أبخرة ودخان-4

أبخرة ودخان

الصورة الرابعة

حسن حوارنة /جدة

[email protected]

الاغتصاب

هذا اليوم ، يوم غريب عصيب . لم اكد أن أحط جسدي المتعب على الكرسي حتى دخل صديق قديم  وطلب بجرأة فنجان قهوة له دون استئذان وقال هات سيجارة .

قلت أنا لا ادخن وخشيت أن يحضرها عامر فأقع في ورطة . ناديت عا ليا وقلت له عمور أفندي 2 قهوة وسيجارة.

قال سعيد أريد أن استشيرك بأمر سري للغاية . قلت فورا أهو سياسي ؟ قال بل موضوع زواج . قلت إذن اذهب للمأذون.

قال اسمع ولا تكثر القال والقيل.

 لي أخت هي مني كل شئ . زاملتني في الدراسة الجامعية  أعانتني كأم بعد وفاة الوالدة.

وكان لها صديقة من اسرة أكلت بملاعق من ذهب ونامت على الحرير منذ قرون .

هي سلوى التي رافقتنــا بحياتنا الجامعية معا . كانت لا تفترق عن أختي وكانت لا تترك فرصة إلا وحدثتني عن كل شئ.

أعجبت بها ليس إلا . راقبت أخلاقها كانت مثال العفة والسلوك في الجامعة .سيارتها لا تفارقها وكثيرا ما كانت تنقلنا للبيت معا او تأخذ أختي لمشاوير السوق أحيانا .

دعتني للنادي فذهبت ووجدت به أثنين غيرنا لا أكثر .

قالت أتلعب تنس الطاولة  قلت بلا تردد نعم.

بدأت المباراة

واحد صفر – رمت الطابة فرددتها  ولم تستطع ردها . قلت واحد صفر . قفزت برشاقة خلف الكرة المجنونة . أفلتت منها انكشف شئ من ركبتيها . أنا لا أصدق . أكلت الحضور بالغضب أكلا. التفت للشريكين بجانبنا فوجدتهما غارقين  بالحديث بعيدا عنا.

 ارتحت لانشغالهما وفرحت .مأ اجمل ما رأيت .

أعادت الكرة بخفة وإتقان . كررنا الإرسال لثلاث مرات ثم ربحت هي فركضت نحو الطابة وأمسكت بها  ثم عدت.

ترى هل تعرف سلوى أني أحبها  لقد مدحتها كثيرا عند أختي ولكنها كانت تلوذ بالصمت دائما  .

اثنان – إثنان . قالتها ثم أردفت سأغلبك . ثم تلت ثلاثة لأثنين

لعبت الكرة بأفكاري عشعشعت فيّ صورتها .

رميت الكرة ردتها سلوى واغفلتُ ردها مرة أخرى أسرعت أبحث عنها . فوجدتها تحت الطاولة بالقرب من ساقيها . انحنيت واقتربت .

ابتعدت قليلا ولكن يدي لامست ما فوق حذائها  ويا لي من سعيد .

أبحث في الأمر فيما بعد ، هل  أرفق بنفسي؟ لا . هل  العنني بفمي عاليا ؟لا . مجرد صدفة. مجرد صدفة .

تابعت اللعب . وقلت  خذيها قوية ولكنها سارعت بحركة أنثوية فاتنة وربحت هذه المرة وقالت خمسة لأثنين . قلت لا يل  أريعة فقط.

قالت لا تلعب بي، خمسة تذكر جيدا . وقلت في نفسي من يلعب بالآخر .

سلوى تعيدني  دائما كلما أكلمها  الى دنيا قرمزية الجوانب . ناعمة الأوصاف. بل أصبحت الدنيا في نظري خطوة  حلوة لأنثى  فاتنة .

وكررنا  الرمي ببراعة . أنا الآن مقسوم بين نزعتين  حسنها والكرة . كلاهما في هذه اللحظة يصرع اللب .

رمت سلو ى الكرة ولكن الكرة المجنونة تاهت خارج الغرفة . فلحقتها .

مأ اتعسني وما أسعدني . الحيرة  تنهشني . والحب يأكل كل أفكاري .

عادت ورمت الكرة وربحت بسرعة . ستة لأثنين .

