قصص قصيرة

حيدر الحدراوي

[email protected]

شي فوك شي

غزت البضائع الصينية السوق , وسافر التجار الى الصين لشراء البضائع من المنشأ الاصلي , لرخص الثمن , ذات يوم قال بدر لابيه جياد العجوز :

-         ابي لماذا لا اسافر للصين واجلب البضائع من هناك ؟ .

-         كلا .. لا تسافر انت ... بل انا سوف اسافر .

سافر جياد الى الصين , فأشترى الكثير من البضائع , وشحنها الى بلده , فوصلت البضائع , وتسلمها بدر من الميناء , لكن جياد لم يعد .

حاول بدر الاتصال به , فلم يفلح قط , وانقطعت اخباره , ذات يوم , وفي ساعة متأخرة من الليل , طرق الباب , ففتح بدر , فاذا بجياد قد اتى , فعانقه , وعانقه جميع افراد الاسرة , وسألوه عن سبب تأخره وانقطاع اخباره , فأخبرهم انه تجول في الصين , وود التعرف على حضارتها , فقال واصفا الصين بأيجاز :

-         شي    فوك    شي .   ( بالرغم من كثرة الناس والسيارات والدراجات الهوائية والنارية , النظام موجود )

-         قط     فار     باح . ( لا يوجد طلايب ومشاكل مثل توم اند جيري ) 

-         حب    ود    خير .  ( حب الخير للوطن والناس )

-         دار    دور    نور .  ( لا تنقطع الكهرباء عن البيوت ) .

-         طير   طار   لا ريش ... لا منقار ( التنين , الصينيون متشبثون , معتزون , مفتخرون بتراثهم ) .

-         زن   ون  ( كلشي وكلاشي )

-         بأختصار شديد ... شي على شي .... شي فوك شي .

*********************************

نيد فور سبيد  

تعجل الاب المسن بتلبية جميع مطالب ابنه الصغير عبيد المريض , الذي ليس له طلب سوى لعبة بلي ستشن ( نيد فور سبيد Need For Speed   ) , فقصد متجرا لبيع الاقراص .

الاب : عندك لعبة اسمها .. نيد فور عبيد !

البائع : اكو نيد فور عبيد .. حتى نيد فور حميد ! .

ناول الاب تلك اللعبة لابنه المريض , واستلقى ليستسلم لنوم عميق , بينما عبيد يلعب , كان صوت جهاز التلفاز عاليا , فلم يتمكن الاب من النوم , فقال :

-         شلع قلبي نيد فور عبيد .... ديد ما ديد

***************************

وفاء كلب

 ذات مرة , كنت عائدا من سفر طويل , فوصلت الى مدينتي في ساعة متأخرة من الليل , وقد اقتربت كثيرا من منزلي , غير ان قطيعا من الكلاب السائبة سد عليّ الطريق , فخلعت حزامي , مستعدا لاي هجوم مباغت , في اثناء ذلك , وقبل ساعة الصفر , جاء كلبا مسرعا , فوقف بيني وبين القطيع , فتحركت الكلاب الى طرفي الطريق , فمضيت قدما , وذلك الكلب يسير خلفي , حتى وصلت المنزل , وطرقت الباب , لاحظت ان الكلب لم ينصرف , فدخلت البيت , واستسلمت لنوم عميق .

في الصباح , اخبرتني امي ان كلبا يقف قريبا من الباب , وقد طردته , فنالتني الدهشة , لماذا فعل كل هذا ؟ ! , هل بيني وبينه أي صداقة ! , فتذكرت يوما حيث كان الاطفال يرمون جروا بالحجارة , فأنقذته منهم , واعطيته اليسير من الطعام , لقد كان جروا اسود اللون , مع بقعة بيضاء فوق عينيه , والمزيد من البقع البيضاء في ارجله , انه نفس الكلب الذي انقذني من قطيع الكلاب , رد لي الجميل , لقد انقذته من ابناء جنسي , فأنقذني من ابناء جنسه ! , لكنه زاد على ذلك , حراسته لمنزلي طوال الليل .

كرة قدم

وصل مدير المستشفى الى شعبة الطوارئ , على عجلة من امره , صرخ بصوت عال في كافة العاملين , طالبا منهم التحضير والاستعداد لامر غاية في الخطورة , وعندما سأله بعض الاطباء عن السبب , قال لهم (( اليوم لعبة العراق )) .

في اثناء ذلك , كان سائق سيارة الاسعاف مشيطي , يغسل السيارة , ويتفحص الوقود والاطارات متململا , ويتكلم مع نفسه بصوت عال : (( انشاء الله يخسر العراق )) .

تقدم احد الشباب اليه , فسأله مستغربا (( لماذا تريد ان يخسر العراق في مباراة كرة القدم )) , فأجابه بأنزعاج شديد (( اذا خسر العراق , لن يطلق احد النار في الهواء , مما يوفر علينا الجهد والمجهود ! )) .

ساعة لك وساعة لربك

قصد رويضي محلا لخدمات الموبايل , واخرج بطاقة الذاكرة ( رام ) من جيبه , وطلب من صاحب المحل ان يملئها مقاطع فيديو اباحية , فانزعج صاحب المحل , وزجره بشدة , واخرجه من المحل .

لم يكتف صاحب المحل بذلك , بل قصد ابو رويضي , فأخبره ان لدى ابنه بطاقتي ذاكرة ( رامين ) , الاولى في الموبايل , ليس فيها ما يشين , والاخرى في جيبه , وفيها امورا غير اخلاقية , فغضب الاب غضبا شديدا , وقرر ان يباغت رويضي بتفتيش شامل , حتى يتمكن من ايجاد بطاقة الذاكرة الاخرى .

داهم الاب ابنه , فتشه جيدا , واستخرج بطاقة الذاكرة من جيبه , بينما كان الاب يحاول ادخال البطاقة في الموبايل من اجل ان يتفحصها , اكتفى رويضي بالتزام الصمت , الى ان قال :

(( بابا .. هذا رام لك ... ورام لربك )) .