ارتعاشة فراشة
أمل محمد الزعبي
كاتبة وقاصة اردنية
عد أن قضت زمنا طويلا لا تعلم مدته في شرنقة حريرية على أحد أغصان الحياة ... تحررت منها ... وخرجت فراشة بنفسجية اللون تخللتها موجة من ألوان سماوية وخط أبيض.
حلقت برشاقة تختال بين الورود ... تداعب بتلات الزهور ...تمتص الرحيق بشفتين عسليتين ...وحين هبط الليل بكل ظلاله الداكنة أوت الى شباك بعيد ... جذبها خيط من الضوء ينبعث من الداخل
وبينما هي أسيرة نوم لذيذ ... شعرت بيد تحملها الى داخل حجرة دافئة ...فتحت عينيها لتجد نفسها في مملكة مختلفة ...اخترق العطر صدرها ...فأفاقت من طفولتها ...كانت عينيه امتدادا لظل الليل ... فتاهت بين الجفون الحائرة
وضعتها أنامله الخشنة على وسادة مخملية ... لم تزعجها فوضى المكان ...ولا رائحة السجائر ... ولاحتى تلك الستائر البنية المنسدلة خلف النوافذ تعزل صاحبها عن العالم الخارجي
كان يتأملها بعينين نهمتين الى اكتشاف الجمال ... كان حائرا تائها يبحث عن شيء ما ... تتبع بسبابته خطوطا ودوائر
ارتسمت بقمة الاحتراف على جناحيها الرقيقين
إقترب منها أكثر ...لامست شفتاه ثوبها الحريري فارتجفت ...موجة من الحمى اعترتها ... ارتعشت ...كاد أن يقترب من شيء أراده بقوة ...كادت أن تتحرر من خوفها ...لكن ...نداء ما انبعث من أعماقها ...اجتاح أذنيها ...اخترق كل حواسها ... اضطربت أكثر ...أتستجيب لنداء الحرية وتحلق بعيدا عن نار توهجت توشك احراقها ؟...أم تستجيب لاغراء الدفء الذي غاصت به روحها وتستسلم لأنامل عاشق هز فيها كل أصناف المشاعر ؟