بائع البوظة
كناُ ننتظر فصل الصيف بفارغ الصبر، لأجل البوظة!
أما أنا فكنتُ أندهش لما يخبرني بعض أولاد ضيوف جيراننا، بأنهم يستمتعون بتناول البوظة في كل وقت ولا ينتظرون حتى يحل فصل الصيف كما ننتظره نحن...
وأولئك الضيوف في الغالب يكونون من مدينة وهران الباهية ، أو من الجزائر البيضاء !
لماذا ننتظر نحن أبناء هذه المدينة الصغيرة الواقعة بين الهضاب حتى يأتي الصيف؟...
حتى أن سليمان الضخم ، بائع البوظة لا يظهر إلا في فصل الصيف ، ولا ندري أبدا أين يختفي أو أين يرتحل ، وكأنه دبٌ يسبتُ في الشتاء أو قنفذ !
يقولون أنه يقضي العام كاملاً نائماً ولا يتعبُ إلا في ثلاث أشهر من كل صيف! ثلاث أشهر تعملْ لأجل العام بأكمله، فهو الوحيد الذي يبيع البوظة في مدينتنا الصغيرة...
ومحله يتوسط مدينتنا الصغيرة ، غير بعيد عن المدرسة الابتدائية ، وعن المتوسطة ، ومقهى العقون ، المقهى الوحيد في مدينتنا الصغيرة ...
وبالطبع أغلب زبائنه من الأطفال ؛ نركض نحو دكانه فرحين ، ونعود الى بيوتنا مبتهجين ، وقد نتوقف قليلاً أمام مدرستنا التي تُوصد بوابتها الخضراء الكبيرة في فصل الصيف ...
وسوم: العدد 1030