ليلة العرس
ليلة العرس
( رواية بفصول غير منتهية )
صباح الضامن
الفصل الأول
القاعة مكتظة بالمدعوين , الكل في فرح فالعرس تاقت إليه النفوس وتأخر
كثيرا
تأخر كما القمر الذي أوهمنا بأنه يطلع كل ليلة
تأخر كما الشمس التي وعدتنا بأن تكون رفيق برد أرواحنا
تأخر ولكنه عاد اليوم ليصل سحر الأشعة الملقاة هنا وهناك من إضاءات قمرية وغيرها ,
ليصلها بالقلوب المتأملة فرحا ....
وعند أعلى نقطة في القاعة تنتظر العروس الجميلة بثوبها المتلأليء وفي خيال وجهها
لمحات من نور غريب تضيء كلما سرح الفكر مع ضوء خفي أغرب .
تتعلق عيناها بباب القاعة تنتظر فارسها ليأخذها بعيدا عن آلام بدأت منذ مدة تغزو
راحتها , تغزو مسارات خطوها , شوارع عمرها , وتغزو دماءها .
موعودة هي , لم لا
أليست مريضة
أولم تقرأ ما قد كتب في صحائف الأزمان أن الجسد لا يصح إلا بمرض وأن طعم القوة لا
يحلو إلا بعد ضعفة تمر وتوهن الجسد
وها هي تنتظر ..
الفصل الثاني
البيت الكبير يعج بالمهنئين
الفارس يستعد لحفلته الكبيرة
وينظر إلى نفسه في المرآة
ليست نفسا واحدة ما يرى بل أكثر
إنه يرى الفارس الذي يأملون
وهو يرى تلك النفس المختبئة تحاول الإلحاح عليه بالخروج لتشجعه على المضي في آفاق
بعيدة تبعده عن ابتسامات الجمع المهنيء إلى ابتسامات الجمع المرحب في مكان آخر ليس
على الأرض .
ويرى تلك النفس الحزينة فلا شيء يفرحها بعد أن خرجت نفسه المختبئة .في زوايا الحزن
,
تلك التي صاحبته في أول تسارعه نحو الحياة , تلك الوحيدة التي لا تأنس إلا إلى
الخلود .
وينظر , ويقترب أكثر من المرآة لتكتمل صورته وكأنه يصطحب الورود والرياحين ويشتم
عطرهم ويبتسم .
ثواني ... دقائق ...ويؤخذ إلى حيث يريدون
وعلا وجيب القلب
ولكنه لا يريد إلا أن يزين حياته يحياة أجمل , أعلى وأرفع له ولغيره
وهذا ما تنتظره من في القاعة
فهل يذهب لعرسه هنا ؟؟ او يكون فارسا يحرك الحياة ويجدد العمر ؟؟!!!
وارتفعت الدماء تغلي في عروقه مشبوبة تحثه أن يعيش كما الباقين
افعل كما يفعل اللهب
ثر وثر وثر ثم اخمد بين أحضان الدنيا الباردة وكن رمادا يداس
واشتم الرماد
وهنا لم يبتسم فارسنا
وأخذ يمسح المرآة عله يستعيد منظر الرياحين والورود فتذكر عروسه المنتظرة
وابتسم ..
الفصل الثالث
صراخ
غضب
دماء
ثم صوان لعرس جديد على ضفة نهر جديد
العريس : هو الفارس ذاته ولكن بتلك النفس التي رفضت برد الهوان فالتهبت واشتعلت ولم
تتحول لرماد بل إلى صراخ وكبرياء في وجه الظلم
وعلا الصراخ والغضب
الصراخ صراخه
الغضب غضبه
والدماء دماء الكثيرين
ورائحة الورود والرياحين تملأ المكان
من دمه وحده
ومن على بعد عروسنا تمزق ثوب عرسها قطعا قطعا وذاك الضوء الغريب بابتسامة يعلو
محياها وأخذت قطع ثوبها
تلصقها على الأشجار
على أبواب المحبين
على أوراق الياسمين
وتكتب عليها
الآن أنا تعافيت
الآن بدأ الشفاء
لأنه في الخلود
ليصنع لنا الخلود
فساعة موته صنع تاريخا
أطلقه صراخا
أطلقه من دمه
فسال ليذهب حيث لا يفنى
ويبقى صراخه
ونبقى
أمله
.........
لنرى أن الستار رفع ثانية
ونمى ريح المسك من المكان في أرواح الصغار والكبار
وجدد العهد
وانتقل العرس إلى مكان آخر
وضفة نهر آخر
وغصت القاعات بالمهنئين
واشتعل اللهيب بكل الفرسان
فقد ذاقوا حلاوة عرس
ليست على هذه الأرض
فالمرض هنا
يغزو الخطى ويغزو شوارع العمر
فلا بد من شفاء
لا بد
وهذا هو الطريق ..
ويستمر الحفل.........