يوميات الحزن الدامي 13

يوميات الحزن الدامي

-13-

جميل السلحوت

[email protected]

هبة

حمدت الحاجة فاطمة ربّها وشكرته على إصابة ابنتها فاطمة بشظية في رأسها أدخلتها في غيبوبة، وفاطمة ابنة العشرين ربيعا حامل دخلت غرفة العمليات في مستشفى الشفاء بغزة لانقاذ حياتها، وهي لا تعلم أن طفلها احمد ابن الأحد عشر شهرا والذي كان ينام في حضنها قد احترق وتفحم جسده البريء من القذيفة الصاروخية التي لم تمهله لاطلاق صرخة الوداع...تماما مثلما لا يعلم أحد لماذا تشكر والدتها ربّها.

قالت الجدة فاطمة: لو رأت ما جرى لابنها لماتت مكانها....وبكت الجدّة وأبكت بواكيا وهي تردد أحمد فلذة كبدي ينام الآن في حضن ربه

               

يوميات الحزن الدامي-12-

رنان

رنان ابنة الأعوام السبع تمشط شعرها،

 ترتدي أجمل ثيابها، تخرج أمام بيتها في حيّ الزيتونة بغزة

...تستمع لأذان المغرب،

 توزع بسماتها على المارة، وتصفق لحمامة حطت على نافذة البيت

 طائرة اف 16 ترى فيها صيدا ثمينا...تستهدفها بصاروخ

اختلط دم رنان مع دم الحمامة

ابتسم قائد الطائرة لدقة التصويب

 رحلت رنان ضاحكة ترنو الى السماء فأبكت بواكيا.

               

يوميات الحزن الدامي-10-

الشيخ عمر

المسجد الأقصى يترنح من الحفريات التي تصدع أساساته....

وباحاته تئنّ من رجس من يدنسون ثراه الطهور....

ومن هناك من قطاع غزة يمني الشيخ عمر النفس بصلاة في أولى القبلتين قبل فوات الأوان.

فيبكي ويبكي بواكيا.

13-11-2012

               

يوميات الحزن الدامي-11-

غياضة

صحا على نفسه في مستشفى الحسين في بيت لحم،

 لا يعلم كيف وصل هنا...كل ما يذكره أنه اشترى لأطفاله الأربعة وزوجته كسوة العيد،

 وعند انعطافه بسيارته القديمة من شارع الخليل الى الشارع الموصل لقريته حوسان،

رأى مستوطنا يهوديا متدينا ذا سالفين طويلين يخرج من سيارته ويلقي عليهم قنبلة حارقة، حاول انقاذ زوجته وأطفاله متناسيا النيران التي تلتهم جسده....

تحت إصراره سحبوه على سرير ذي عجلات لرؤية زوجته وأطفاله...

لم يتبين ملامحهم فهم ملفوفون بضمادات بيضاء ولا يقوون على الحراك أو الكلام

....أطلق صرخة مدوية وأغمي عليه فأبكوا بواكيا.