حدث في تلك الليلة
حدث في تلك الليلة
عصام أبو فرحه
[email protected]
امضيت الساعة الاولى من ليلتي تلك بالبحث عن طريقة للتكيف مع ( البطانية الوحيدة
(
التي آلت الي بعد قسمة مضنيه وحسابات عديدة
,,
اربعة اطفال وأمهم وانا , واربع
)
بطانيات ) بالكاد سوف تكفي لشخص واحد لو اراد اتقاء برد تلك الليلة من اواخر شهر
كانون ثاني ( اواخر المربعانيه ) كما كان يقول والدي
,
كورت جسدي واضعا رأسي
أمام ركبتي , حاسما بذلك خلافا نشب بين رأسي وقدماي للاستحواذ على ( البطانيه )
تم
ذلك
على انغام مقطوعة موسيقية صاخبة
,
صوت
الناي يسمع من خلال مرور الريح بفتحات
ازلية في الشباك ,
يتناغم معه ايقاع يصدر من تخلخل باب خشبي يقف رغم انف الزمن
,
تكتمل ( السمفونيه ) على اوتار من خيوط المطر تضرب سقف الصفيح
,
اعتادت
اذناي على سماع تلك النغمات فما عدت استطيع النوم دون سماعها
,
لكن
ما منعني
النوم في تلك الليلة كان وجود اصوات غريبة مريبة في ازقة حارتنا
,,
هممت لالقاء
نظرة ,
اعادني منظر الشباك المتهالك الى فراشي
,,
فقد
ايقنت أن أغلاق الشباك
بعد
فتحه قد يحتاج الى ليلة كاملة ,,
حاولت النوم دون جدوى ,
الاصوات ما زالت
تسمع ,
اطرقت السمع محاولا معرفة ما يحدث في الخارج , فشتت تركيزي اختلاط اصوات
)
الريح والمطر والصفيح) بالصوت الذي انشد حل لغزه
,
اطلقت العنان لأفكاري علها تسعفني ....
قد
يكون صوت ( عبد الحي ) رئيس الحي وحاشيته , جاء متفقدا
رعاياه ؟
عبد
الحي ؟ لم نعرفه الا يوم الانتخابات يوزع الهدايا ويهب العطايا
,
غاب
بعدها عن الانظار ,
ايعقل ان يكون هو ,؟ ( ان الله يهدي من يشاء
)
قد يكون هذا صوت حاشيته يتجولون في الازقة , ربما
؟,,,
ام
انه صوت ( ابي فراس
)
كبير الحراس يطارد وجنده مجموعة من لصوص داهموا الحي؟؟؟
أي
لص شقي سيدخل حينا
؟
سيخرج ساخرا من نفسه باكيا على حالنا
,,,
ولو
كان سوء الحظ قد ساق ذلك اللص
فلن
يعلم ابو فراس او جند ابي فراس بذلك
لا
نراهم في ليالي الصيف وضوء
القمر , اترانا نراهم تحت المطر ؟
لا
شيء مستحيل فأن الله على كل شيء قدير
,,
ربما هم ,,,
ام
لعله صوت اقدام فاعل خير ؟؟؟؟؟ جاء لتوزيع بعض ( البطانيات
(
وبعض الخبز على اهالي الحي ؟
لعله جاء في ليلة كهذه حتى لا تكاد شماله تعلم ما
تنفق يمينه ؟
ولكن في الماضي رأينا بعض فاعلي الخير , لا يعطون الا في الأماكن
العامة ,
ينتظر احدهم أي مناسبة تحوي مكبرات صوت ليتردد اسمه في ازقة الحي
والاحياء المجاورة ,
انما اصابع اليد تحتلف , ربما كان فاعل خير مختلف عن سابقيه
؟
ربما ,,,,
طاردتني ربما وضد ربما الى طلوع الفجر ,,, نهضت من فراشي مع اول
خيوط الضياء ,
خرجت من البيت انظر في الأزقة علي اجد اثرا يدلني على ما كان
,,,
لم
اجد أي مظهر غير معتاد باستثناء مجموعة كبيرة من القطط , تجلس منهكة
وكأنها تأخذ قسطا من الراحة الى جوار حائط قديم من الطين
,,,,
لم
ياتني خروجي
بأي
جديد و بقيت في حيرتي ,
دخلت البيت , مهللا مكبرا ارفع ملابسي عن يداي
استعدادا للوضوء والصلاة
نزعت ورقة من التقويم المعلق على الحائط لانظر في
مواقيت الصلاة وطلوع الشمس
كانت الورقة المنزوعة تشير الى اخر يوم من ايام شهر
كانون ثاني ,,
نظرت في الورقة التي تصدرت التقويم
,,
ابتسمت حين رأيتها
تخبرني ان اليوم هو الاول من شباط
,,,,
ادركت حينها ان الضوضاء التي عمت الحي
انما هي اصوات احتفالات القطط بقدوم شهرهم الميمون
,,,
فحينا وازقتنا وليالينا
لا
تصلح الا ان تكون مسرحا لموسم كهذا
,,,
وكل
عام والقطط بألف خير .