في وداع الحياة
هديل حسين أبو نبعة
تمددت على الفراش ونظرت إلى سقف الغرفة المهترىء ودققت في أركانها كأن لم أرها من قبل أو أني في وداعها ........
أصابني المرض منذ سنين كان في كل سنة ينهش قطعة من جسدي الهزيل ويذرني مع المعاناة والألم.
لم يلتمس ممن حولي ألمي ولم يذوقوه او يتخيلوه كان هذا المرض كامتحان لي ولصبري أنا ؛ فكان حزنهم وبكائهم علي يزيد الطين بلة ولم يسهم إلا بضعفي وهواني ويأسي .
أودع النجوم في كل ليلة وتنساب دموعي الحارة على وسادتي والتمس من ربي أن أصحو وقد زال عني المرض
عند استيقاظي صباحا أشعر بولادة جديدة لي وخيط أمل رفيع يشع لي من البعيد.
أصرخ وجعا كلما عصف بي الألم وكأن المرض يستلذ بتعذيب جسدي لكن لا لن أسمح له بهزيمتي فإرادتي المتبقية أقوى وإيماني سيقهره وسأستعيدد حياتي .
حاولت رفع جسدي وجررته حتى وصلت النافذة وسمحت لنظري بالخروج منها وإقتفاء أثر الحياة اللتي انسلت مني، تجول ناظري بين الأطفال والناس وأخذت باسترداد شعوري بالحياة وباختفاء ألمي لبضعة ثواني كانت كفيلة برسم بسمة ولو خفيفة على شفاهي المتشققة وددت الإنضمام إليهم ولكن جسدي خذلني فألمي عاد لكنه أكثر قسوة ، سمعت صوت إخوتي الصغار وقد قدموا من المدرسة أريد لقاءهم ... لا أستطيع .....
صوتي لا يخرج ولا حلقي يساعدني ماذا حل بي ؟ إني أحتضر ............
دخل إخوتي الصغار غرفتي رأوني متمددة على السرير دون حراك حاولوا هزي فما وجدوا استجابة انتابهم شعور غريب وخرجوا يصرخون ينادون أمي .
دخلت أمي هزتني وداعبت وجهي وأسقطت من عينها دمعة التصقت بوجهي ثم جلست بجانبي لدقائق حاولت ان تستوعب ما حل بي ثم نظرت إلى أخي الصغير وطلبت منه أن ينادي أبي من الدكان.............