اللقلق الجريح
في الليل سقط لقلق صغير فوق شجرة المشمش التي تتوسط الحوش ، وفي الصباح الباكر وجدناه منتصباً حزيناً!..
خاف ولدي الصغير لما رآه وانطلق الى أمه يبكي ولم يرغب في الاقتراب منه ..
كان الطائر مصابا في أحد ساقيه ، لكن من أي عش سقط ، أو عن أي سرب انفصل ؟..
غير أن ابني ترجاني أن نحتفظ به ، لكي يتفرج عليه من بعيد ، غير أني رفضتُ ، وتدخلتُ زوجتي لكي نحتفظ به على الأقل حتى يتعافى ويصبح بإمكانه التحليق والانضمام الى اللقالق الأخرى!
يبقى ليست بالمشكلة ، حتى بالنسبة لي فأنا أحب الطيور وأرغب في أن أدخل السرور الى ابني الصغير ، وأمد بينه وبين الطبيعة ألفة!
لكن ...الغذاء ... من أين أتي له بالفئران والضفادع والزواحف والسحالي الصغيرة ، فهو ليس حماماً لكي نقدم له حبات القمح أو فتات الخبز...
واقتنع ابني كما فهمت زوجتي الأمر الذي نسيته ...
وبعد يومين حملتُ الطائر الصغير يرافقني ابني خارج مدينتنا الصغيرة ، هناك يتدبر أمر ويصطاد العظايا والحشرات ...
وفي طريق عودتنا ، حذرني ابني خائفا بأن الكلاب المتشردة ستلتهمه إذ هو لم يقدر على التحليق!..
فقلت له مبتسماً : ـــــــ لا تقلق بشأنه ...سوف ينضم الى أهله من طيور اللقلق الكبيرة ، فلا تفكر ولا تقلق بشأنه ... فأمه سوف تأتي وتأخذه فهي تبحث عنه منذ أن ضاع ....
وسوم: العدد 1031