قاتل و مقتول

جهان محمود المشعان

قاتل و مقتول

جهان محمود المشعان*  

*محامية و قاصة سورية تقيم في سويسرا

أخيراً حدثت المواجهة  و حانت لحظة القتل ، لا مجال للمواربة ، هاهما وجهاً لوجه و كلاهما مصمم على سفك دم صاحبه ، لا خيار لديهما ... إما قاتـــل أو مقتـــول ...! تلك خطيئة أزلية تفيض النفوس بكراهية عابرة للقارات و حـــقد تم حقنــه في العروق ... . التصق بجدران القالب انفجرت بينهما  اللغة ... تشظت . توقف الزمان لحظات كأنها دهــر اكتشفا بأنهما لا يعرفان بعضهما ... و إن لا قصة حقيقية بينهما و أن أحداً ما جعلهما على حد السيف  إما قاتـــل أو مقتـــول ...!

الأول بلباسه الأخضر الملطخ بالأصفر على نحو مرعب و رشاشه الذي يبشر بحرب كونية

حدقتان زرقاوان تتسعان بدهشة ... جسد فتي ... أحلام كثيرة ... طفل و امرأة  شهية ينتظران عودتـــه في الجهة الأخرى من الجحيم ...

و الأخر لوحت شمس الصحراء جبينه الأسمر ... تقطر المرارة من عسل عينيه ... عفرت قسماته تربة أقسم أن يطهرها بـــدمه

ماذا لو عاش كل منهما آمناً فـــي سربه ... ماذا لــو .... !  ؟

تطل الفكرة برأسها ... تنفث سمومها (( إذا لم تقتله قتلك ))

تضغط الأيدي الفتية على الزناد .... يرتعش أحدهما ... و يعدل الأخر كوفيته  ... ينفخ في سبطانة بندقيته العتيقة 

      ــ ألا تستوعبون دروس التاريخ أيها العلوج .... لا مكان في هذه الأرض إلا لأصحابها ... متى تفهمون ... .