زاهي الريش
زاهي الريش
عصام أبو فرحه
[email protected]
سأل
الكتكوت الصغير اباه قائلا :
احقا يا والدي اننا من سلالة فريدة من سلالات الطيور ؟
حيث
نولد ونكبر ونظل كتاكيتا ؟
يا
والدي : علمت ان هنالك سلالات من الكتاكيت تكبر وينبت ريشها ويعلوا صوتها , فلماذا
نحن نحيا ونموت دون صوت او ريش ؟
قال
الوالد بحزن : سأخبرك القصة بتفاصيلها يا كتكوتي العزيز ,,
قبل
مئات السنين كان جدنا ديكا سمينا ( عظيم الصوت زاهي الريش ) ديك لا مثيل له , ذاع
صيته في ارجاء المعمورة من ادناها الى اقصاها ,, كان صوته مضربا للامثال , وكان
ريشه مصدرا للجمال ,, كان قويا , شجاعا , حكيما , ملك زمام الامور وصار زعيما
للطيور ,, ازدهرت الارض في عهده , ونعمت الطيور برغد العيش ,, بعد موت جدك ( عظيم
الصوت زاهي الريش ) ,,ورث ملكه ابناء له ,, تغنوا بمجد والدهم وتبختروا بريشه
واشادوا بعظم صوته ,, حتى اصبح التغني بوالدهم ومجده هو شغلهم الشاغل ,, فما عاد
يعلو صياحهم , فهم قوم اصحاب صياح غني عن التعريف ,, فلماذا ارهاق الحناجر ؟؟؟؟
اما
ريشهم فلم يكن هنالك حاجة للاعتناء به أوتنظيفه فجمالهم معروف , وما من طير الا
وسمع بوالدهم ( عظيم الصوت زاهي الريش )
عاش
هؤلاء فرحين بماض سيضيء مستقبلهم القادم دون عناء أو عمل ,
بينما انشغلت باقي الطيور بالعمل والجد والبحث والتقدم ,
حسنت بعض الطيور اصواتها فصار مسموعا عند الطيور ,,
وحسنت بعض الطيور اشكالها فتلون ريشها واتخذ الوانا جديدة ,,
نظر
اجدادنا الى ما يجري حولهم ,,
ملك
زائل ,, طيور تتعالى ,, الكل في تقدم ,,
تعالت بعض الاصوات :
لا
بد من الصياح لنثبت ان صوتنا هو الاعلى وهو الاقوى ,,
ولا
بد من اظهار ريش ذيولنا وصدورنا ليعلم الجميع انه الاجمل ,,
اسكتهم قومهم قائلين : كل هذا لا يهم ,,
فاين آباء الطيور من والدنا ( عظيم الصوت زاهي الريش ؟؟؟ )
لا
حاجة للصياح ولا حاجة لنفض الريش ,,,
الاغلبية اقرت بذلك حتى اصبح السكوت وقلة الريش من صفاتنا ,,
صفات ورثها الابناء واخذها ابناء الابناء ,كل جيل يأتي يضعف صوته ويقل ريشه ,,
ويردد الجيل الجديد ما قال سلفه : ضعف الصوت لا يهم وقلة الريش لا تعيب ,,
فجدنا كان ( عظيم الصوت زاهي الريش ) ,,
عبارة حفظها الجميع ورددتها الاجيال متجاهلين جفاف الحناجر وضمور الريش ,
وهكذا يا ولدي وصلنا الى جيل :
أخرس الصوت ( منتوف الذنب ),,
فلا
تعجب من امرنا فمــا هنالك مــن عجب ,,
اني
سمعت عن امة كحالنا تسمى امة العرب ,,
وأطنها كانت نجوما قبــــل ان تهوي الشهب ,,,