أخذت الكرة وتعمدت أن أ رميها بقوة فتاهت نحوها . أسرعت سلوى وانحنت لـتأخذها . نظرت حولي وأخذتني الغيرة أن يرى غيري شيئا من فوق ركبتيها . يا لحظي السعيد . لقد غادر الأثنان وكأن الكرة قالت لهما اتركا العشق للعاشق والكرة لسعيد وسلوى .

الذكريات تلعب دورها في مثل هذه اللحظات . تلاحقت وتراكمت وتراكضت  واختصرت نفسها فكومتني عاريا امام ترددي . لم لا تخطبها ؟ لم لاتفاتحها بما يغلي في صدرك .

إنها فتاة المجتمع . أذكر أنها عضوة في جمعية نسائية للمطالبة بالمساواة مع الرجل.

عادت وفي ثغرها كل بسمات الربيع .

وقفت وقد انفكت عروة قميصها . أعطتني الكرة وبدأت بإصلاح قميصها . ومرة خامسة أذهلني ما أرى  ولكن!!!

وأعادت الكرة لي هذه الشيطانة التي لا تثبت أبدا . بيضاء صغيرة ولكنها مغرورة  بخفتها وحرصها على الإفلات .

ستة لأثنين ، سأريك شطارتي . رميت الكرة وقعت مني فورا . أعدتها ثم هربت الى يمين الطاولة بعيدة.

قالت سبعة اثنين . ابتسمت تهادت في ايجاد الكرة . اتجهت نحوي وقالت هي عند قدميك . وقفت محتارة لا تقوى على الاقتراب.

أخذت الكرة  وناولتها يدا بيد . إنها المرة الأولى التي ألمس يدها .

بدأت المباراة تأخذ عنصر التحدي . ارتمت فوق طابتها وانهالت عيناي تهذيان بأشعار الرؤى الصامتة لمرأى جسدها المنحني .

لا يا نفس لا لا . انني لم اعهد ذلك من قبل . طيلة اربع سنين في الجامعة كانت تتمثل في نفسي صديقة فقط . لا جسدا . لماذا أفكر الآن بذلك .

صاحت نفسي معربدة . إنك رجل وجسد الأنثى عند الزواج له الأهمية الثانية بعد الصفات الأخلاقية (وقالت ساخرة من جسد وروح).

 قلت لا يهم اسكتي.  سأفعل المستحيل للفوز بها .

قالت هي ذات كمال ومال وأنت قليل الحيلة قليل المال .

قلت محشورا في جوابي القصير . أختي كلمتني كثيرا وقالت لا يهم سلوى المال أنها  تريدك .

أجابتني نفسي المترددة . سنرى جرب جرب ولا تحزن إن فشلت.

الكرة خارج الغرفة وقد استغرقت وقتا لإعادتها.

كيف سأفاتحها كيف؟. أهكذا دون مقدما ت ولا مواعيد سابقة . لا يا نفس لا .

وصلت الأرقام الى عشرة مقابل احدى عشرة . قالت لن أسمح لك أن تغلبني .

كيف سأغلبها واننا اتضاءل في كل لحظة كأني صرت منها . كأني قطعة في ملابسها الغالية الثمن .

رميت الكرة وخسرت . صاحت 12 / 10 . وقفزت ويا ليتها لم تفعل . قفز قلبي. اهتز. اعتراه الفرح .

لم ذلك يا قلبي ألإنها قفزت وتركت فردة حذائها . اسكت واصمد  ليس الحب هكذا.

عدنا وحاولت الفوز لكن عقلي تائه في جسدها وهذا ما جعلني أقرب الى الذهول . لماذا لم افكر قبل ذلك بجمالها . كنت أفكر فيها كمّا سلوكيا وشعاعا  وفكريا و ووعاء استقامة .وهذا ما جعلني ارتاح داخليا كلما رأيتها  او مر خيالها على خاطري.

قالت مبتسمة وفي شفتيها  سؤال ،تشجع أنت أفضل لاعب في تنس الطاولة .

