حياة تحت الركام
ضياء البرغوثي / فلسطين
صحت سلمى من نومها على اهتزاز عنيف دبَّ في أركان البيت ، وقرقعة أباجورات النوافذ تفزع الميت فكيف بالنائم . شعرت أن القيامة قد قامت ، ولكنها في لحظة تفكير أدركت أنها لم تمت في الأصل فكيف ستقوم القيامة ..
نظرت إلى جانبها فوجدت دبها الصغير ما زال يفترش سريرها ، ولم يغادره ، ولكن الظلمة ما لبثت أن لفت الغرفة ، حاولت أن تضيئ الغرفة من جديد فلم تفلح .
تسللت ألوان من الخوف والجزع والحيرة إلى نفسها ، نظرت من حولها فلم تصادف عيناها إلا هذه الغيوم المتراكمة من الظلمة .
حاولت أن تبسط سمعها لعلها تسمع ما يجلو سحب الحيرة والخوف عن قلبها ، فارتطم سمعها بأصوات تهتز لها الأرض وترجف من وقعها السماء .
استجمعت ما تبقى في جسدها النحيل المرتجف من شجاعة وقفزت عن سريرها ، فتحت باب الغرفة فلم تر أي حركة تشير إلى وجود أي نوع من انواع الحياة تدب فيه .
ازداد سحب الخوف والقلق التي تلفها ..
أمي .. أبي .. محمد .. !!!!
نادت .. صاحت .. صرخت ..
ولكن صدى صوتها يرتد إليها .
خطت خطوة خارج غرفتها فاصطدمت بأكوام من الحجارة تملأ البيت .
حاولت تخطي هذه الحجارة وطفقت تبحث عن والديها واخوتها ..
ولكن الركام الذي تزدحم به غرف البيت منعها من التعرف إلى تفاصيله ...
وجلست فوق تلة من حجارة البيت المتراكمة ، ووضعت رأسها بين كفيها ..
وبقيت تنتظر أحبتها كي يخرجوا من بين الركام ..