قصص قصيره حدثت في الحادي والعشرين من آذار
قصص قصيره حدثت في الحادي والعشرين من آذار
عصام أبو فرحه
(1) عيد الأم في الحادي والعشرين من آذار
أفاق مطيع من نومه نشيطا سعيدا , لبس بدلته ووقف امام المرآة محاولا اعادة توزيع ما تبقا من خصلات شعره لتغطي اكبر مساحة ممكنة من رأسه , بعد ان انتهى من لباسه واكتملت اناقته وقبل ان يهم بالخروج من غرفته , ضرب مقدمة رأسه بيده قائلا : ( أأأخ ) كدت انسا ,ملعون انت يا شيطان , واستدار محدثا زوجته التي ما زالت تجلس في سريرها منتظرة خروجه لاكمال نومها ,
قال : ارجوك ( يا حياتي ) لا تنسي ارسال السائق لأحضار والدتي الى البيت فكما تعلمين اليوم هو (عيد الام ) , وعليك القيام بواجبها انت والأولاد , فليس باستطاعتي العودة في وقت مبكر , وتذكري جيدا أنها أمي وان جنتي تحت قدميها .
زال النهار وكاد الليل ان ينتهي , دخل البيت مرهقا مترنحا , سلم على زوجته وقال :
اين ( الحجة ) ؟
قالت : هي نائمة , انسيت ان الفجر قد لاح ؟ ألا تريد النوم ؟
قال : لا لن انام الآن , اريد ان اراها وأن أهنئها بعيدها وأن أجلس معها حتى الصباح , بعد ذلك سأقوم بايصالها الى دار المسنين ثم اعود للنوم .
(2) معركة الكرامة في الحادي والعشرين من آذار
امام حشود من الناس , وتحت اضواء (كاميرات الفضائيات) وبصوت جهور اختتم خطابه قائلا :
في يوم الكرامة قام اخوان لنا باستعادة الكرامة العربية ,
حققوا الانتصارات , ورفعوا الهامات , وقاموا بالثأر للمقدسات .
انتهى الخطاب , وكان الرقيب قد حذف اسئلة كانت ستوجه الينا بعد تلك الكلمات :
هل اكتفينا بكرامة ردت الينا يوما او بضع يوم وسلبت منا عقودا ؟؟
هل اسعدتنا ( نقطة ) انتصار غابت في بحر هائج من الهزائم والنكبات والنكسات ؟؟
هل رضينا برفع هاماتنا لنضرب بعد ذلك على اعناقنا ونسحق ؟؟
هل حققنا الثأر لمقدسات تدنس كل يوم الاف المرات ؟؟
في العام المقبل نرجو ان نكون قادرين على الاجابة , او على الاقل نرجو من الرقيب عدم حذف الاسئلة , وذلك اضعف الايمان .
(3) تساوي الليل والنهار في الحادي والعشرين من آذار
في جلسة ودية ( استثنائية ) جمعت المواطن مع المسؤول دار الحوار التالي :
المسؤول : احسك سعيدا في هذا اليوم فماذا يعني لك تساوي الليل مع النهار ؟
المواطن : انا أعمل طوال النهار لأعيل نفسي واسرتي فيوم العمل عندنا ( يوم عربي ) من طلوع الشمس الى مغيبها , عندما يطول النهار صيفا يأخذني عملي من اسرتي ومن نفسي , فالليل قصير لا يكاد يكفي لراحة البدن , اما عندما يقصر النهار شتاء" , فلا يعود الوقت كافيا لجمع ما يعيلني , ناهيك عن الساعات الطويلة التي اجلسها في البيت مستمعا الى ( شكاوى ) ام العيال عن الاولاد وعن ضيق الحال , اما اليوم فالنهار والليل متساويان , وخير الامور الوسط ,
وانت هل يسعدك تساويهما ؟
المسؤول : طبعا , فنهار الصيف الطويل وما فيه من جمع للاموال , وممارسة كافة اشكال الاستغلال , يثقلني عن سهراتي الحمراء , أما ليالي الشتاء الطويلة وما فيها من سمر وسهر وغناء ورقص تجعلني خاملا نهارا , لا اقوى على استعمال كامل طاقتي في النهب والسلب , اما اليوم فالليل بطول النهار , لن يطغى احدهما على الآخر او ينتقص من شأنه .
وهكذا فمبارك هذا اليوم المهول ,
الذي جمع على حبه مواطنا مع مسؤول .