انثيالات قصصية

عماد كامل

العراق- البصرة

[email protected]

الحكمة

كان قليل الحركة والسكون، قليل الكلام دائم الصمت، حذاؤه بقايا حذاء، رداؤه بقايا رداء، في الصيف يستظل بالشجر، وفي الشتاء تحت الجسور. إلى جانبه كسرة خبز، وعربة تنقل أشلاء كيس ينام فيه،متشرد على طرقات هذه الأرض، لكنه يملك حكمة بقدر شوارعه التي طاف بها.

القلق

يخاف أن يمدَّ يده إلى القلم، إلى الورقة، ويكتشف أنه غير قادر على الكتابة. ماذا يفعل عندئذٍ؟ يطلق على نفسه رصاصة الرحمة.

المقهى

كعادته في مثل هذا الوقت، قاعدٌ في المقهى، أمامه كوب شايه. بخاره يتسرَّب من سيجارته، فتهدئ أعصابه،وتحلق في العدم أفكاره.

آه كم رائع عالم المقهى! إنه الهرب من الوجود إلى العزلة. ومن العزلة إلى الوجود.

الآرق

القلق لذة فكرية، أسئلة تسابق أسئلة، وهكذا... بلا تخوم أخيرة.

الأرق لذة أخرى: صراع مع الليل، مع الصور المتزاحمة. 

منذ مدة يأرق، يحيط به خوف مقيت، خوف الفريسة من الكواسر.

رحيل

ترحل يوميا إلى عالم التراب ألاف الأجساد البشرية، تترك خلفها مساحات فارغة،غير ان الفنان برحيله القاسي إلى عالم الضباب يخلف فراغات تلامس أوتار الفضاء الوسيع،لكونه مرآة تعكس الصور السماوية،وكونه ملتصق بأمه الطبيعة كما يتضح من مسيرة حياته التي تختلف عن اللاهثين خلف المسميات المختلقة على حساب عالمهم الداخلي،هكذا هم الفنانون نخسرهم وتربحهم الطبيعة،لأنها دوما تعيد أصدقاءها المخصلين لتحتفل بهم ازاهيرا في بستانها الوارف.

القراءة

قلت لأبي أريد تعلم القراءة فاصطحبني إلى اقرب مكتبة واشترى لي كتيب"كيف تعلم ولدك الصلاة" واليوم بعد أربعين عاما لا أجيد القراءة ولم أحسن الصلاة.