهِ ويصانُ... يعني تبعٌ له... شيءٌ من أشيائِهِ... أقول: كان الرجل إذا قَدَّرَ عليهِ اللهُ أن يسيرَ مع زوجته تقدمها بضعةَ أمتارٍ!! خجلاً من أَنْ يراه أحد، كأنه يتبرأ منا... ولا علاقة له بنا... وفي البيوت لنا المرتبة الثانية... فنحن نأكل بعدما ينتهي الرجال...
إذا جاءنا ضيوفٌ؛ دخلنا معتركَ الحياةِ في مطابِخنا، ندور كالرحى... أو كالمصروعِ... أو قلْ كالدُّولابِ الذي يئن مُتـثاقلاً، والويلُ كلُّ الويلِ إن لم يكن الطعامُ مُتْقناً، ثم يُقَدَّمُ الطعامُ... يتباهون به وبجودته وإتقانه، وطعمِهِ الطيبِ، ورائحتِهِ التي تفتحُ الشهيةَ... أما نحن فلا يأتي على ذِكرنا أحد... عيب... وليس لنا من الطعام في البداية إلا تذوقِهِ للتعرف على طعمه ونضجه... فإذا أكلوا وشبعوا وتجشأوا... أكلنا ما فَضَلَ عنهم... وضحكوا علينا بكلمة"الْمِحلِّي رَبَّاحٌ"([1]) وأيُّ ربح هذا الذي ننتظره بعد أن عاثتِ الأيدي في المناسف؟!... ثم يأتينا الرجالُ تتهلَّلُ وجهُهُم فرحاً وسروراً أن نجحتِ الوليمةُ، دونَ كلمةِ شُكرٍ واحدةٍ للجهود التي بذلناها.
ومع إرهاقنا الشديد بعد كل وليمة وما يتبعها من تنظيف وترتيب وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، لا يتنازلون عن حقوقِهم الأخرى، فهي من مُكملاتِ اليومِ السعيدِ، فإذَا فرغوا؛ ناموا وعلاهم الشخيرُ... والله غفورٌ سَتِّيـرٌ...
حتى في السياراتِ – إذا ركبنا معهم – ليس لنا إلا الكرسيَّ الخلفيَّ... هكذا الأُصولُ...!! مَنْ الذي أَصَّلَ هذه الأصولَ؟!... لا ندري... لكن الذي ندريه أنه يجبُ علينا الامتثالُ، والرضى، والحبورُ... لا بل علينا أن نكون شاكراتٍ مُمـْتَـنَّاتٍ لهذا التقدير منهم... والمصيبةُ كُلُّ المصيبةِ أَنَّ أمهاتِنا كُنَّ راضياتٍ... بلْ ويُدافعن عن هذا... فلو أنَّ أخي الصغير كان معنا، تجلسُ أمي في الخلفِ، ونَفْسَحُ له المجال بجوار أبيه... أليس رجلاً؟!... لا بد أَنْ يتعوَّدَ أن يكون رجلاً؟ وهكذا زرعتْ فينا هذا القبولَ الذي تأباه العقولُ...
يخرجون من البيتِ، لا يسألُهم أحدٌ أين كانوا؟ ولا ماذا فعلوا؟ يتمتعون بالحياة طولاً وعرضاً، ويعبُّون منها عبَّاً... لا يحاسبُهم أحدٌ... أما نحن!! فلا بد من طلبِ الإذنِ أولاً، ثم لا تكتفي الحياة منا بهذا... بل لا بد من المراقبةِ لنا، وبعد ذلك تقديمِ كشفِ حسابٍ بالتحركاتِ والكلماتِ والالتفاتاتِ... قد لا يطلبونَها صراحةً... لكن تطلبُها عيُونُهم... تتمناها خلجاتُ نفوسِهم، وتشي بها نبراتُ أصواتِهم عندما يُسافرون بعيداً في أسئلةٍ قد تبدو أنها لا تمت بِصلةٍ إلى مِشْوَارِ خروجنا!!
تعبنا من هذا الوضعِ المهينِ، والتَّسَلُّطِ الذي لا ينتهي... عَلاَمَ هذا التَّفَرُّدُ والتغطرسُ كلُّه؟ كأننا سُلبنا كُلَّ شيء... وهم وحدهم حَظُوا بكلِ شيءٍ... لكنْ أتحداهم أن يَـثْبُـتُوا على هذا الوهمِ إذا نزلنا وإياهم إلى ساحةِ النِّـزَالِ...