13/10 ورمت الكرة للمرة الأخيرة وقلت في نفسي   سأفـوت   عليها  الفرصة ومع ذلك حاولت وخسرت  14/ 10

لما  ذهبت للكرة سبقتها وارتمى جسدها قربي فأعنتها على النهوض . يا لروعة اللين والصبا . هل فقدت كيانك يا سعيد.

عدنــا وخسرتُ  المباراة فما احلى الخسارة معها . لأني أريد الفوز بها لا بالكرة .

قالت هذه الذكية ذات اللسان الفصيح   أنت الآن غارق ليس امامك فرصة نجاة فقلت يا نفسي مرحى لك وسأريكِ غدا .

 أوصلتني بسيارتها للبيت سريعا وقالت اخشى أن تقلق امي فقد تأخرت . وداعا.

++++

قلت له يا سعيد بعد أن ناولته فنجان القهوة. انتبه هذا الفنجان جديد ولأول مرة يستعمله عمار . انتبه فهو فنجان بكر .

التفت سعيد وقال وهل للجماد وصف بكر او غير بكر. قلت ألم تسمع بالقول في السوق هذا زيت زيتون بكر . أي عصرة أولى .

وفنجانك هذا فنجان بكر لم  يستعمل أبدا .

نظر سعيد الي ومد يده فوقع الفنجان وانسكبت القهوة . أخذت الفنجان فوجدت قطعة صغيرة كسرت من شفته .

قلت يا سعيد هذا الفنجان لم يعد بكرا .

جاء عمار بفنجان آخر ثم أردف سعيد متمما قصته.

 دلفت الى البيت مسرعا . أخذت أختي من يدها الى غرفة الضيوف . قلت اسمعي وفكري معي .

فتحت عينيها وقالت رأيتك في السيارة مع سلوى . قلت نعم لعبنا كرة الطاولة .

هل ربحت قلت لا ولكن ربحت قراري النهائي .

قالت أي قرار ؟ !

انت انت بيدك  مفااتيح الأمر .

أنا لا أدري ما ذا  أقول ؟.

 قلت له يا سعيد  علام الحيرة .

قال كلما طلبت من أختي مفاتحتة سلوى كلما اجلت الموضوع ،أوقالت ابحث  فالصبايا   كثيرات .

يا أختي  لا تتركيني في النار الغيبية الأركان.

قالت اتحبها الى هذا الحد . قلت لها مدحك لها  وأحاديثك المطولة عنها عرفتني على خبايا طباعها وأخلاقها .

 قالت نعم هي كذلك . ولكن لم الاستعجال.

 أعدت السؤال مرات ومرات . ساعديني بربك.

 ارخت عينيها ثم قالت وهي تنظر الى الأرض . مهما أقول فلن استطيع أن أعطيك  ما تستحق  سلوى من المديح الحق .

ما من صباح نلتقي فيه إلاوتسألني عنك . هل أتى سعيد معك. وهل يحب الفول صباحا   أم كوب الحليب الذي أهواه. هل هل هل.

صرت اسبقها في القول وأقول له استيقظ اخي قبلي بنصف ساعة. أكل وذهب ومعه اخي الصغير ليوصله الى المدرسة.

سعيد يحب كذا سعيد يكره كذا .

وكانت دائما تسأ ل السؤال الأنثوي . هل له صديقات. أنظري رأيته امس يشرح ويجيب عن أسئلة سميرة . أنا أغار منها أخاف

على سعيد منها.

يا أخي انتما مجنونان . تحبان في صمت وعن قرب وعن بعد . خذها بين يديك يا أخي احملها واركب مركب الآحلام الى دينا بعيدة.

لم لا تذهب اليها .

يا أختي انت تناقضين نفسك . مرة تقولين ابحث عن غيرها ومرة تقولين خذها واركب بساط الريح.

 تنفست الصعداء وقالت اسمع يا أخي . عندي سر باحت به سلوى لي فقط وهو صعب صعب جدا .

قلت بلهفة الاحتراق الصدري والرعشة الجسدية ، هل خطبها أحد غيري .

قالت لا ولكن اسمع بأذن مستمع عاقل.وبقلب رجل طيب . وخذ الأمر بضمير أبيض الجوانب لؤلؤلي المحتوى .

يا أختي اكملي قبل أن...

