عشر قصص قصيرة جدا
السعيد إبراهيم الفقي
1
تلميذي - مبدعا
أراد أن يسبق عبقرية شوقي في الشعر
فألقى بنفسه في لجج بحور الشعر متسلحا بموهبته
وروحه تغرق في غيابات الإبداع وهو يردد :
كتبتها
كتبتها
كتبتها
2
تلميذي - قويا
أراد أن يحقق ذاته..
فدرب نفسه على ما يحفظ فطرته ...
وروحه تصعد لقمة الهرم وهو يردد :
حققتها
حققتها
حققتها.
3
مثل أعلى
أراد أن يختم القرن العشرين وعمره الذي تجاوز الثمانين بعبقرية لم يسبقه إليها أحد..
فجمع كل تلاميذه على حفل بمناسبة الألفية الثالثة وعيد ميلاده.
وفي قمة الحفل سأله أحد تلاميذه عن علاقته بنفسه كعالم.
فقال:
أسرتها!
أسرتها!
أسرتها!
4
أنا وتلميذي
أراد أن يسبق مهارات أستاذه في التربية
فألقى بنفسه في بحور الحكمة متسلحا بفراسته ...
وروحه تغرق في غيابات الصف حتى رسم :
خارطة للتغيير
بـــــ "الحكمة"
وصاح عاليا:
رسمتها
رسمتها
رسمتها
5
أخي
أراد أن يحفظ عقله من البيع في أسواق العولمة
فصنع لنفسه قميصا واقيا من حكمة أجداده
متسلحا بالصدق
وروحه تحوم في الآفاق وهو يردد:
حفظتها
حفظتها
حفظتها
6
تلميذي البناء
أراد أن يدرك موسوعية “زغلول النجار” الحضارية
فألقى بنفسه بين طبقات الأرض وروحه محلقة في الأفلاك متسلحا بر ساليته...
وروحه تستنشق أريج الحضارة وهو يردد :
أدركتها !
أدركتها !
أدركتها !
7
معلمي
أراد أن يكون معلما حضاريا
فتحصن في جامعات السلف والتابعين
متسلحا بفطرة الصدق في قلبه
مستشرفا آفاق المستقبل
وظل محياه يجوب الصف وهو يردد:
”أنا الذي أبني الطباع قويمة
أنا الذي أبني النفوس عدولا”
أنا الذي أضاء في نفوسكم بالفكر قنديلا
8
صديقي
أراد أن يكرر عبقرية يوسف أيوب - صلاح الدين - في تحرير المسجد الأقصى..
فأعدم كل رغبات النفس
وأعطى روحه قوتها ووضعها في كفه
فطارت روحه إلى بارئها
وهي تردد :
”يا ليت قومي يعلمون”
يا ليت قومي يعلمون
يا ليت قومي يعلمون
9
أبي
أراد أن يزرع الحرية فينا
فلم يرفع عصاه عنا أدبا ؛
ولم يزل يخيفنا في الله
وأسلم روحه وهو يردد:
اتقوا الله في خلقه
اتقوا الله في خلقه
اتقوا الله في خلقه
- 10-
أمي
أرادت أن تزرع القناعة فينا
فعاشت بالكفاية والشكر والحمد
واقتاتت بالقليل
وأسلمت روحها وهي تردد:
الكفاية وقاية
الكفاية وقاية
الكفاية وقاية