ستنتهي القصة
عبد الله اليوسفي
طالب بمعهد الدراسات الإسلامية
شرق المغرب
واختلط الماء العذب بالماء الماللح . وأصبح الفرات ملوث بدماء الأ برياء . أما دجلة فقد ودعت بريق مائها العذب وأصبح حالها كحال الشقيق الفرات . أما العراق فقد أصبح مثل غابة متوحشة . ملؤها الأسود والذئاب يتنافسون عن السلطة والمناصب . وألا عيب السياسة تراوغ الشعب الجريح المكسر المجروح يلا طم أمواج الجحيم ونيران العذاب . والغزاة من جهة أخرى تلهف أطماعهم لخيرات العراق الحبيب وتتلمظ جيوبهم لسلب نعائم البغدادين الأحرار . وأما الشعب الجريح فلا يزيد عن ّأن يردد قوله " حسبنا الله ونعم الوكيل .." "" الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا . وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ..."
هذه هي حا ل تلك البلاد المقدسة مهد الحضارة أرض الخلا فة . صارت الآن هذفا للغزاة ومواليهم من العملاء والخونة . وأهل هذا البلد الطيب حيارى أمام السيناريوا الذي يشاهدونه يوميا. والذي هو مملوء بالقتل والنهب والسلب والإجرام ... ففي العراق الجريح تحصد الأرواح حصدا وتزهق بالملاين والآلاف . دون رأفة أو شفقة أو رحمة . وكرامة الإنسان هناك تستغل كاستغلالهم الحمير والحيوانات .... نا هيك عن الذين عذبوا في غياهب السجون فقطعت جلودهم بسياط المحتل الظالم الغاشم . وآخرون ما زالوا يرقدون تحت أقدام الغزاة خاضعين مذللين مكبلين بالأصفاد يسقون من حميم العذاب شراب الألم والأسى والجرح والنزيف المستمر . لقد سكن أؤلئك الأبرياء مساكن الظالمين ليذيقوهم أشد العذاب الأليم المهينمن الفراعنة المجرمين .... فهناك ترتفع الصياحات ويبلغ الصراخ المدى وتلبغ الروح الحلقوم والعالم المشؤوم حينئذ يرى ويسمع ويبصر ويتفرج وكأن الأمر لا يهمه ويمضي في طريق نسيان تلك الأرواح المعذبة ... وّأؤلئك المجرمين الذين نزعت منهم الرحمة والشفقة والعاطفة لا يبالون بصراخ تلك الأصوات المظلومة . لأن الظاليمن هم بشر لكن الحق أحق أن نقول هم حيوانات متوحشة ........... ينادي هناك الأبرياء ويصيحون دمروا علينا هذا المكان ....واقتلونا لنرتاح من جحيم العذاب .. ...لكن .....
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تناد
ونار لو نفخت بها أضائت ولكن أنت تنفخ في رماد
أصبح الإنسان في العراق كالذبابة يحصد ولا أحد يسأل عنه. لا المنظمات الحقوقية والعالم المشؤوم المأثوم . والعرب خاصة والمسلمون عامة . غارقون في لهوهم ولعبهم . وماضون سائرون وراء الدنيا كالكلاب العاطشة . ضاع كل شيئ في العراق . ضاع التراث ضاعت الكرامة ضاعت العزة . ضاع كل شيئ . وأصبحنا غثاء كغثاء السيل بنفس الوصف الذي وصفنا به منذ خمسة عشر قرنا من الزمان . وهؤلاء الذين يقفون وراء هذه البحار من الدماء معروفين مفضوحين أمام العالم . ألا تراهم ؟ ها هم ما ثلون أمامك يتنازعون على السلطة والمناصب العليا . وكأنهم مخلدون في تلك القصور المشيدة . ولا يهمهم شأنك أيها العراقي الجريح .
إذن قدر لهذا الشعب أن تبدأ قصته بويلات الحروب . وقدر أيضا أن يكون مقبرة الغزاة بفعل المقاومة الباسلة . إذن هذا هو حظ العراق المذبوح . لكن قصته ستنتهي يوم عرس النصر . ورفع راية المجد والسؤدد . وراية التوحيد والإيمان . وستكون آخر مقبرة للغزاة في العراق إن شاء الله عندما يخرج آخر جندي مرتزق من العراق . عند ذلك يرفرف علم النهرين . ويرتفع اسم " الله أكبر " عند ذلك تنتهي قصة العراق .........
ألف تحية للعراقين الشرفاآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآء .