سَفَرٌ

مصطفى حمزة

[email protected]

التفت الأستاذ حمدي إلى جاره الجالسِ على الكرسيّ المجاور غارِقاً في الصّمت :

- من يومين عُدنا معاً من الإجازة الصيفيّة ، ولم يكد يستقرّ بنا المقام في غرفة المدرّسين حتى بدأ اتصالاته الكثيفة بمكاتب السفر ، بلا كلل ولا مَلل ، ولم يرتح بالُهُ حتى اطمأنّ إلى الحجز للصيف القادم! ثم اتصلَ  بأمّ عِياله يزفّ إليها خبرَ الحجز، وأنه بعد عشرة شهور(ستمضي سريعةً ) يكون بينهم !

ثم رفع الأستاذ صوته ليُسمع الباقين في القاعة الممتدة :

- الله يَرحَمُهُ ... الفاتحة على رُوحِهِ يا جماعة !!