عندما كانت سلوى في الخامسة عشر من عمرها  وكانت  مع أاسرتها في مزرعتهم  الجبلية ، خرجت قبل الغياب بقليل  من البيت الى

محيط المزرعة الملئ بالأشجار وهناك فاجأها  رجل   قفز فوق  سور المزرعة ووووو.

قلت أكملي اكملي .

قالت لقد اعتدى عليها ودافعت هي  عن نفسها وهيهات. جسد فتاة صغيرة شل الخوف كل أعضائها ,فلم تستطع أن تقاوم ثورة شاب قوي.

أو أن تدفعه بعيدا عنها. أفهمت ما أقول.

لا تنكس رأسك . سلوى ستعيش عانسا إن لم تنقذها .

قلت لا ، فأخذتني من يدي وقالت كن رجلا ولا تكن ذكرا .

وقلت بصوت أجش وهل  كنت أنا الجاني. قالت كن المنقذ.

ما كنت ستقول أو تفعل لو كنت أنا مكانها كيف ستزوجني وهل ستصارح العريس بأنني  اغتصبت يوما ما؟ .

إنكم يا معشر الرجال أكلة لحوم النساء الغافلات . تبا لكم.

انصرفت أختي ولم تقل شيئا بعد ذلك.

 أصلحت من جلستي وقدمت الفنجان لسعيد مرة أخرى وقلت اشرب قهوتك .

لا أريد قهوة اريد موقفا .

وقلت مبتسما يا سع..ولكنه كمم فمي وقال أنا الآن في حمام زيت ساخن يقليني عن بكرة أبي .انطق انطق.

 اصلحت نفسي مرة ثانية .قربت الكرسي حتى لا صقته . وقلت اسكت  ودعنا نفكر.

 رشفت من فنجاني رشفة غير ساخنة فقد بردت القهوة ولم يعد لها بخار استوحي منه الأفكار . أنا لست عرافا ولا منجما ولا قارئ فنجــان . ولكني أضع في اعتباري ثلاثة حروف من الحــاء حكمــة ـ حق – حياد وأضيف عليها الرابعة حــلم (أي العقل) إن خانتني الأمور .

 يا سعيد فانتفض قائلا . لعل أهلها يرويدون مني ستر عورتهم ثم يطلبون الطلاق أو يجبرونني عليه .

قلت وماالسبب ؟؟

قال هم من أهل المال وانا غيرذلك ومن الأسر المأسورة بالمظاهر والتظاهر . ولا يهمهم سحق صعلوك مثلي، بعد أن أتزوج ثم أطلق من قريب.

قلت قف . إشارة حمراء في فكرك . قال لا بل في أفكارهم.

يا أخي لا تقتل الضحية مرتين .قال لم أكن الجاني .

قلت الم تكسر جزأ ّصغيرا من الفنجان البكر الآن . ما ذنب الفنجان إن اعتد يت عليه .

قال لا أفهمك .

هل شككت بسلوك سلوى ولو ذرة واحدة .؟!!

قال لا ثم أطرق ومسح عرق جبينه .

قلت اليوم بارد جدا . قال لقد أحرقتني .

حماك الله . الحب المحير هو الضوء الذي  أحرقك . لأنه منصب على بؤرة عقلك وشغاف قلبك.

قال بل هو الموقف المحير والصعب.

لا يصعب  هذا الأمر على المحب الشهم.وأنت الرجل الشهم  الذي أحبته .

أخشى أن أكون جسرا لستر الأمر الذي يصعب الحديث فيه .

وضعت يدي على فمه وقلت لا تقتل الضحية مرتين . اذهب لأختك وقل لها تزف لسلوى موافقتك .

قال إذا فعلت ذلك من اختياري وطلقتها بعد مدة لستر الأمر ماذا تقول.

صــــه صــه قلت بحرارة . عندما تتزوج تصبح الفتاة أمانة من السماء في عنقك . افرض أنك خلقت فتاة وحصل معك نفس الشئ. قال انت مثل أختي قالت هذا.

 إذن اذهب اليها  ولا تقل لها عن سرها شيئا .

قال غــدا سأقرر .

قلت وما القرار ؟؟

قرار واقع بين القريب والبعيد . ثم غادرني قائلا  لا تقتل الضحية مرتين والقريب صعب والبعيد هروب