مسافرون بلا حقائب

م. زياد صيدم

[email protected]

استشاط غضبا من دعوة صديقه إلى تقارب الشعوب والزعامات الحقيقية ، من اجل مصالح عليا للأمة.. استهجن الصديق ، ولما كل هذا الغضب الغير مبرر تساءل ؟.. أجابه بغرور: وأين مصالحي الضيقة ؟ ثم أنهم ينادونني بأبي الغضب .. كان رده الأكثر سخافة !، لم يمر وقت طويل حتى فقعت مرارته ومات .. بقى شهرا في ثلاجة الموتى دون أن يلتفت إليه أحد !!.

***

كتب قناعاته في تقريب وجهات النظر .. ولملمة الجراح في سبيل مُثل ومبادئ عليا ..  قاوم  احدهم هذا الحال المستجد ! فقد كان إبطال لمفعول سمومه التى دأبت على قتل البلهاء زعافا.. فتلون بلمح البصر إلى خمسة ألوان ..  فاق الثعبان في خواصه الموسمية !.. وقد تململ قوس قزح في السماء محتارا !!.

***

استهجن الكهنة وحملة المباخر من أمره .. فقد عبر عن نفسه بنوع تميز عن سابقاته من الكلام.. تهامس القوم وأسرفوا في نثر البخور .. فقد توجسوا في شيطان أفكاره..  مات كبيرهم نتيجة انفجار شريان دقيق في دماغه..  بعد مرور أيام من التحقيق في الحادثة ، تبين لهم بأنه كان في نقاش عسير وممل حول معنى وطبيعة الأقلام الحرة !!.

***   

كان السْباق والمبادر بقلمه عصاه إلى جواره ، كلما تتكالب الأكلة على قصعته؟.. وفجأة تغير وتبدل ، استنكر وتنكر، وأصابه إضراب محير !،  وأدار مؤخرته كالقرود ؟ ..  فما كان من صديقه إلا أن كسر قلمه ، وعلقه على المرآة في غرفة نومه !!.

إلى اللقاء.