جنة .. ونار!
جنة .. ونار!
سيرين ملص
أول مرة أنتبه إلى أن لساعة يدي صوتاً ، أول مرة أسمع عقاربها تدق ، أول مرة أسمح للهدوء أن يغزوني ، و أعطي لروحي الحق أن تشعر بالهزيمة و لا أقاوم ، إحساس الظلم ينصفني و أنا أعلم أنه كلما تضخم شبح القهر في مقلتي و ضربت أمواج التعسف صخور كرامتي، كان انتقامه اعنف ، و لن أرضى بأقل من ذلك! قلبي دعا بحرقة عليه ، لعنه و أرسله للجحيم ! حطمـه وهشم عنفوانه ذلك المخادع و ما أكثر الخداع و ما أبغض المخادعين!! فقلت : حسبي الله و نعم الوكيل اللهم أجرني في مصيبتي و اخلفني خيرا منها. دموعي لا تسقط ، و لكن ثمة غصة في حلقي و وثبات تتخلل نبضاتي .. لا بأس الحمد لله لي الجنة ..لي الله ..لي الجنة.
أسرعت أتدارك الفاجعة .. أرسلت أوراقي لأكثر من جهة .. بكل وسائل الاتصال المتاحة .. اتصلت بالمعارف أخبّّّر عسى يأتيني خيرا طرقت كل الأبواب .. ماذا الآن؟ .. اللهم استر ! سبحانك لولا فصلي من عملي لما فكرت أن أبحث عن غيره .. ولما أتيحت لي الفرصة لأزيد دخلي و يتسع رزقي ..ثمة وفرة من الحظ كتبت لي ..ثمة خير كثير ينتظرني .. فلا يهدر الغيث الا بعد تكاثف الغيم الرمادي .. و قل تكاثفت غيومي و اسودت أيضا ..كم أمقت الانتظار .. خير ان شاء الله خير .. هذا نصيبي على أية حال .. و سؤال لا يبارحني أبدا: لماذا؟؟؟ لماذا؟؟؟ اطرده بعيدا عني و لكنه يلازمني كالدم في عروقي لا خلاص و لا فكاك الا بالخلاص الأكبر .. لا لا لن أترك لنفسي حتى بصيص أمل في التفكير بذلك .. فقط أنتظر و أرى .. ان شاء الله خير ان شاء الله خير .. علي من أكذب ؟؟ قلبي لا ينفك يبكي مهما ضحك ثغري .. مهما تشطر عقلي على هواجسي .. القلق يلبسني كردائي الذي لم أعد أشعر به .. يداي تتنملان .. و نظري يزوغ بين سواد و تعرجات و دوائر وأفقت على صوت قوي
- حبيبتي .. نهى ! نهى!!
ألقيت نظرة من حولي.. يبدو أني في مشفى أو عيادة.. يا الاهي ماذا جرى؟
- سلامتك عيني سلامتك شوي شوي ..لا تفكري الآن .. اهدئي و ارتاحي ..كل شئ يعوض.. المهم أنك بخير و أن الله نجاكِ ..
- ماذا؟ من أخبرك ؟؟
- لقد أغمي عليك حبيبتي و حملك أولاد الحلال الى المشفى ..لا تخافي ليس بك شئ طمأنني الطبيب لا حروق و لا اصابات..و لكأنك كنت في الحريق ..
-أي حريق ؟؟
- ألم تكوني في الشركة عندما شب الحريق؟ أم أنك لا تذكرين؟
- هل حدث في الشركة حريق؟؟!! يا لطيف يا جبار!! الجوال ! ؟ انه في الحقيبة .. انه يرن أرجو أن تجيب
- ألو نعم .. نعم هذا رقمها .. من المتكلم .. نعم نعم لقد انها متوعكة بعض الشئ
لذلك لن تقدر أن تكلمك ..بماذا أخبرها؟؟ .. مقابلة بعد غد في التاسعة صباحا؟..
أجل أظن أنها ستحضر .. سأبلغها ..شكرا