أما قوتكم التي تتيهون بها فقد لاشَتْها فتاةٌ واحدة في مدينةِ الزرقاءِ، يوم أن لاحقها ثلاثةُ مُتَظَارِفِين مُسْتَهْتِرين بها منكم يُغَازِلُونَها... صبرتْ... يوماً... يومين... ثلاثة، فلما طفح الكيلُ وكان اليومُ الرابعُ، أحكمتْ غطاءَ رأسِها بقوةٍ، وشدَّتْ من ثيابِها عليها، وانتعلتْ حذاءً رياضياً، ولبستْ جلبابها وخرجتْ... فما إِنْ ظهروا بِطَلَعَاتِهم البهيةِ مُتَسَكِّعين، وبدأوا في الإحاطة بها، وقذفها بكلماتِ غَزَلٍ مَمْجُوجَةٍ... توقفتْ... خلعتْ جلبابها... رمتهُ أَرْضَا... طارتْ في الهواء مع صرخةٍ مدويةٍ... لهذا ضربةٌ بحدّ كفِّها على عُنُقِهِ... ولذاك رفسةٌ من قدمِها اليُسرى... ولذلكَ ركْلَةٌ خلفيةٌ من قدمها اليُمنى... ثوانٍ لم تتجاوزْ الدقيقةَ الواحدةَ... كان الثلاثةُ طريحي الأرضَ... ثم قاموا مذعورين يفرون كالفئران... وقد تجمَّعَ الناسُ حولها... كان إتقانُها لفنِ الدفاعِ عن النفسِ (الكراتيه)، وجرأةُ قلبها، وإيمانُها أنها لا تفعل ما يُعاب عليها... عواملَ قوةٍ في نفسها... بددتْ قوةَ طَلِيعتكم الخائبةِ... وكشفتْ عَوَارَ فُرسَانَ الغزلِ الممجوجِ منكم... وتَجَمْهَرَ الناسُ مُعجبين بها... لكن ما غاظَها وغاظَني وغاظَنا جميعاً... أَنَّ أحدَ الحُضور عَبَّرَ عن إعجابِه بها قائلاً:
ما أعجبَ الدينُ والدُّنيا إذا اجْتَمعا
وما أقبحَ الكفرُ والإفلاسُ بالرجلِ
ثم أردفَ قائلاً: أشهدْ بأنكِ رجلٌ بنتُ رجلٍ!! لما أراد مَدْحَها نسبها إليكم!! أيُ ظلمٍ هذا...؟ لكن اطمئنوا... لا تضحكوا في سركم كثيراً... الذكورة صفات جسدية... والرجولة صفات خُلقية... معظمُكم ذكورٌ... وقلةٌ منكم رجالٌ...
أين قوتُكُم أمامَ بسمةٍ صغيرةٍ من إحدانا؟ أقولُ لكم: تَبَسَّمُوا ما شاءَ لكم أَنْ تتبسموا... لكنْ أتملك (ملايين) ابتساماتِكم من القوةِ ما تملكُهُ ابتسامةٌ واحدةٌ منا من قوةٍ تتلاشى معها أعتى قوةٍ عندكم؟ قلتُ لكم: نحن نتنازلُ عن قوتِنا لكم – عن طواعيةٍ – لكنها طواعيةٌ مدروسةُ المقدماتِ... مضمونةُ النتائجِ... وسيحوا في الأرض كما تشاؤون... ثم أُبـُوا إلينا بآخر استطلاعاتِكم... ماذا وجدتم؟
تبختروا... تَنَفَّجُوا... دَعُوا الغرورَ يقتلُ كُلَّ نَأْمَةِ سلوكٍ أَبيّ، فيمنعُكُم حتى من التفكيرِ السويَّ ها هي فِطْرَةُ اللهِ تعترفُ بأنوثتِي... بعدما هيأتني بيديها الكريمتين... فَنَـفَحَتْ جسدي تشكيلاً أخرجني من الطفولةِ رغمَ أُنوفكِم، فنظرتم إلى جسدي صاغرين مُقِرِّينَ، لكنَّ الذي خَفِيَ عليكم ما منحتني إياه سراً، فلما وَشْوَشْتُ أمي؛ فرحتْ وزغردتْ... وتطاولتُ أنا بين قريناتي بقامتي... فها أنذا أَلِجُ عالمَ الأنوثةِ بكلِ أسلحتِها التي تجعلكم تُسَلِّمُون أسلحتَكُم كُلَّها تلبيةً لمطالبنا... هل أحسستم بمثل هذا الفرحِ من قَبْلُ؟... أتحداكم جميعاً أن يقولَ لي واحدٌ منكم أو جمعُكم الغفيرُ إِنَّه شعر بهذا الإحساسِ؟ أو يستطيعَ أنْ يصفَ لي شعورَ من تُضَرِّجُها الطبيعةُ، فينعكسُ ذلك على خَدَّي إِحدانا، فلا تملكون أمام هذه اللوحة الرائعةِ إلا أن تعترفوا بعظمةِ الخالقِ شئتم أم أبيتم...
أما زلتم تُصِرُّون على أنكم تملكون كُلَّ شيء؟! ونحن لا شيء لنا؟... كذبتم... وكذَبَ غرورُكم... اليومَ أتممتُ شهريَ الرابعَ... أتدرون ما شهري الرابعُ؟ إنه الشهرُ الذي تُنفخُ فيه الروحُ في جنيني... أتدرون ماذا حدثّ بعدها؟ تحركَ الجنينُ في رحمي... يا الله... ثم يا الله... فرحةٌ لا تعدِلُها فرحةٌ... إحساسٌ لا يستطيع بشرٌ – حتى النساءُ أنفسُهُن – أَنْ يصفَهُ... نحن – ولا فخرٌ – وحدنا نَحُسُّ به... لكن لا نستطيعُ أنْ نَصِفَهُ... أتحداكم جميعاً... إنْ كان واحدُكم شعرَ بمثلِ هذا الإحساسِ من قبل!! أو كان يملكُ أَنْ يَصِفَه لنا!! وهل فاقدُ الشيء يُعطيه بَلْه يصفُه...
لا أريد أن أدخل معكم جميعاً – متحديةً – في حوارٍ أو جدالٍ، لأنني أُدركُ تماماً أن حَلَبَةَ الصراعِ محسومةً لنا، وطالما أنكم بدأتُمُ المعركةَ، وفرضوتُها علينا – بِكبركم وغروركم – فليَ الحقُ في الدفاعِ عن النفسِ، لكني لا أريدُ أنْ أستخدمَ الضربةَ القاضيةَ، كما حدثَ مع فتاةِ الزرقاءِ وشُبَّانِها المُيَّع، حسبي أنْ تعترفوا... أو حتى تُخْفِضُوا رؤوسَكم إقراراً إنْ عَجَزَتْ ألسنتُكُم، أو تاهتْ منها الكلماتُ...
حتى (بروستاتِكم) اللاتي كنتم تتيهون بهن فخراً علينا، وتستمدون ذكوريتَكم منها، بل تَخْتَفُون خلفها مُتغطرسين شاهرين أسلحةَ الكِبْرَ والتَّفَرُّدِ، وتعتبرونها – جَهلاً وغُروراً – أنها أهم مُقوماتِ مكانتِكم الاجتماعيةِ، وصَلَفِ وُجوهِكم الذكوريةِ، والتميزِ بها علينا... أقول: حتى هذه (البروستاتات) التي لا نملك مثلها كُنَّ عواري عندكم... شاركناكم في مَهْنـَئِـهَا رغم أنوفكم، ثم لما ضجّت من تكبُرِكم وصلَفكم، عَنَّ لها أَنْ تُـبَادِلَكم كِبْراً بِكِبْرٍ، فانتفختْ، فضاقتْ مَثَاناتِكم، وأصابكم منها – وحدكم – الصابَ والعلقمَ... تفرَّدُوا بهذا منها...
فما إن يبلغ الواحدُ منكم الخمسين، حتى تضيقُ مثانتُه، فتضحى يملؤها فنجانُ القهوةِ، فلا يَعُدْ عندكم صبرٌ على البُعْدِ عن الحمام، ويظلُ الواحدُ منكم مربوطاً بِمقْبَضِ باب ِ الحمامِ أينما كان، حتى في المنام... يظلُ يحلمُ به، ولا يَـهْنَأُ له بالٌ... وكم نضحكُ في سِرنا – لا تقولوا: شماتةً... معاذ الله، ولكنها استذكارٌ لمواقفِكم السابقةِ في العُلُّوِ والغُرور – أقول لكم: كم نضحك عندما نرى واحدَكم وقد أمسك مثانتَه بِيُسراه يركضُ إلى الحمام، وهو يَنْفِضُ بِسَبَّابَتِـهِ اليُمنى مُلْصقا إبهامها بوسطاها، وقد تَقَبَّصَ وجهُهُ وتَجَعَّدَ من الحُرقَةِ التي لا تُحتملُ...
هل بقي عندكم شيءٌ تفخرون به، وتتطاولون تِيهاً وكِبراً؟ أقول لكم آخر ما عندي اليوم – وليكن بعدها ما يكون... لا يهم -: أتحداكم أَنْ تجدوا امرأةً واحدةً تتمنى لو كانتْ ذَكراً... اسألوا النساءَ جميعاً... فإنْ وجدتم فاعلموا أنها مريضةٌ، ثم ابحثوا عن سببِ مَرَضِها... فلنْ يكونَ إلا أنتم... وإِرثكم الغبِيُ الذي ملأتم به رؤوسَنا، حتى صدَّقَتْ مثلُ هذه المسكينةُ أَنَّ الحياةَ ستكون أجملَ إن كانت ذكراً... هيهات... البلاءُ واحدٌ وإن تعددتْ مَسَاراتِه... تلك هي الحياةُ...
([1]) مثل شعبي معناه: أهل البيت الأكثر ربحاً في الولائم، قد يقصدون الأجر والثواب، أو الصيت والسمعة، أو كثرة ما يبقى من طعام بعد الضيوف، والأخيرة المعنية هنا.