دموع

دموع

يوسف هداي الشمري

[email protected]

دموع ... هو اسمي الذي سميت به، إذ ولدت في اليوم الذي جيء فيه بأبي ملفوفا بالعلم من جبهة الحرب. 

دموع ...  تلك التي هطلت مني أمام محل لعب الأطفال. أردت دمية ذات شعر أسود،وضعت في علبة صغيرة،لم تكتف أمي بعدم شرائها بل أشبعتني ضربا لألحاحي في طلبتي..

دموع ... انبجست من عيني ساخنة وانهمرت مدرارا بلا نشيج أو نهنهة عندما رأيته يجالس فتاة أخرى، فيما راحت أنامله تعبث بخصلات شعرها. لم أنبس بل كتمت حزني وأرجأته لليلة ليلاء،أسبلت بها مزني في سخاء على وسادتي..

دموع ... تحدرت على وجنتي إثر نجاحي في الإعدادية،لا تضاهيها سوى دموع التخرج من الجامعة..

دموع ... في يوم زفافي نزفتها. هل كانت بسبب الخوف من الخلوة برجل لا اعرفه؟أم على مغادرتي لبيت ولدت به وترعرعت؟. لم أستطع مغالبة دمعي عندما رأيت أمي تخطر أمامي وقد حان وقت فراقها.. 

دموع ... طفرت عنوة من مقلتي بعد أنات وشهقات على سرير المتعة مع زوج شبق لا يكل ولا يمل،كسب الرهان فأبكاني ألما ونشوة، غير مبال بكل فحيح الاسترحام ولا بالخدوش التي تركت لها أثرا على زنده.. 

دموع ... زخت وتساكبت ولم تجد من يكفكفها،بعد أن أظهر لي رجولته بكف ترك ميسمه أزرقا على خدي.. 

دموع ... وصرخات تصدعت لها جدران ردهة الولادة مع سباب قذفته بوجه القابلة،ولوم وتقريع لأمي التي أوصلتني إلى هذه الحالة..

دموع ... ودموع ودموع..ذرفتها دما على زوج تناثرت جثته إربا مع طفلي الوحيد، بعد أن قضيا بالانفجار..