عَمَلِ.. الْخَيْرْ
محسن عبد المعطي عبد ربه
عَجِبْتُ لِشَابًّ زَهِدَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا .
وَوَضَعَ أَمَامَهُ مخَافَةَ اللَّهِ .
وعَمِلَ لِيِوْمٍ أَحَبَّ فِيهِ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ .
فَجَاهَدَ فِي دُنْيَاهُ .
وَاتَّخَذَ مَجَالاً يَخْدُمُ فِيهِ عِبَادَ اللَّهْ .
فِي طَريقٍ أَصْبَحَ كُلُّ مَنْ وُجِدَ فِيهِ مَشْهُوراً بِسُوءِ خُلُقِهْ. وَاسْتِنْزَافِ أَمْوَالِ النَّاسْ .
وَ لَكِنَّ فَتَانَا وَفَارِسَنَا رَفَضَ مُتَعَ الدُّنْيَا .
وَعَلِمَ أَنَّهَا زَائِلَةٌ .
فَجَاهَدَ بِنَفْسِهِ .
وَتَمَيَّزَ بِحُسْنِ خُلُقِهِ .
وَبَرَاعَتِهِ وَمَهَارَتِهِ فِي حَلِّ مَشَاكِلِ النَّاسْ .
وَتَخْلِيصِهِمْ مِنَ الْبَلاَءِ الَّذِي وَقَعَ عَلَيْهِمْ .
وَجَعَلَ حَيَاتَهُمْ لاَ تُطَاقُ .
فَتَىً شَهِدَتْ لَهُ الْجِنُّ قَبْلَ الْإِنْسِ .
فَأَسْلَمُوا عَلَى يَدَيْهِ لِرَبِّ الْبَرَايَا .
وَشَهِدُوا أَنَّهُ أَبْرَعُ مَنْ وُجِدَ فِي هَذَا الْمَجَالِ .
وَ عَلِمْتُ مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ الْبَارِحَةَ كَانَ مشغولاً بِإِحْدَى حَالَاتِهِ .
فَسَأَلْتُ بِدَافِعِ حُبِّ الاِسْتِطْلاَعِ .
أَيْنَ فَتَانَا الشُّجَاعُ ؟!!!
فَقَالُوا : عِنْدَهُ ضُيُوفٌ أٌنَاسٌ طَيِّبُونَ .
فَذَهَبْتُ إِلَيْهِمْ .
وَعَلِمْتُ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ مِمَّنْ وَقَعَ عَلَيْهِمُ الْبَلاَءُ .
وَمَعَهُمْ امْرَأَةٌ تَبْلُغُ مِنَ الْعُمْرِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ عَاماً.
قَدِ ابْتُلِيَتْ بِدَاءِ الْمَرَضِ وَالْكُسَاحِ .
وَلاَ تَسْتَطِيعُ الْمَشْيَ .
وَلاَ يَدْرِى أَحْبَابُها مَا أَصَابَهَا فَجْأَةً .
فَقَالَ لِأَهْلِهَا : إِنَّ هَذِهِ الْمَرْأَةَ الَّتِي أَصَابَهَا الدَّاءُ سَتُعَافَى. وَسَتَنْزِلُ مِنَ الدَّوْرِ الرَّابِعِ مِنْ بَيْتِي مَاشِيَةً عَلَى قَدَمَيْهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
ثُمَّ رَقَاهَا بِآيَاتٍ مِنْ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ .
وَطَالَ الْوَقْتُ .
وَظَنَّ الْبَعْضُ أَنَّهُ لَنْ يَأْتِيَ الشِّفَاءُ .
لكنَّ إِرَادَةَ اللَّهِ أَبَتْ غَيْرَ ذَلِكَ .
وَ اسْتَفَاقَتِ الْمَرْأَةُ .
وَ قَالَتْ : أُحِسُّ بِالْعَافِيَةِ تَدِبُّ فِي جَسَدِي .
أُرِيدُ أَنْ أُجَرِّبَ وَأَمْشِي .
فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْهَا بِالشِّفَاءِ .
وَسُبْحَانَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ .
إِذَا قَالَ لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُونْ .