قصص منوعة 892
في المعتقل
المعتقل وائل الزهراوي
حين فُتِحَ الباب مساءً وبدأنا نخرج دفعات إلى الحمامات … وقع أحد المعتقلين من زنزانة أخرى وهو يقضي حاجته وفقد وعيه فأمرنا المسخ السجان أن نقف و وجوهنا للحائط كالمعتاد...
هناك طعنني صوت طفلة .. ظننت أني أحلم أو أنه يخيل إليّ ذاك … لكن صوت الطفلة تحول لبكاء …. حركت رأسي ببطء شديد جداً نحو مصدر الصوت فالإلتفاتة تعني الموت ...صُعقتُ من هول المنظر … يارب السموات .. كانت تقف قبل باب المراحيض عائلة كاملة الأب عارٍ تماماً والأم بثيابها الداخلية و ثلاثة أطفال قَدَرتُ أعمارهم مابين العاشرة والثالثة ... التصق الأطفال بأمهم وبين أرجل أبيهم خوفاً من أصوات التعذيب وكلما مر مسخ منهم صفع الأب وبصق على الأم والطفلة
كانت الطفلة تنظر إلى وجه أبيها الذي ينزف ثم تدس وجهها ببطن أمها وتقول :
ماما ليش كلهن عم يضربوا بابا … حاولت أن تخفي اختناقها بعبراتها شهقت عدة مرات نظرت إلى أبيها ثم استسلمت للبكاء الذي كان أعمق من كل أحلامي ...
صوت بكائها طغى على كل شيء هناك وكأن كل ذرة موجودة كانت تستمع بصمت لنشيج حزنها العميق لم أنسى وجهها حتى هذه اللحظة … وكثيراً ما أراها في أحلامي تقف وتبكي كما كانت تبكي هناك الأطفال كانت تتبدل ملامحهم بحسب شدة صراخ تعذيب المعتقلين و عندما يتحول الصراخ لعويل يبكون مع من يتعذب … والأم ضمت أطفالها بيد و وضعت الأخرى على صدرها لتستر ثدييها كانت دموعها تنهمر دون أن تغير ملامح وجهها ….
عدنا للزنزانة ونحن نصرخ بالروح بالدم نفديك يا بشار !!!!
إن أفدح الجرائم في التاريخ هي تلك التي لا يمكن إثبابتها ...
************************************
سألوا ثلاثة أطباء .. ( ألماني و ياباني وسوري ) عن اعظم انجازاتهم في زراعة الأعضاء
قال الألماني : جاءنا مريض فقد عينه فأنقذته على الفور ..
حيث كانت بجانبي قطة ..أخذت عينها وزرعتها للمريض
فدُهش الياباني والسوري : وسألوه .. ومشي حاله ..؟
قال : طبعاً وأصبح يرى لمسافات بعيدة..!
وقال الطبيب الياباني : جاءنا مريض مصاب في الكبد فأخذت كلب كان في حديقة المستشفى أخذت منه الكبد وزرعته للمريض ..
فدهشا الألماني والسوري: وسألوه .. ومشي حاله..؟
قال : طبعاً .. أصبح يأكل اللحم بالعظم..
وقال الطبيب السوري : جاءنا مريض في دماغه إصابة بالغة الخطورة فذبحت حمار جارنا أبو سمير
وأخذت دماغه و زرعته للمريض ..
فصعقا الالماني والياباني : وبصوت واحد ..و مشي حاله ؟
قال : طبعاً .. وصار وزير وهلك الشعب بقرارت حيونة واخترع البطاقة الذكية
************************************
** المسؤول 'عبقري****حال الشعب - كحال البقرة ***
في قرية صغيرة كان فيها بقرة يعيش السكان من حليبها الوفير .
في يوم من الأيام كانت البقرة تشرب ماء من وعاء من فخّار ، ولم تستطع إخراج رأسها من الوعاء ، فأتى أهل القرية وحاولوا أن يخرجوا رأس البقرة برويّة ( للحفاظ على حياتها والحفاظ على الوعاء لكي لا ينكسر ) ولكن دون جدوى ...
فلجؤوا للمختار ليحل المشكلة ، لأنهم افترضوا فيه الحكمة...
جاء المختار ونظر إلى البقرة والوعاء وبعد تفكير عميق قال لهم :
إقطعوا رأس البقرة ، فقطعوه...
ثم قالوا : "يا مختار ما زال رأس البقرة في الوعاء ، ماذا نفعل ؟"
قال : إكسروا الوعاء ... فكسروه...
بعدها ذهب المختار بعيداً وجلس حزيناً ، فجاءه أهل القرية يواسونه وقالوا له :
"يا مختار لا تحزن، فداك البقرة ، وفداك وعاء الماء ..."
فنظر إليهم وقال : "لست حزينآ لا على البقرة ولا على الوعاء ، ولكني حزين عليكم ... فماذا ستفعلون لو لم أكن معكم ؟!
كم مسؤول لدينا يشبه هذا المختار العبقري ..
************************************
أمسكني من ثيابي وحملني وألقاني خارج السيارة وركب مكاني !!!
يقول احد طلاب العلم :
التقيت مع طبيب من كبار الأطباء قال لي:
يوم كنت طالباً في الجامعة.. كنت في سيارة عمومية لخمسة ركاب..
صعدت إلى المقعد الأول ...وجاء شخص فتح الباب.. لم يتكلم ولا كلمة ..
أمسكني من ثيابي وحملني وألقاني خارج السيارة وركب مكاني !!!
معه صديقه ، ولم يقل لي انزل .. والله لو قال لي انزل لما حزنت !!
لم يكلمني أبداً كأنني ذبابة ..
قال: كدت أموت من الألم النفسي .. وأقسم بالله لو كان معي سلاح لقتلته !!
احتقار لا يحتمل .. طالب طب جالس في سيارة .. يأتي إنسان كالوحش يحمله من ثيابه ويركب مكانه ويقول للسائق امش ..!!
المهم مشى السائق..وأنا انتظرت
ساعتين إلى أن جاءت سيارة أخرى .. فركبت ..
وفي الطريق .. وجدنا حادثا مروعا
نزلنا لنحاول إسعاف أو مساعدة الركاب
ففوجئت بأنها السيارة التي أنزلوني منها .. انقلبت والركاب الخمسة ماتوا جميعا !!!
سبحان من يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي
خلال ثانية انقلبت حياتي ..
من بؤس للمهانة التي تعرضت لها ، إلى شكرلله عز وجل ..
والله أيها الأخوة ..
كل إنسان أصيب بمصيبة وصبر عليها ...
تأتيه ساعة يذوب كالشمع محبة لله على هذا المصاب ..
إذا أعطى سبحانه أدهش !!
لذلك قال علماء العقيدة :
لا يجوز أن تقول الله ضار ..
بل قل: الضار النافع ،، لأنه يضر لينفع ..
وقل الخافض الرافع .. لأنه يخفض ليرفع.
وقل المانع المعطي .. لأنه يمنع ليعطي.
وكذلك سبحانه يبتلي .. ليجزي ويثيب .
هذه أسماؤه الحسنى
عليك أن تذكر اﻻسمين معا ليتضح المعنى.
فالحمد لله على كل نعمة أدركتها عقولنا أم لم تدركها ..
وسوم: العدد 892