ضريبة لا بد منها
ضريبة لا بد منها
|
بقلم : عبد الرحمن الحياني |
قليل من الصبر كان مناه ، ليقاوم طوفان الهواجس التي انتابته مؤخراً .. كان حنظلي المزاج ..
أبى عليه شموخه وعزة نفسه ، أن يتسلل الحلم الوردي إلى أجفانه الذابلة ، في هذا المساء .. تقدم فوج من السؤلات الحائرة إلى ذاكرته ، مصحوباً بالكثير من الضغوط النفسية عليه ..
إن ذاكرته ملأى بأصناف المعاناة المزمنة ..
تقدم الفوج المحموم ، ليقدم فروض الطاعة وطقوس الولاء ..
لم يكن ذلك طفرة في خياله .. لقد أدرك بفطرته أن الحلم محرم في بعض الأوقات
ـ أو ربما في أغلبها ـ وخاصة في هذه الأيام النكدة .. التي يحاسب فيها المرء على كل شيء يتعلق بمادة الفاء والكاف والراء ..
ثاب إلى رشده فجأة .. وأراد أن يكفر عن أحلامه القديمة .. تلك التي كانت لا تني عن تنغيص حياته .. وتدعوه بلا هوادة إلى التفكير ، فيتحمل بعد ذلك عناء التبرير وربما التنصل ، مما اقترف الطابق العلوي من جسمه ..
لقد حرم على نفسه التفكير ما دام حياً .. أجل لقد عزم على عدم التفكير، بل والتخلي عن هذه الصفة ، التي ربما عدت من صفات الإنسان الأساسية ، التي بها يتميز عن المخلوقات الأخرى مما حوله .. لكنه رغم ذلك اتخذ قراره الذي لا رجعة فيه .
فراح يقاوم كل ما يراوده من أسراب وجموع الأفكار بكل صلابة ، ورباطة جأش ..
لكن المفاجأة كانت في أنه لم ينعم براحة البال ، وأن مقاومته تلك ذهبت أدراج الرياح ..
أجل لم تدم مقاومته طويلاً .. فسرعان ما عاد عن تلك العهود التي قطعها وأخذها على نفسه .. فعاد إلى التفكير .. أجل عاد إلى التفكير بمحض إرادته..
لقد فعل ذلك عندما أراد أن يعيش كريماً
وأدرك أن الحياة هي التفكير ..