شعور غريب
شعور غريب
سعد (أبو يوسف)
لم يكن يعلم أن تلك المكالمة التي تلقاها من صديقة ليشاركه لعب الكره في فريقه سترسم طريق حياته.
فمكالمة واحده قادته إلى مباراة واحده رأى فيها من غير حياته كلها.
ها قد عاد ملهمه إلى سلب قلبه ولبه من بعد ما حول علاقته معه إلى علاقة أخويه بحته فعل ذلك مراراً وعن طيب نفس ومن دون مقاومه من القلب ولكن وفي كل مرة يعود ومن دون مقاومة من العقل.
وهاهو هاتفه النقال يرن ويظهر اسمه، اسم من لا يجد كلمة مناسبة تعبر عن شعوره تجاهه، يرن هاتفه النقال بعد مسافة زمنيه مقدارها ستة سنوات قمريه من مكالمة صديقه الأول،
يرن ويرى اسمه ويشعر بذلك الشعور الذي لا يجيد وصفه ولكن هذه المرة يرن و بجانبه على المقعد الأيمن لسيارته امرأته التي أحبها كثيراً وظن أنها منقذته من الشعور الغريب تجاه من غير مجرى حياته.أستأسر قلبه وسرق لبه لا يعلم ما هذا الشعور الذي يشعر به تجاهه وبأي ميزه امتاز بها عن بني ادم ليفعل به ما يفعل وليحس تجاهه ما يحس.
عرفه صغيراً وكان ملهمه أصغر منه بسنتين، كان في ذلك الوقت يافعا ًوملهمه لازال طفلاً.أعجب بجماله وأحب دوماً لقاءه لكنه بالتأكيد لم يحبه إذا كان الحب هو الشعور الذي لا يجيد وصفه، عرفه وقابله مرارا ثم افترقا كأن لم يتقابلا. وبعد تلك المكالمة التي قادته ليشارك الفريق الذي كان ملهمه احد عناصره،اصبح يشاهده بأستمرار، شاهده و ضاحكه ومازحه، فرح معه بهدف أحرزه وأنبه عن هدف ضيعه، كان يحدث ذلك كل يوم ثم يفترقا كأن لم يتقابلا.ولكن ما حدث بعد ذلك من تطور العلاقة واستمراريتها هو ما أحدث ذلك الشعور الغريب الذي لا يجيد وصفه.
حرمه من النوم ليال، وأثار قريحته مراراً، وآثره على واجباته كثيراً ثم خبا الشعور كأن لم يكن، ثم مره أخرى عاود ذلك الشعور النشاط، ثم يعود ليخبو وهكذا.
و لكنه لم يستطع أن يصارحه لم يستطع أن يقول له...أن يقول له...ماذا عساه أن يقول له وهو لا يجد ما يقوله.
نظر إلى اسمه على شاشة الجوال فأهاض مرآه ما كمن من مشاعره، تذكر أول لقاء بينهما، لقاء حدداه ليشاهدا مباراة أوربيه تعرضها أحدى القنوات المشفرة.انطلقا مع بعضهما إلى المقهى يسيران جنباً إلى جنب، انه لا يصدق ذلك أمن الممكن إن تبتسم الحياة إلى احد حتى القهقهة وله هو بالذات.استقلا إحدى الجلسات وتابعا المباراة وقلبه يكاد يغادر مكانه من شده الفرح، وحينما أرادا تغيير القناة قام ملهمه إلى التلفاز وجلس القرفصاء أمام التلفاز لتسنا له ضغط زر التغيير فأصبح ظهره أمامه على بعد أمتار قليلة. ما أجمله ما أحلى كل شيء فيه حتى ظهره حتى عموده الفقري البارز من النحف جميل، ورقبته العنقاء البيضاء يالها من مغريه تغري المرء بتقبيلها، أدام إليه النظر حتى انتهى ملهمه إلى قناة اختارها ثم نهض من قعوده فجأة فأشاح صديقنا نظره المسدد عنه بسرعة و ارتباك.عاد ملهمه إلى الجلوس و لكن تلك اللحظة لم تغادر رأسه ابدآ.
إنه لا يصدق نفسه ها هو يتعشى مع ملهمه في احد المطاعم، انه يشاهده و هو يأكل، يا للعجب انه يأكل، يشاهده وهو يمضغ اللقم، ويشاهد يده وهي تقبض على اللقم، يا للأناقة والجمال في يده في عروقها البارزة وفي أظافرها الطويلة الناصعة تمنى لو يستطيع في ذلك الوقت ازدراده لفعل دون تردد نظر إليه كطفل صغيرا تهلهل أنوار البراءة محياه،وتغلف العفوية الساذجة أفعاله ،ما أروعه ما أفظعه تعجب بما شئت ولكنك لن ترى أعجب منه
هل تصورت يوما أن يأكل معك، هل تخيلت يوما إن يكون على أريحيته وهو يخاطبك.
ثم تتكرر المواعيد وتتكرر اللقاءات ويزداد ما يظن انه الحب ثم ماذا، لا تستطيع أن تصارحه، رغم انك تلحظ ما تظن انه مبادله منه لشعورك وتغبط أنت بذلك خصوصا عندما قال لك يوما:أنا ابو "....." وأنت أم "........."ثم اللصق جسده على جسدك وأحاط بيده على خصرك فضحكت أنت مداراة لشعورك المتقد فضحكت على انه مزحه "فهل كانت فعلا كذلك".
وفي ذلك اليوم عندما اجتمعت أنت و هو وأصدقائكم، عندها كان يجلس في المقعد الأمامي وأنت في الخلفي أرسل لك رسالة من جواله إلى جوالك رسالة حب وغرام دون إن ينبس بنت شفه. يا له من يوم جميل.
تصرفاته تثير الغرابة رغم ذلك لم يسئ ظنك به.لم يقصد و هو يصفكما بالزوجين ما يدور بينهما على الفراش، و لكنه وصفكما بذلك لانه اعتقد أنها أسمى العلاقات في الوجود، وهذا هو "ما تضن انك تبحث عنه" ولكنك أيضا "لم تهتم من يكون الأم فيكما" ؟.
يبدو إن كل منكما يعاني ولكن بصمت "يحب" و لكن بكتمان.
والان وأنت تنظر إلى الجوال وقد تحول رنينه "إلى مكالمة لم يرد عليها "، تذكر رسائله قبيل الفجر وأنت نائم ما تفسيرها."يا صاحبي خل السهر لي وأنت تصبح على خير".
لم تفاتحه خوفا وخجلا وتقا وصبرا، ولم يكن للمبادرة إن تأتي منه رغم انه جلاها أكثر من مره.
و لكنك لا تميل بأي حالا إلى الشبيه ! فلماذا اذا تميل اليه ؟
لابد إذا انه ليس ذكرا وبالتأكيد هو ليس كذالك و هو أيضا ليس بأنثى، كل انه ليس أنثى وهو أيضا ليس من بني ادم، وهل عندك شكا في ذلك ؟
انه الحب أو "ذلك الشعور الغريب الذي لا تجيد وصفه ".
وهاهو الجوال أمامك "مكالمة لم يرد عليها 1 " تفتحه لتراها فترى اسمه على شاشته تنظر اسمه وداخلك ماردا يزمجر وبركان يغلي، وزلزال مدمر. رغم من يجلس بجانبك على المقعد الأيمن .